التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ٣٤٦
بمأخذه وعن أبي الحسن (ع) لا تدع الحجامة في سبع من حزيران فإن فاتك فلأربع عشرة وسابع حزيران في دهرنا هذا يصادف حلول الشمس الدرجة السابعة والعشرين من الجوزاء بحسب الزيج السمرقندي الذي هو معول المتأخرين وورد أن الحجامة تزيد في العقل وتزيد الحافظ حفظا إلا في القفاء وهو نقرة الرأس فورد أنه يورث النسيان وذلك لأنه يضعف روح القوة الحافظة لمجاورته لتجويفه ويجتنب الكي سواء كان على الأعضاء الرئيسة أو غيرها ففيه مطلقا خوف السراية إلى النفس أو ضرر أعظم مما يعالج منه وإن كان في الأول أقوى والرقية وهي كما تقدم ما يرقى به صاحب الآفة غير قرآن ولا دعاء و نهى عنهما في بعض الروايات العامية وفي صفة أهل الجنة الذين يدخلونها بغير حساب هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون وفيه إيماء إلى أن علة النهي هي المنافاة لدرجة التوكل وورد أيضا أنه كوى سعد بن معاذ لينقطع دم جرحه ومن طريق أصحابنا عن أبي عبد الله (ع) في الرجل يتكوى بالنار وربما تخلص قال قد اكتوى رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وهو قائم على رأسه و في الصحيح عن محمد بن مسلم قال سألت أبا جعفر (ع) هل يعالج بالكي فقال نعم إن الله جعل في الدواء بركة وشفاء وخيرا كثيرا وما على الرجل أن يتداوى ولا بأس به فتحمل المناهي إن صحت على ما كان متعارفا بينهم من الاكتواء للاحتراز عن حدوث المرض قبل الحاجة إليه فإنه المنافي للتوكل والرخص إلى ما بعد الاحتياج وأما خوف السراية مطلقا فممنوع وقد وردت الرخصة في الرقية أيضا وهي محمولة على ما كان قرأنا أو دعاء فورد في النبوي فيمن رقى بالقرآن وأخذ عليه أجرا من أخذ برقية باطل فقد أخذت برقية حق وفي حديث جابر أنه صلى الله عليه وآله قال أعرضوها علي فعرضناها فقال لا بأس بها إنما هي مواثيق وما كان بغير العربية من الألفاظ التي لا يعرف ترجمتها فالوجه فيها التوقف وعلى المريض أن لا يكثر الشكوى كأن يقول لقد ابتليت بما لم يبتل به أحد دون سهرت البارحة وحممت اليوم بل يتلقى بلواه بصبر جميل وفسر في حديث جابر بصبر ليس فيه شكوى إلى الناس لينال الأجر الجزيل الموعود للصابرين وينبغي أن يؤذن إخوانه بمرضه فيعودونه فيوجر فيهم ويؤجرون فيه ويأذن العائدين بالدخول عليه فإنه ليس من أحد إلا وله دعوة مستجابة ويجب على المذنب أن يتوب وتقبل منه وإن بلغت نفسه إلى حلقه مطلقا إلا أن يعاين ففي النبوي من تاب قبل موته بسنة قبل الله توبته ثم قال إن السنة لكثير من تاب قبل موته بجمعة قبل الله توبته ثم قال إن الجمعة لكثير من تاب قبل موته بيوم قبل الله توبته ثم قال إن اليوم لكثير من تاب قبل أن يعاين قبل الله توبته وفي أخرى من تاب قبل موته بساعة قبل الله توبته ثم قال إن الساعة لكثيرة من تاب قبل أن يغرغر بها تاب الله عليه وفسرت الغرغرة بتردد الروح في الحلق وقت النزع وفي أخرى من تاب وقد بلغت نفسه هذه وأهوى بيده إلى حلقه تاب الله عليه ويستفاد منها أن المراد ببلوغ النفس الحلق قبيل الغرغرة وأن الغرغرة والمعاينة متحدتان وقتا وعليه يحمل حضور الموت في الآية الكريمة إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن وعن أبي عبد الله (ع) في تفسيرها قال ذلك إذا عاين أمر الآخرة وعن ابن عباس أي يرى ملك الموت وأن ما قيل من احتمال أن يراد بالمعاينة في الحديث العلم بحلول الموت وقطع الطمع من الحياة وتيقن ذلك كأنه يعاينه ليس بسديد لاحتمال حصول هذا العلم قبل الموت بساعة بل يوم أو جمعة وفي بعض الروايات التفصيل بالعلم والجهل فعن أبي جعفر (ع) إذا بلغت النفس هذه لم يكن للعالم توبة وكانت للجاهل توبة وعن أبي عبد الله (ع) مثله ثم قرأ إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة لكن في أخرى كل ذنب عمله العبد وإن كان عالما فهو جاهل حين خاطر بنفسه في معصية ربه فقد حكى الله سبحانه قول يوسف لإخوته هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون فنسبهم إلى الجهل لمخاطرتهم بأنفسهم في معصية الله عز وجل باب العيادة بكسر الفاء وهي تكرار الزيارة وكل من أتاك مرة بعد أخرى فهو عايد ثم غلبت في زيارة المريض ففيه تعميم وتخصيص وهي من وكيد السنن فورد من عاد مريضا من المسلمين وكل الله به أبدا سبعين ألفا من الملائكة يغشون رحله يسبحون فيه ويقدسون ويهللون ويكبرون إلى يوم القيامة نصف صلاتهم لعائد المريض وفي النبوي من عاد مريضا فلكل خطوة خطاها حتى يرجع إلى منزله سبعون ألف ألف حسنة ويمحى عنه سبعون ألف ألف سيئة ويرفع له سبعون ألف ألف درجة ووكل به سبعون ألف ألف ملك يعودونه في قبره ويستغفرون له إلى يوم القيامة وفيه يعير الله عبدا يوم القيامة فيقول عبدي ما منعك إذ مرضت أن تعودني فيقول سبحانك سبحانك أنت رب العباد لا تألم ولا تمرض فيقول مرض أخوك المؤمن فلم تعده ولو عدته لوجدتني عنده وهي ثابتة في كل مرض ولو يسيرا إلا في وجع العين فورد عن أبي عبد الله (ع) لا عيادة في وجع العين بالحمل على نفي الاستحباب لأنه أقرب المجازات أو على نفي التأكيد كما هو ظاهر العبارة جمعا بينها وبين ما روي أن أمير المؤمنين (ع) اشتكى عينه فعاده النبي صلى الله عليه وآله فإذا هو يصيح وينبغي أن يكون العايد في ثياب نظيفة وهيئة حسنة ووجه منبسط غير عابس انعاسا لنفس المريض مهديا إليه بتفاحة أو سفرجلة أو لعقة من طيب ونحوها أترجة أو قطعة من عود بخور ليستريح إليه كما في رواية أبي زيد جالسا عند ركبتيه مستقبلا لوجهه واضعا يده على المريض فإنه تمام العيادة كما في رواية أبي يحيى وفي أخرى على ذراعه وفي النبوي تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على جبهته أو على يده ويسأل كيف هو وظاهرها جبهة المريض ويده كما هو صريح الأولتين وفي رواية مسعدة بن صدقة من تمام العيادة أن يضع العايد إحدى يديه على الأخرى أو على جبهته وهي صريحة في يد العايد ظاهرة في جبهته وقوله سائلا كيف هو وكذا المنصوبات قبله الظاهر أنها أحوال مترادفة من الضمير المرفوع
(٣٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360