التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ٧٢
ذنوبه اشتاق إلى الموت وكره البقاء في الدنيا حبا للقاء الله عز وجل ولنعم ما قيل دل مي ندهم كه جامه جان بدرم زان بيش كه نامهاي عصبان بدرم كراز سركرا در بدم برخيزي إزار زوي أجل كريبان بدرم وعلامته أن يكون دايم الاستعداد له لا شغل له سواه وإلا التحق بالمنهمك في الدنيا المحب لها فانحلت الأقسام إلى ثلاثة والأعلى من الجميع ترك الاختيار والتفويض إلى الله سبحانه فلا يحب لنفسه موتا ولا حياة بل يكون أحب الأشياء إليه أحبها إلى مولاه وفي مكالمات بعض العاشقين بكفتا وصل به يا هجر از دوست بكفتم هرچه ميل خاطر أو است وتفريغ القلب عن غيره (تع) ليخلو البيت لربه والتفكر في أحوال الماضين خصوصا من أقرانه الذين خلو من قبله وما كانوا فيه من النعمة والنشاط والعيش الرغيد والانبساط فيتذكر موتهم ومصرعهم تحت التراب وكيف تقطعت بهم الأسباب فخلت ديارهم واندرست آثارهم فمهما تذكرهم رجلا رجلا وفصل في باله مجاري أحوالهم وترددهم في أمانيهم وآمالهم وأنهم كانوا يدبرون لأنفسهم ما لهم الغنى عنه إلى عشر سنين فصاعدا في أوقات لم يكن بينهم وبين الموت إلا أيام قلائل ونحو ذلك توحشت نفسه عن الدنيا وزهدت فيها واستقرب الرحيل واهتدى إلى السبيل وهو من التفكر الذي ورد فيه عن النبي صلى الله عليه وآله تفكر ساعة خير من عبادة سنة وأنه دليل العقل وحياة قلب البصير ويدعو إلى البر والعمل به إلى غير ذلك والأصل فيه الانتباه وهو من منشعبات العلم والفهم خلاف الغرور الذي هو من منشعبات الجهل والحمق وهو سكون النفس إلى ما يوافق الهوى ويميل إليه الطبع ومنشؤه نوع من الشبهة فكل من اعتقد أنه على خبر إما في العاجل أو الآجل عن شبهة فاسدة فهو مغرور و أكثر الناس يظنون بأنفسهم الخير وهم مخطئون فيه فهم مغرورون وأنواعه كثيرة بعضها أوضح من بعض كايثار الدنيا لكونها نقدا ومتيقنة على الآخرة لكونها نسية ومشكوكة والنقد خير من النسية واليقين خير من الشك وهذا غرور الكافرين وإليه أشار في قوله سبحانه ولا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور وقوله عز وجل ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله و غركم بالله الغرور وقياساهم فاسدان فإن كل نقد ليس خيرا من كل نسية ولا كل يقين خير من كل شك بل ذاك إذا تساويا في المقدار والمقصود أما إذا تفاضلا فيهما فلا ريب أن النسية الكثير راجح عند العقلاء على النقد القليل وإن شك فيه إذ المريض العاقل يترك اللذات الحاضرة المتيقنة في الحال لأنه يرجو أن يصح في المستقبل وكذا التاجر يتحمل المشاق ويخاطر بالأموال الحاضرة المتيقنة لأنه يرجو أن يربح فيه فيما بعد فهما تاركان النقد للنسيئة واليقين للشك إذ ليسا من حصول الصحة والربح في المستقبل على يقين وإنما قادهما إلى ذلك أصل الزيادة فالآخرة أولى بأن يطمع فيها ويترك لها الدنيا للتيقن بها بالعقل والنقل وهذا قدح في الصغرى القياس الثاني وهو منع بعد التسليم وعدم نسبة الدنيا إليها شدة ودواما فهي أرجح من الدنيا كيفا وكما إذ لا نسبة للمتناهي إلى غير المتناهي فالذي يخرج العشرة من يده ليعود إليه بعد سنة أحد عشر وهو مشعوف بذلك كيف يشق عليه إن كان بصيرا أن يكف عن فضول لذات ناقصة منغصة أياما قلائل لينال أضعافها المضاعف أبد الأبدين وكالاعتماد على مجرد الايمان وهذا غرور عوام المؤمنين المطمئنين إلى الدنيا المترفهين بنعيمها إذ قرع سمعهم ما وعد الله المؤمنين والمؤمنات وأعد لهم من النعيم فاغتروا وفتروا عن الأعمال الصالحة وأغفلوا التوبة ولم يتنبهوا أن المغفرة منوطة بأمور أخر زايدة على أصل الايمان فورد في الكتاب الكريم وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى وقد تكرر في الكتب الإلهية اشتراط الفوز والنجاة في القيامة بالايمان والعمل الصالح جميعا بل ورد الحكم العام على جميع أفراد الانسان بالخسر واستثناء المتصفين بصفات عديده إحديهما الايمان ففاقد شئ منها أيا كان مندرج تحت العموم قال الله عز وجل والعصر إن الانسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات إلى آخر السورة وهو من أوضح أمثلة العموم في كتب الفن وكالاعتماد على أنه (تع) كريم وهذا غرور العصاة وإليه الإشارة في قوله (تع) يا أيها الانسان ما غرك بربك الكريم فيتساهلون في أمور الدين ويتعللون بالتعويل على كرمه (تع) وربما يتعاسرون في أمور الدنيا ويتهالكون عليها ولا يعولون على كرم الله ويتعللون بأن الله قد أمر بالسعي والحزم فيكون حالتهم فيه على العكس المطلق مما يجب بترك التعويل والاتكال على الله في أمور الدنيا مع أنه ورد الحث عليه فيها في قوله عز وجل ومن يتوكل على الله فهو حسبه وغير ذلك مما يأتي بعضه في بابه وزعمهم التعويل عليه في أمور الآخرة مع أنها ليست من مظانه كما تقدم ولقد أجاد القائل تقول مع العصيان ربي غافر صدقت ولكن غافر بالمشية وربك رزاق كما هو غافر فلم لا تصدق فيهما بالسوية فكيف ترجى العفو من غير توبة ولست ترجى الرزق إلا بحيلة وهاموا بالأرزاق كفل نفسه ولم يتكفل للأنام بجنة وما زلت تسعي للذي قد كفيته وتهمل ما كلفته من وظيفة تسئ به ظنا وتحسن تارة على حسبما يقضي الهوى بالقضية والعلاج الحاسم لأنواعه استحضار العلم بالحقايق والتفكر في مغامض الأمور فهما رافعان لأصوله باب النية والبحث عنها من مقدمات الاخلاص الذي هو من أصول المطهرات وأفرد اهتماما بها وهي والقصد والإرادة ألفاظ مترادفة على معنى واحد وهو الهمة الباعثة للعمل المعين بأنها من آلات القدرة المنبعثة عن المعرفة بملائمته للغرض العاجل أو الأجل فهي أيضا حال يكتنفها علم وعمل كشهوة الطعام الحاضر عند الجوعان الحاصلة من المعرفة بتحققه ورفعه الجوع الباعثة لامتداد اليد إليه للتناول وقصد قتل العقرب المنبعث عن العلم بوجودها وايذائها الباعث لمبادرة اليد إلى النعل لقتلها وذلك أن الانسان مجبول بحيث يوافقه بعض الأمور ويخالفه بعضها فلا بد له من معرفة بها يدرك التفرقة بين الموافق والمخالف ومن همه بها يبادر إلى جلب الأول وسلب الثاني ومن قدرة يتمكن بها من ذلك فخلق الله
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360