التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ٢٦٣
وأحمد أوقاته إذا قويت الشهوة وحصل الانتشار التام لا عن تكلف ولا فكرة في مستحسن ولا نظر إليه ولا كثرة رياح منعظة بلا شهوة بل بسبب كثرة المني وشدة الشبق ومن علامته حصول الخفة عقيبه بسبب استفراغ الفضول وتنقية القلب والدماغ عن الأبخرة السمية التي يصعدها إليهما احتباس المني إلى غير ذلك مما هو مذكور في محله ب ملازمة الاقتصاد فيه بحسب المزاج والاحتراز عن الافراط والتفريط كما في سائر الأمور فالافراط يسقط القوة وينهك البدن ويضر العصب ويوقع في الفالج والتشنج ويضعف البصر جدا ويوجب السهر بسبب شدة الاستفراغ و خروج جوهر الروح مع المني بسبب اللذة ومن ثم كان أكثر المواقعين التذاذا أوقعهم في الضعف و يقوى الشطر البهيمي من النفس ويقهر العقل بصرف الهمة إلى التمتع فيحرم عن المقصود وهو العبادة الموصلة إلى لذات الجنة وفراغ القلب والرياضة كما مر وربما تنكسر شرة النفس بالاكثار منه سيما للأمزجة الضعيفة ويفضي ذلك إلى تناول الأشياء المقوية وغيره من التدبيرات لتكون معاونة للطبيعة فيما فرت عنه فيحتاج إلى تضييع الوقت في تحصيل أجزاء المعاجين والمغالات في أثمانها و الاشتغال بتركيبها وتحمل التعب الشديد في ذلك وهو كتنبيه السبع الضاري ممن بلى به وهو نائم اعتمادا على ما معه من السلاح الذي به يطيق الدفع بزعمه وهو غاية السفه والجهل فإن السلاح إنما يحمل ليحترس به عن السبع لو تحرك بنفسه اتفاقا لا لأن يحرك بالقصد والعمد ويتكلف التعب و الخطر الشديد أن في مغالبته وليس كل من حمل سلاحا قدر به على قهر السبع وسلم من غائلته يقينا وأما ما روي عن النبي (ص) قال شكوت إلى جبرئيل ضعف الباه فأمرني بأكل الهريسة فالوجه فيه أنه (ص) كان قواما على تسع من النساء فطلب ذلك لتحصينهن لا للتنعم ويؤيده ما ورد من طرق الأصحاب شكوت كثرة الأزواج وربما يفضي افراط هذه الشهوة ببعض البطالين إلى العشق المرض الوسواسي المبحوث عنه في الطب ويجعله أضل من الأنعام الهائمة لأن المتعشق ليس يقنع بإراقة شهوة الوقاع وهي أقبح الشهوات وأجدرها بأن يستحي منها حيث ما اتفق حتى اعتقد أن الشهوة لا تنقضي إلا من محل واحد والأنعام تقضي الشهوة أين اتفق فتكتفي به وهذا لا يكتفي إلا بواحد وفي الحديث أنه سئل أبو عبد الله (ع) عن العشق فقال تلك قلوب خلت عن محبة الله فأذاقها الله حلاوة غيره وهذا العشق إنما يعتري غالبا الرعاع وأصحاب النفوس العامية دون الأشراف وكبراء النفوس والمحتشمين و الخواص الذين في سرهم لطف وإنما الذي يعتريهم كثيرا عشق الصور والشمائل الملائمة لطباع أرواحهم من غير شهوة مجامعة ولا تخيل شئ من جنسها وقد ينتقلون منه بالرياضة وصفاء الأنفس فيرتقون على مدارج العارفين البشاشين الذين لا التفات لهم إلى شئ من حظوظ النفس وشهواتها بل قصوى همتهم وغاية نهمتهم معرفة الحق الأول تعالى شأنه كما تقدمت الإشارة إليه والتفريط يوجب الدوار وظلمة البصر وثقل البدن وورم الخصية كل ذلك بسبب الاحتباس وإذا بولغ فيه يضعف للقوة المولدة لأن الطبيعة تنسى حينئذ توليد المني كما تنسى الطبيعة الفاطمة توليد اللبن وربما يفضي أيضا إلى العشق بل افضائه إليه أوضح من افضاء الافراط كما يشهد به العيان فإن اعترائه للعزاب أكثر منه لغيرهم ويوافقه ما ذكره الأطباء في رسمه من أنه مرض ماليخولي يتولد من الأطماع يزيد بالسماع وينقص بالجماع وبالجملة ففي كلام المصنف من التماوت ولا يخفى وربما يوجد في بعض النسخ يضعف مضبوطا بالتشديد من باب التفعيل فالمراد بالقوة القوة البهيمية وهو أجود في الجملة باب المحارم وهي جمع محرم ويطلق تارة على من يحرم نكاحه مؤبدا وهو الأكثر وأخرى مطلقا وهو المراد هنا وما زاد فمذكور استطرادا وأسبابه اثني عشر لكنها وقعت في كلام المصنف مشوشة الترتيب والمراد أنها محرمة في الجملة لا أنها لا تكون إلا محرمة وربما يجتمع اثنان منها فصاعدا وهي النسب والرضاع والمصاهرة والوطي والزنا واللواط والعقد والطلاق واللعان والقذف واستيفاء العدد والكفر والمذكور في صريح الكتاب جملة منها والبواقي من السنة قال الله (تع) ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف أنه كان فاحشة وساء سبيلا حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف إن الله كان غفورا رحيما والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم وأحل لكم ما وراء ذلكم وقال (تع) الطلاق مرتان فامساك بمعروف أو تسريح باحسان إلى قوله فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره وقال سبحانه ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن والمحارم من النسب منحصرة في السبع المذكورة والرضاع لحمة كلحمة النسب فيحرم منه ما يحرم منه بالاجماع وإن وقع الاقتصار في الآية على بعضها والأم من النسب من ولدتك أو ولدت من ولدك ولو بوسائط والبنت من ولدتها أو ولدت من ولدها ولو بوسائط والأخت من ولدها من ولدك من غير واسطة وبنتها من ولدتها أو ولدت من ولدها ولو بوسائط وكذا بنت الأخ والعمة أخت الأب وإن علا والخالة أخت الأم وإن علت فتشملان عمات الأب والأم والجد والجدة وخالاتهم دون عمات العم والعمة وخالات الخال والخالة فإنهن لا يحرمن مطلقا بل بشرط دخولهن في المذكورات فالضابط الكلي أنه يحرم الأصول وفروعهم وإن سفلوا وأخصر منه وأوضح كل قريب عدا أولاد العمومة والخؤولة ومن الرضاع الأم من أرضعتك أو ولدت من أرضعتك أو من ولدها وأرضعتها أو أرضعت من ولدها ولو بوسايط وكذا من ولدت فحل مرضعتك وهو أبوك
(٢٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360