التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ٢٤
وفي الحديث لعن الله الخمر وعاصرها وغارسها وشاربها وساقيها وبايعها ومشتريها وأكل ثمنها وحاملها والمحمولة إليها والكهانة والقيافة والشعوذة والتنجيم واظهار الحسد وإشاعة الفواحش في المؤمنين وتجسس عوراتهم والشماتة بمصائبهم والبذاء والفحش والمراء والغدر والغش و التصرية والتدليس والاستخفاف بالبول وسائر النجاسات والاختيال في المشي وسد الطريق المسلوك وتزي الرجال بزي النساء والنساء بزي الرجال والإعانة على الإثم والعدوان وايذاء المؤمنين خصوصا الجيران واضرار المماليك والنساء والأولاد والبخل وسائر الذمايم الآتي بيانها و خفر الذمة والمن بعد الصدقة وأكل اللحوم المحرمة كالكلب والسنور وسباع الوحوش والطيور و بعض السموك ومحرمات الذبيحة كما يأتي ومجامعة الحايض والنفساء والتمتع بالأجنبية بالنظر واللمس والمضاجعة والتقبيل والتحديث وكذا الصبيان وتبرج النساء للرجال واتيان البهائم والاستمناء باليد وغيرها وتأخير العمرة عن عام الوجوب وأكل السموم والطين والتراب والمدر والأمر بالمنكر و النهي عن المعروف واستكبار الطاعة وكراهة الجماعة وغيرها من السنن الشرعية وحلق اللحية وترك المندوبات إذا بلغ حدا يؤذن بالتهاون بالدين والاستخفاف بشريعة سيد المرسلين صلوات الله عليه وآله أجمعين والغناء واستماعه وتعلمه وتعليمه والتكسب به وبذل الأجرة له وبيع المغنية وشرائها لذلك سواء كان مقرونا بشئ من آلات اللهو أم لا وسواء كان صوت رجل أو امرأة أجنبية أو ذات محرم وسواء كان له معرفة مكتسبة بفن الموسيقى وتأليف النغمات ورعاية النسبة بينها أو تعاطي ذلك طباعا بحسب السليقة وسواء كان في كلام موزون أو غيره له معنى مفهوم أم لا للعمومات المستفيضة في ذلك من غير مخصص إلا ما في صحيحة أبي بصير أجر المغنية التي تزف العرايس ليس به بأس وليست بالتي يدخل عليها الرجال وربما يلحق به الحداء ومراثي الحسين (ع) ولم يثبت له حقيقة في الشرع فالمرجع فيه إلى العرف وما قيل إنه مد الصوت المشتمل على الترجيع المطرب إن أريد به بيان العرف كما هو أحد الاحتمالين فلا حاجة إليه وإن أريد به ما يقابله وهو أظهرهما فلا مأخذ له فتحسين الصوت وترقيقه على وجه يؤثر في النفوس ولا يعد في العرف غناء باق على أصل الإباحة وفي المتفق عليه أن علي بن الحسين (ع) كان يقرأ فربما مر عليه المار فصعق من حسن صوته وللكلمات البليغة المشتملة على معان لطيفة من معارف السر إذا أنشدت على ألحان متناسبة تأثير ظاهر في تجريد النفس عن بعض علائقها وتشويقها إلى دار سعادتها كما في حديث علي بن الحسين (ع) أيضا وقد سئل عن شراء جارية لها صوت ما عليك لو اشتريتها فذكرت الجنة وعلى هذا فالمراثي خارجة عن موضوع المسألة لا حاجة إلى استثنائها وقد أفرط في المقام من جعل أنين البنائين من الغناء المحظور كما فرط المصنف في مطولاته بتخصيصه بما كان على النحو المعهود المتعارف في زمن بني أمية من دخول الرجال عليهن واستماعهم لصوتهن وتكلمهن بالأباطيل ولعبهن بالملاهي من العيدان والقصب وغيرها وبالجملة ما اشتمل على فعل محرم دون ما سوى ذلك وإن أمكن تطبيقه على ما اخترناه بضرب من العناية فافهم وقيل الذنوب كلها كبائر لاشتراكها جميعا في مخالفة الشارع والخروج عن طاعته وإنما تطلق الصغيرة والكبيرة على الذنب بالإضافة إلى ما فوقه وما تحته فالقبلة صغيرة بالنسبة إلى الزنا كبيرة بالنسبة إلى النظر و وكذا سرقة الدينار بالنسبة إلى الدرهم والقنطار وأسند هذا القول إلى أصحابنا وفيه ما فيه كما فصلنا القول فيه في المسائل الجبلية الثانية والطهارة عن الجريمة مطلقا إما بالتوبة وحدها كما في لبس الحرير أو مع التدارك بالقضاء وحده كما في ترك الصلاة أو الكفارة وحدها كما في وطي الحايض أو كليهما كما في افطار رمضان أو غير ذلك مما سيأتي أو التوبة مع الحد كما في شرب الخمر أو التعزير كذلك كما في وطي البهيمة أو كليهما كما في الزنا بالميتة أو التوبة والتدارك مع الحد كما في الزنا في نهار رمضان أو التعزير كما في وطي الزوجة فيه أو الجميع وهو التوبة والتدارك والحد والتعزير كما في الزنا في نهار رمضان بالميتة فالأقسام الجميلة ثمانية أخل المصنف طاب ثراه بقسمين منها وذلك بحسب أصناف الجرايم كما يأتي تفاصيلها والقدر المشترك بين الجميع التوبة ومن ثم بدأ ببابها باب التوبة وهي في اللغة الرجوع وفي الاصطلاح إذا نسبت إلى العبد تبرئة القلب وتنزيهه عن درن الذنب بماء الحسرة والرجوع من المعصية التي هي سبب البعد عن ساحة الكرامة إلى الطاعة التي هي سبب القرب إليها وتتعدى حينئذ بإلى وإذا نسبت إلى الله عديت بعلى لتضمنها معنى العطف والفضل فإنها حينئذ الرجوع من القهر إلى اللطف وذلك أن الله قد سبقت رحمته غضبه وهو المبتدئ بالنعم قبل استحقاقها وقد فطر عباده على التقرب إليه بالطاعات والإساءة السانحة من العبد خروج عن الفطرة وتباعد عن مرتبة القرب واللطف إلى عرصة القهر فالتوبة الماحية لتلك الإساءة يلزمها عود العبد إلى مقتضى فطرته الأصلية والرب إلى رحمته السابقة كالوسخ الطاري على الثوب النقي إذا غسل بالصابون وبولغ في إزالته عاد إلى نظافته الأولية وصلوح ملابسة الملك أو المرض العارض في البدن إذا عولج عاد إلى الصحة وكما أن الغالب على أصل الأمزجة الطبيعية الصحة وإنما يعرض المرض بأسباب مغيرة إذا أزيلت زال المرض كذلك إذا تحققت التوبة التي هي علاج القلوب المريضة عادت إلى فطرتها وما كانت عليه من مرتبة القبول وإليه الإشارة بقوله عز وجل إلا من أتى الله بقلب سليم ومن ثم ورد في الحديث النبوي وغيره التائب من الذنب كمن لا ذنب له والتائب حبيب الله وهي فرض مأمور به في عدة مواضع من القرآن كقوله عز وجل وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون وغيره من الآيات مدلول على وجوبه بالعقل للصراح فإن من علم معنى الذنوب وأنها قبايح يحرم بها عن السعادة الأبدية التي هي محبوبة لكل عاقل ويتعرض للهلاك الدائم ومعنى التوبة وأنها المنجية من تبعات الذنوب ومعنى الواجب وأنه ما يذم تاركه ثم جمع بين هذه المعاني فإنه لا يستريب في أنها من الوجوب
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360