التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ١٩٦
ولقطة غيرها تعرف سنة فإن لم تجد صاحبها فهي كسبيل مالك وهي نص في الفرق ونفي التسوية خلافا للمصنف في المفاتيح وقد انتشرت الأقوال في المسألة جدا حتى من المصنف الواحد في الكتاب الواحد وورد عن أبي عبد الله (ع) أحب الأرض إلى الله مكة وما تربة أحب إلى الله عز وجل من تربتها ولا حجر أحب إلى الله من حجرها ولا شجر أحب إلى الله من شجرها ولا جبال أحب إلى الله من جبالها ولا ماء أحب إلى الله من مائها إلا أنه تكره المجاورة بها إلى سنة ففي صحيحة محمد بن مسلم لا ينبغي للرجل أن يقيم بمكة سنة قلت كيف يصنع قال يتحول عنها الحديث وإنما كرهت خوفا من الملالة وقلة الاحترام وملابسة الذنب فإنه فيها أعظم وورد أنه الحاد حتى ضرب الخادم من غير ذنب كما روي في تفسير قوله (تع) ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب السعير ولأنها تقسي القلب ولأن من خرج منها دام شوقه إليها فكان أدعى له الرجوع كل ذلك مروي كذا في المدارك والذي وقفت عليه إنما هو روايات الثلاثة الأخيرة فما ورد بخلافه عن أبي الحسن (ع) من أن المقام عند بيت الله أفضل فمحمول على ما إذا أمن مما ذكر من المحاذير أو مجاورة ما دون السنة كما يرشد إليه الصحيحة وغيرها باب الزيارات وهي من مرغبات السنن وتتأكد زيارة المعصومين سيما للحاج وبها فسر قضاء التفث في بعض البطون وعن أبي عبد الله (ع) إذا حج أحدكم فليختم بزيارتنا لأن ذلك من تمام الحج سيما زيارة النبي صلى الله عليه وآله لأن تركها جفاء كما في حديثه وحديث أمير المؤمنين (ع) ولو تركها الناس أجبروا عليها فإن لم يكن عندهم ما ينفقون أنفق عليهم من بيت المال والمحتاط من الحاج لا يتركها لايذان الجفاء والاجبار بالتحريم وفي زيارة قبور الأئمة (ع) فضل كثير فعن الرضا (ع) أن لكل إمام عهدا في عنق أوليائه وشيعته وأن من تمام الوفاء بالعهد زيارة قبورهم فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقا بما رغبوا فيه كانت أئمتهم شفعاؤهم يوم القيامة وخصوصا الحسين (ع) فورد عن أبي جعفر (ع) أن زيارته فرض على كل مؤمن وأن تركها عقوق رسول الله صلى الله عليه وآله وكذا الرضا (ع) فورد عن أبي الحسن (ع) أنها كسبعين حجة قال الراوي قلت سبعين حجة قال نعم وسبعين ألف حجة قلت سبعين ألف حجة فقال رب حجة لا تقبل من زاره وبات عنده ليلة كان كمن زار الله في عرشه وفي رواية ألف ألف حجة لمن زاره عارفا بحقه وعن الجواد (ع) أنه سئل أزيارة الرضا (ع) أفضل أم زيارة الحسين (ع) قال زيارة أبي أفضل وذلك أن أبا عبد الله (ع) تزوره الناس وأبي لا يزوره إلا الخواص من الشيعة والبعيد من قبورهم يستحب له أن يبرز إلى الصحراء أو يصعد سطح داره ويرفع رأسه إلى السماء ويتوجه إلى جهات قبورهم وفي رواية أنه يستقبل القبلة ويومي إلى القبر ويصلي ركعتين وفي أخرى أربع ركعات ويسلم عليهم يكتب له زورة وزورة حجة وعمرة كما ورد إلا أن موردها خصوص زيارة الحسين (ع) كما في المفاتيح ويستحب زيارة الأنبياء (ع) ومنتخبي الصحابة و التابعين رضي الله عنهم ولو اجمالا من بعيد حيث كانوا كأن يقول السلام على أنبياء الله ورسله والسلام على رسول الله وعلى أصحابه الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه من المهاجرين والأنصار و الذين اتبعوهم باحسان ونحو ذلك واتيان مقاماتهم مثل آدم ونوح وإبراهيم ويونس وصالح وإسحاق وذي الكفل وهود ويهودا بالكوفة ودانيال بشوش وسام بن نوح بقرية معروفة من بلاد الجبل وقيدار بقرية أخرى منها وحمزة بأحد وأبي طالب وخديجة بمكة وفاطمة بنت أسد من البقيع وسلمان وحذيفة بالمداين وأبي ذر بالربذة والعباس بكربلاء وفاطمة بنت موسى (ع) وعمها علي بن جعفر بقم وعبد العظيم بالري والمراد بزيارتهم زيارة قبورهم وبمقاماتهم مساجدهم ومنازلهم تبركا بها إلا أن في ثبوت استحباب ذلك نظر أو الظاهر الاكتفاء في ذلك بالتسامع والاشتهار بين الناس ما لم يعلم كذبه واتيان المسجد الأقصى بالشام والصلاة فيه وكذا مسجد الكوفة فورد في فضلهما ما ورد أنهما من قصور الجنة في الدنيا فورد في فضل زيارة الصالحين عن أبي الحسن والرضا عليهما السلام من لم يقدر أن يزورنا فليزر صالحي إخوانه يكتب له ثواب زيارتنا ومن لم يقدر أن يصلنا فليصل صالحي إخوانه يكتب له ثواب صلتنا وهذا الحديث يشمل زيارة الأحياء منهم أيضا وزيارتهم وفي زيارة قبر الأبوين أنه من البر حتى أنه ربما يكون الولد عاقا في حياتهما فيكتب بذلك من الأبرار ومن آداب زيارتهم قراءة شئ من القرآن ثمة سيما الفاتحة والاخلاص والقدر والتطوع بشئ من البر واهداء ثواب ذلك إليهم كما يأتي وآدابها للمعصوم من قريب كثيرة مفصلة في كتب المزار وبالإجمال أن يغتسل وإنما لم يذكره في الأغسال المسنونة اكتفاء بما هنا كغسل الاحرام وإذا أحدث بعده ولا يأت بها أعاده أيضا كما في المفاتيح وليغتسل لزيارة الحسين (ع) من الفرات وأن يلبس أنظف ثيابه ويمشي حافيا على سكينة ووقار ويدخل الحريم بخضوع وخشوع ويقف عند باب الروضة يستأذن لدخولها بالمأثور وهو في زيارة الحسين (ع) بعد السلم عبدك وابن عبدك وابن أمتك المقر بالرق لكم و التارك للخلاف عليكم والموالي لوليكم والمعادي لعدوكم قصد حرمك واستجار بمشهدك و تقرب إليك بقصدك أأدخل يا رسول الله أأدخل يا نبي الله أأدخل يا أمير المؤمنين أأدخل سيد الوصيين أأدخل يا فاطمة سيدة نساء العالمين أأدخل يا مولاي يا أبا عبد الله أأدخل يا مولاي يا بن رسول الله وفي الباقين نحو ذلك فإن وجد من قلبه رقة دمعت لها عينه دخل الروضة فإنها علامة الإذن وإلا رجع متحريا لحصولها في وقت آخر وأن يقف عند الضريح المقدس مستقبلا وجهه (ع) وإن استلزم ذلك كونه مستدبرا للقبلة لأن مواجهته (ع) حينئذ أهم وفي مسجد النبي صلى الله عليه وآله بالمدينة يدخل من باب جبرائيل وهو أول الأبواب الغربية وكان يأتيه صلى الله عليه وآله
(١٩٦)
مفاتيح البحث: زيارة الحسين عليه السلام (4)، الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (1)، زيارة النبي (ص) (1)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (1)، الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء (عليهما السلام) (1)، الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السلام (4)، الإمام محمد بن علي الجواد عليهما السلام (1)، الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام (1)، الإمام الحسن بن علي المجتبى عليهما السلام (2)، زيارة القبور (2)، السيدة فاطمه بنت أسد أم أمير المؤمنين عليهما السلام (1)، الأنبياء (ع) (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله (2)، المهاجرون والأنصار (1)، المسجد الأقصى (1)، مدينة كربلاء المقدسة (1)، مقبرة بقيع الغرقد (1)، مدينة مكة المكرمة (3)، يوم القيامة (1)، مدينة الكوفة (2)، نهر الفرات (1)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، علي بن جعفر (1)، محمد بن مسلم (1)، القرآن الكريم (1)، الشام (1)، الحج (10)، الكراهية، المكروه (1)، الإستحباب (2)، الغسل (3)، القبر (3)، الصّلاة (1)، الركوع، الركعة (2)، الضرب (1)، السجود (1)، الزيارة (5)، اللبس (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360