التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ١٦٣
الغير في الاعطاء أو الأخذ حيث يكون أولى وهذه أيضا مقاصد راجحة لا ضير فيها وبها يرجح الاظهار فإنه يختلف الحكم في ذلك باختلاف النيات والأحوال والأشخاص المعطين والآخذين فليراقب ذلك فإنه أزلق موضع من مواضع الغرور والاعتياد بالاسرار أسلم في الجملة باب زكاة الجسد وهو نقصه لمزيد الخير والبركة كزكاة المال إما اضطرارا بأن يصاب بآفة كعثرة أو خدشة أو مرض حتى اختلاج العين وفيه ورد عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال يوما لأصحابه ملعون كل مال لا يزكى ملعون كل جسد لا يزكى ولو في كل أربعين يوما مرة قيل يا رسول الله أما زكاة المال فعرفناها فما زكاة الأجساد فقال لهم أن تصاب بآفة فتغيرت وجوه الذين سمعوا ذلك منه فلما رآهم قد تغيرت ألوانهم قال هل تدرون ما عنيت بقولي قالوا لا يا رسول الله قال إن الرجل يخدش الخدشة وينكب النكبة ويعثر العثرة ويمرض المرضة ويشاك الشوكة وما أشبه هذا حتى ذكر في حديثه اختلاج العين وأما اختيارا وهو الأكمل الأفضل بأن يصرف في الطاعة ويمنع عن المعصية وفيه ورد عن أبي عبد الله (ع) حديث زكاة الأعضاء ومصارفها في مصباح الشريعة قال على كل جزء من أجزاء بدنك زكاة واجبة لله عز وجل بل على كل منبت شعرك بل على كل لحظة فزكوة العين النظر بالعبر والغض عن الشهوات و ما يضاهيها وزكاة الأذن استماع العلم والحكمة والقرآن وفوايد الدين من الموعظة والنصيحة وما فيه نجاتك بالاعراض عما هو ضده من الكذب والغيبة وأشباههما وزكاة اللسان النصح للمؤمنين والتيقظ للغافلين وكثرة التسبيح والذكر وغيره وزكاة اليد البذل والسخاء بما أنعم الله به عليك وتحريكها بكتبة العلوم ومنافع ينتفع بها المسلمون في طاعة الله والقبض عن الشرور وزكاة الرجل السعي في حقوق الله من زيارة الصالحين ومجالس الذكر واصلاح الناس وصلة الرحم والجهاد و ما فيه صلاح قلبك وسلامة دينك الحديث وعن النبي صلى الله عليه وآله أن لكل شئ زكاة وزكاة الأبدان الصيام وهو أعم من الأول وورد أن زكاة العلم بذله والحلي إعارته والبيت اعداد موضع منه للضيافة كتاب الصيام بسم الله الرحمن الرحيم الصيام في اللغة الامساك وقيل السكون وشرعا الكف عن المفطرات طول النهار مع النية ويرادفه الصوم وربما يخص بما اشتمل على الامساك عن الكلام أيضا كما كان في الشرايع السابقة استيناسا بقوله سبحانه كتب عليكم الصيام وقوله (تع) نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم أنسيا وهو من أفضل السكنات كما أن الصلاة من أفضل الحركات وفي عدة أخبار إنما فرض الله الصيام ليستوي به الغني والفقير وذلك أن الغني لم يكن ليجد من الجوع فيرحم الفقير مع ما فيه من الانكسار عن الشهوات باب التعداد الصيام أربعة أقسام فريضة ونافلة ومكروه وحرام والثالث لا يخرج عن الأولين لأنه عبادة راجحة حيث لا يحرم فالمراد به ما يقارنه أمر يقل بسببه ثوابه بالنسبة أي ما لا يقارنه ذلك الأمر وإنما يفرد بالبحث اهتماما افراد الأسار به بعد المطلق والمضاف مع أنه ليس بخارج عنهما والفرائض الأصلية أربع صوم شهر رمضان وبعض الكفارات وبدل الهدي للمتمتع العاجز عنه وثالث أيام الاعتكاف على المشهور والنوافل ثلاثة أقسام بحسب تفاوتها في الفضل سنة واظب عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وهي أفضلها وتطوع وهو بعدها وقد يطلق عليهما جميعا الترغيب والسنة والتطوع وتأديب وهو إمساك بعض اليوم مع النية تشبها بالصائمين و ليس من الأقسام الحقيقية وإنما يعد منها تجوزا والسنة هي صوم الثلاثة الأيام من كل شهر كذا في نسخ الكتاب والمفاتيح ومنع المعربون من ادخال اللام في المميز والمميز جميعا وعده الحريري في درة الغواص من أوهام الخواص وأما وروده في بعض ألفاظ الروايات فلا حجة فيه إذ لا قطع بكونها منقولة باللفظ وهي الأيام التي ورد في حديث أبي عبد الله (ع) أن رسول الله صلى الله عليه وآله قبض على صيامهن وقال إنهن يعدلن صوم الدهر ويذهبن بوسوسة الصدر وفي موثقة زرارة أنها جميع ما جرت به السنة في الصوم والمشهور في الفتاوى والروايات أنها أول خميس من الشهر وآخر خميس منه وأول أربعاء من العشر الثاني ومنهم من خير بين أربعاء بين خميسين كما ذكر وخميس بين أربعائين لرواية ضعيفة وقيل هكذا في شهر وهكذا في شهر دايما لأخرى مثلها ومنهم من جعل الأربعاء الوسط الأخير من العشر الثاني والتطوع هو صوم سائر الأيام ما عدا الحرام فينطوي على بعض المكروه كما ذكرنا وورد في الحديث القدسي برواية الفريقين الصوم لي وأنا أجزي عليه وقد قيل في وجه تخصيصه بتشريف الاختصاص مع أن الأعمال الصالحة كلها لله أنه سر يبعد عن مخالطة الرياء ويشتمل على ترك الشهوتين وتضعيفهما وهما أوسع مداخل الشيطان ومن ثم ورد أهلك الناس الأجوفان البطن والفرج ويوجب صفاء العقل والفكر الموجب لانكشاف المعارف الإلهية وفيه التشبه بالملأ الأعلى والتخلق بخلق الصمدية وهذه الخصايص ليست مجتمعة في غيره ويتأكد الاستحباب في الأيام الشريفة كشهري رجب وشعبان كملا أو ما تيسر منهما فإن رجب شهر أمير المؤمنين (ع) وشعبان شهر رسول الله صلى الله عليه وآله كما أن شهر رمضان شهر الله وأول تسع من ذي الحجة فيعدلن صوم الدهر والثامن عشر منه وهو يوم الغدير ويعدل ستين شهرا وفي رواية ستين سنة وفي أخرى عمر الدنيا ويوم الدحو وهو الخامس والعشرون من ذي القعدة دحيت فيه الأرض أي بسطت والمولد وهو السابع عشر من شهر ربيع الأول على المشهور كما مر في باب الغسل وبه صرح في حديث الصوم وأما القول بأنه الثاني عشر منه كما ضبطه الشيخ الكليني وهو المشهور بين القوم فهو أعلم بمأخذه ولا يستشكل بما ذكره من أن الحمل به صلى الله عليه وآله كان في أيام التشريق عند الجمرة الوسطى فيلزم أن تكون مدة حمله أما ثلاثة أشهر أو خمسة عشر شهرا ولم يذكر ذلك من خصايصه وذلك لأن العرب كانوا يحجون في الجاهلية موسم ادراك الغلات والثمرات ليوافق ذلك حضور التجار واجتماع الخلق الكثير من الأطراف فكان حجهم يدور في شهورهم وهو النسيئ الذي
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360