التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ٣١٤
ثم من على يساره إلى آخرهم ويتأخر في الغسل بعده عن جميعهم انتظارا للداخل أن يدخل ويأكل معه وتعظيما للضيف بتقديمه وفي بعض الروايات لأنه أولى بالصبر على الغمر فيبدأ بمن على يمين الباب حرا كان أو عبدا كما في رواية ابن عجلان أو من على يسار المضيف كما في حديث آخر وأن لا يتكلف له إذا أتاه دون ما إذا دعاه ففي الحسن عن أبي عبد الله (ع) إذا أتاك أخوك فاته بما عندك وإذا دعوته فتكلف له وحيث يتكلف فلا يكن بالاستفراض أو تقديم ما يحتاج إليه العيال فورد أنه دعي أمير المؤمنين (ع) إلى ضيافة فقال للداعي وهو الحارث الأعور على أن تضمن لي ثلاث خصال لا تدخل علينا شيئا من خارج ولا تدخر عنا شيئا مما في البيت ولا تجحف بالعيال قال ذلك لك فأجابه (ع) وزيد في بعض الروايات فأتى الحارث بكسر فجعل أمير المؤمنين يأكل فقال الحارث إن معي دراهم وأخرجها فإذا هي في كمه فإن أذنت لي اشتريت فقال (ع) هذه مما في البيت أو تقديم ما لا تسامح النفس به بل يقتصر على ما لا يبغض إليه الضيف فإنه يورث الانقطاع والوحشة سيما في النفوس الضعيفة المتقيدة بمحقرات الأمور وربما يحسن ذلك من وجه آخر للمبتدئ في الرياضة المتحري مراغمة النفس وتعويدها بالخير كما تقدم ولا يحتقر المضيف ما حضره ولا الضيف ما قدم إليه ففي الصحيح عن أبي عبد الله (ع) هلك لامرء احتقر لأخيه ما يحضره وهلك لامرء احتقر لأخيه ما قدم إليه ويقدم ما يشتهي الضيف فإنه من ادخال السرور والاكرام المأمور بهما وورد في النبوي أو غيره من صادف من أخيه شهوة فقضاها له غفر له ويقتصر على قدر ما يكفي لا ينقص ولا يزيد فالنقص عن الكفاية ترك المروة بل هو اللوم والزيادة عليها رياء وتصنع وإن كان ليس في الطعام سرف إلا أن ينوي بالتكثير التبرك بما يفضل من طعامهم أو يجيز لهم الذهاب به سيما إذا كانوا فقراء ويميز أولا نصيب العيال تحاميا عن اهتمامهم به واجحافه بهم ولا يرفعه الضيف إلا أن يعلم بسروره بذلك ولا أقل من عدم كراهته بلفظ صريح أو ما يقوم مقامه ولا يستتبع ولده إذا دعي فإنه إن فعل أكل حراما ودخل عاصيا كذا في رواية السكوني وورد عن أبي عبد الله (ع) من أكل طعاما لم يدع إليه فإنما أكل قطعة من النار وإذا بات الضيف في بيت المضيف يريه القبلة والمتوضي إن لم يكن عارفا بهما وأن يكرمه فورد أن مما علم رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة (ع) أن قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه وهو باظهار الانبساط والسرور بقدمه وحسن الحديث والإعانة في النزول دون الارتحال والخدمة بالنفس وصب الماء على اليد تأسيا بالسلف والتشييع إلى الباب فورد في النبوي أن من سنة الضيف التشييع إلى باب الدار وأخذ الركاب للركوب وتسوية الثياب وينبغي أن يرجع الضيف فرحا طيب النفس مثنيا وإن قصر المضيف أو ذووه في حقه فليعذر ولا يوغر الصدر ولا يخرج إلا برضا المضيف وإذنه ولا يحركه التقصير إلى الخروج بدون إذن فهو من حسن الخلق وسعة الصدر ولا تكون الضيافة أكثر من ثلاثة أيام ففي النبوي الضيافة أيام فما زاد فصدقة إلا أن يلح رب البيت عن خلوص قلب في لبثه فله المقام إذ ذاك أو الضيف فيقيم زيادة على الحد الشرعي وهو حينئذ ممن لا يليق اللطف بل هو كذلك في الثالثة ففيه الضيف يلطف ليلتين فإذا كان الليلة الثالثة فهو من أهل البيت يأكل ما أدرك ويستحب لأهل البلد ضيافة الواردين فورد في النبوي أيضا إذا دخل الرجل بلدة فهو ضيف على من بها من إخوانه وأهل دينه حتى يرحل عنهم أو المعنى أن له عليهم حرمة الضيف وإن كان في نفقة نفسه ومن حقه أن يعد فراشه وخلاله وقد تقدم في باب الصوم أنه ينبغي أن يستأذن كل منهما صاحبه في صوم التطوع لئلا يحتشمه فلا يأكل أو يصنع طعاما فيفسده و ورد عن أبي عبد الله (ع) إذا دخل عليك أخوك فأعرض عليه الطعام فإن لم يأكل فأعرض عليه الماء فإن لم يشرب فأعرض عليه الوضوء وفي حديث آخر من زار أخاه ولم يذق عنده شيئا فكأنما زار ميتا وأما الولايم الشرعية ففي الأخبار النبوية وغيرها أنها أربع عرس بضم الفاء وهو طعام النكاح أو الزفاف وخرس بضمه أيضا وهو العقيقة أو طعام الولادة وعذار بكسره وهو الختان واياب من غيبة مطلقا أو من مكة وهو من الركاز قال الكليني وزيد في رواية التوكير وهو بناء الدار وغيره قال المصنف في الحاشية المراد بغير البناء الشراء وغيره من حقوق سكنى الدار وورد في النبوي النهي عن وليمة يخص بها الأغنياء ويترك الفقراء والظاهر أنه على الكراهة أو قلة الثواب إلا إذا كان رياء كما هو الغالب باب اللباس غير ما تقدم في كتاب الصلاة وهو من نعم الله سبحانه على بني آدم يواري سوآتهم ويقيهم الحر وهو من أحسن الزينة وحقه أن يختار الثياب من القطن فإنه لباس رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل البيت صلوات الله عليهم والكتان فإنه من لباس الأنبياء وهو ينبت اللحم دون الصوف والشعر فإنها لا تلبس إلا لعلة كالبرد وفقد الأولين ولا ثياب الشهرة فإنه منهي عنه مبغوض فعن أمير المؤمنين (ع) نهاني رسول الله صلى الله عليه وآله عن لبس ثياب الشهرة وعن أبي عبد الله (ع) إن الله تعالى يبغض شهرة اللباس وورد في لبس ثوب الشهرة عن الحسين (ع) من لبس ثوبا يشهره كساه الله (تع) يوم القيامة ثوبا من النار قال في النهاية فيه من لبس ثوب شهرة ألبسه الله (تع) ثوب مذلة يوم القيامة الشهرة ظهور الشئ في شنعة حتى يشهره الناس ولا الثوب المذهب سواء تجمل به أم لا فإنه حرام على الرجال مطلقا كما تقدم في كتاب الصلاة سواء كان طلاء أو منسوجا أو غيرهما أمكن تخليصه أم لا وهو زينتهم في الجنة وكذا الحرير المحض لهم ومن أقسامه الديباج وهو المنقش منه معرب زيبا وكأنهم كانوا ربما يخصون اسم الحرير بالأطلس الساذج ومن ثم جمع في بعض الروايات كموثقة محمد بن مسلم لا يصلح لباس الحرير والديباج ومرسلة ابن بكير لا يلبس الرجل الحرير والديباج إلا في الحرب فاقتصر المصنف على لفظ الرواية واعتذر في الحاشية بما لا يسمن ولا يغني من جوع وأما المعمول من قطن هذا النبات البري الموسوم بالعشر كما كان متعارفا في بلادنا
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360