التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ٣١٦
الثلاث المحببات إلى رسول الله صلى الله عليه وآله من الدنيا وعن الرضا (ع) الطيب من أخلاق الأنبياء وعن أبي الحسن وأبيه (ع) العطر من سنن المرسلين ولا سيما في الشارب فهو كرامة للكاتبين أيضا وفي عدة أخبار نبوية وغيرها الطيب يقوي القلب ويحفظ العقل ومن تطيب أول النهار لم يزل عقله معه إلى الليل ويزيد في الرزق و الباه وعن أبي عبد الله (ع) صلاة متطيب أفضل من سبعين صلاة بغير طيب وعن النبي صلى الله عليه وآله خطابا لعثمان بن مظعون لا تدع الطيب فإن الملائكة تستنشق ريحه من المؤمن وفي رواية أخرى ما ينفق فيه ليس بسرف وعن أبي عبد الله (ع) كان رسول الله صلى الله عليه وآله ينفق فيه أكثر مما ينفق في الطعام وعن أبي الحسن (ع) قال لي حبيبي جبرئيل تطيب يوما ويوما لا ويوم الجمعة لا بد منه ولا يترك وفي رواية أخرى عنه (ع) لا ينبغي للرجل أن يدع الطيب في كل يوم فإن لم يقدر أي الرجل على مسه كل يوم فيوم ويوم لا وإلا ففي كل جمعة ولا يدع ذلك وأحبه ما في الحديث النبوي للرجال ما ظهر ريحه وخفى لونه وللنساء بالعكس ما ظهر لونه وخفي ريحه وعن أبي عبد الله (ع) ينبغي للرجل أن يدخن ثيابه إذا قدر وعن النبي صلى الله عليه وآله إذا أتى أحدكم بريحان فليشمه وليضعه على عينيه فإنه من الجنة وعن أبي عبد الله (ع) مثله فإن قبلها أولا ثم صلى على النبي وآله كان له ما في رواية أبي هاشم عن العسكري (ع) من تناول وردة أو ريحانة فقبلها و وضعها على عينيه ثم صلى على محمد والأئمة كتب الله له من الحسنات مثل رمل عالج ومحا عنه من السيئات مثل ذلك والطيب مما يكره رده إذا عرض عليه لأنه من الكرامة وقد سلف حديث أمير المؤمنين (ع) لا يرد الكرامة إلا حمار وفسر في حديث أبي الحسن (ع) بالطيب والوسادة وعد أشياء باب المسكن و هو من ضروريات الانسان في معاشه وحقه أن يكون واسعا ففي عدة روايات أن من سعادة المرء وراحته وفضل عيشه في الدنيا سعة الدار وأن من شقاء العيش ضيق المنزل وأن من شوم الدار ضيقها وأن يكون جيرانها أبرارا فإن جار السوء من القواصم إن رأى حسنة أخفاها وإن رأى سيئة أفشاها كما ورد وتعوذ رسول الله صلى الله عليه وآله منه تراك عيناه ويرعاك قلبه إن رآك بخير ساءه وإن رآك بشر سره فيبتدئ بالنظر في أمر الجار ثم يتخذ الدار كيلا يشق عليه التحول بعد الإقامة وهذا معنى قوله صلى الله عليه وآله الجار ثم الدار ولا يجوز للمسلم أن يتوطن دار الحرب ابتداء ولا استدامة و ينبغي أن لا يرفع سمك ما يبنى أكثر من ثمانية أذرع شرعية فورد فيه عن أبي عبد الله (ع) أن من فعله نودي من الملك الموكل بالبناء أين تريد يا فاسق وفي بعض الروايات يا أفسق الفاسقين والظاهر اختصاص كراهة الزيادة بمورد أكثرها وهي السقوف فإنها مظنة الرياء والمباهات دون الجدران الحايطة ولا سيما إذا كان القصد بذلك الاحتفاظ ومزيد التستر وفي عدة أخبار أن ما زاد على الثمانية محتضر يعني أنه يسكنه الجن والشياطين أنها ليست في الأرض ولا في السماء وإنما تسكن الهواء فإن أراد دفعهم فليكتب آية الكرسي فيما بين الثمانية والزايد كما أمر به أبو عبد الله (ع) من شكى عبث الجن بأهل بيته وعياله وأن يبدأ بالبناء يوم الأحد ففي الاختيارات المنسوبة إلى أمير المؤمنين (ع) وفي الأحد البناء لأن فيه تبدى الله في خلق السماء ولا يستشكل بأن تعيين الأوقات ووجود الليل والنهار موقوفان على حركة فلك الشمس فكيف يعقل قبل ذلك يوم الأحد أما للفرق بين اليوم والنهار بأن الأول هو مطلق الزمان والثاني هو البياض الذي تفعله الشمس بطلوعها وبين السماء والفلك بأن الأول هو مراكز السبع السيارة والثاني أعم يشمل الأطلس واليوم مقدار دورة كاملة له وزيادة يسيرة هي مقدار سير الشمس بحركتها الخاصة المعكوسة فيصح تعيينه قبل خلق فلك الشمس وإن لم يكن إذا نهارا والمعنى أنه لما تم خلق الأفلاك وتعينت الأوقات كان تقدم ابتداء الخلق على ذلك بمقدار من الامتداد إذا وزع على مقتضى التعيين صادف يوم الأحد فلا اشكال وأن ينوي به التعبد حيث أمر الله باتخاذ المساكن ودفع الحر والبرد فهما ضرران يجب دفعهما عن النفس عقلا وشرعا ولا يبالغ فيه بالاشتغال به كثيرا فلم يضع رسول الله صلى الله عليه وآله لنفسه لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة وأن لكم في رسول الله أسوة حسنة وورد الأمر باتقان البناء و مدح الطين واللبن وذم الجص والأجر وإذا وجد جداره يريد أن ينقض إلى الطريق أو ملك الغير فليبادر إلى اصلاحه فإن أخر من غير عذر ضمن ما يجنيه بسقوطه على المشهور وينبغي أن يتخذ في الدار موضعا معدا للوضوء والغسل وموضعا معدا للبول والغايط وسائر النجاسات وموضعا للضيافة فورد أنه زكاة البيت كما سبق وورد أيضا اعداد موضع للصلاة والظاهر أنها تحديدات للأقل الذي لا غنى عنه فلا ينافيه اعداد موضع للدواب وآخر للأقوات والذخاير ونحو ذلك من مرافق المعيشة لمن كان من أهله والضابط الاقتصار على قدر الكفاف فعن أبي عبد الله (ع) أن الزايد عليه وبال على صاحبه يوم القيامة وورد في النبوي من بنى بناء رياء وسمعة حمله يوم القيامة من الأرض السابعة وهو نار يشتعل منه ثم يطوق في عنقه ويلقى في النار ولا يحبسه منها شئ دون قعرها إلا أن يتوب قيل يا رسول الله كيف يبني رياء وسمعة قال يبني فضلا على ما يكفيه استطالة به على جيرانه ومباهاة لإخوانه وعن أبي عبد الله (ع) من كسب مالا من غير حله سلط عليه البناء والماء والطين وفي عدة روايات أن تلك البقاع تسمى المنتقمة ولا يكسوا البيت خارجا ولا داخلا وهي من خصايص الكعبة وأما وضع الستر في بعض المواضع فالظاهر أنه ليس منها ولا يزخرف بالنقوش الملونة وأصل الزخرف الذهب وكمال حسن الشئ ولا يصور التماثيل فورد في رواية أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال جبرئيل يا محمد إن ربك ينهى عن تزويق البيوت قلت وما تزويق البيوت قال تصاوير التماثيل وكما يكره ابتداء يكره استدامة في البناء وغيره وعن النبي صلى الله عليه وآله لا يدخل الملائكة بيتا فيه كلب أو تمثال جسد أو إناء يبال فيه و
(٣١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360