التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ١١٨
أو لا أو معدولا إليها أما العاصي في سفره المباح فحكمه كغيره ما كانت النية صحيحة كما صرح به أجلة الأصحاب ويحكى عن بعض المعاصرين خلاف ذلك وهو مقطوع الفساد والرابع أن يتوارى عن جدران البلد كما في صحيحة محمد بن مسلم بمعنى أن لا يراه أحد ممن في البيوت كما في الوافي وغيره تحقيقا أو تقريبا أو يخفى عليه أذانه كما في صحيحة ابن سنان وغيرها والاكتفاء بأحدهما هو المشهور بين القدماء وقيل المعتبر كلاهما معا وقيل الثاني والخلاف فيه قليل الجدوى لأنهما متقاربان على ما ذكر في تفسير التواري والأكثر ومنهم المصنف في المعتصم على أنه أن لا يرى البيوت فأشكل عليهم التوفيق بين الحدين وذكر المصنف وغيره أن المرجع في الأذان إلى المتوسط فلا عبرة بالبالغ في الجهارة والانغظاض وكذا التواري يعتبر بالابصار المتوسط وأن البلد إن كان صغيرا بالمناط بيوت أقرب جهاته إليه وأذان مسجده وإن كانت متسعا فبيوت محلته وأذانها ولم أقف لهذا التفصيل على مستند وهل يختص هذا الشرط بابتداء السفر أم يشترط في مطلق الانتقال من التمام إلى القصر اللايح من كلماتهم الثاني وإليه ميله في الكتاب الكبير فالخارج بعد إقامة العشرة أو تردد ثلاثين لا يترخصان إلا به ووجهه معلوم مما تقدم وفي اشتراطه في البقاء عليه عند العود خلاف المشهور نعم واختار المصنف العدم كما يدل عليه الأخبار المستفيضة ودليل المشهور يحتمل التقية فسقط دليل التخيير الذي استحسنه بعض المتأخرين وهو مع اجتماع الشرايط المذكورة عزيمة لا رخصة في العدول عنه كالاتمام مع فقدها كلا أو بعضا خلافا للمخبرين في بعض الصور المتقدمة فلا يجزي أحدهما عن الآخر على الأصح إلا لثلاث المسافر في أحد المواضع الأربعة مكة والمدينة ومسجد الجامع بالكوفة وحاير الحسين (ع) فإن الاتمام فيها أفضل من القصر على المشهور وقيل الاتمام في مكة والمدينة إنما هو في مسجديهما دون خارجهما وقيل لا اتمام في شئ منهما على الأصل في فرض المسافر وهو أقرب إلى حصول البراءة خصوصا في غير حرم أمير المؤمنين (ع) كما استقصيناه في شرح المفاتيح والجاهل بالحكم فإنه من المواضع التي يعذر فيها كما في صحيحة زرارة ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر (ع) فيمن صلى في السفر أربعا قال إن كان قد قرئت عليه آية التقصير وفسرت له فصلى أربعا أعاد وإن لم يكن قرئت عليه ولم يعلمها فلا إعادة عليه ومقتضاها عدم الفرق بين ما إذا في الوقت وخارجه كما هو المشهور وقيل إنه يعيد في الوقت لاطلاق بعض الروايات المحمولة على الناسي جمعا وموردها المتمم في محل التقصير أما المقصر في محل الاتمام جهلا فالأكثر على أنه يعيد مطلقا والمدلول عليه في الروايات اشتراك الجاهلين في الرخصة كما يحكى عن صاحب الجامع وهو ظاهر المصنف في كتبه وإليه مال جدي في شرح التهذيب وغيره والناسي إذا لم يتذكر إلا بعد خروج الوقت فإنه لا إعادة عليه حينئذ وإنما يعيد إذا تذكر في الوقت خاصة وقيل يعيد مطلقا وقيل إن ذكر في يومه أعاد وإن مضى اليوم فلا إعادة عليه وهو مدلول صحيحة أبي بصير باب الأوقات وقت صلاة الصبح من سطوع الفجر الثاني وهو الضوء المستطيل المنتشر في عرض الأفق على هيئة قوس وسطه مطلع الشمس وإنما يسمى ثانيا بالنسبة إلى الأول وهو الضوء المستدق المستطيل كأنه عمود وأول ظهوره إذا بقي لطلوع الشمس مقدار ثمان عشرة درجة ويتفاضل زمانا باختلاف عروض البلاد ومطالع البروج وأقصر أوقاته في بلادنا و ما والاها من الإقليم الثالث ساعة وربع ساعة هو خمس عشرة دقيقة مستوية وذلك عند كون الشمس في منتصف العقرب وأطولها ساعة وإحدى وأربعون دقيقة وذلك إذا كانت في المنقلب الصيفي ويتقدم الفجر الأول على الثاني بثلاث درجات ومن الدقايق الزمانية بحسب ذلك وذلك أن ضوء النهار من ضياء الشمس ومن ثم من الله سبحانه على عباده بأنه جعل لهم الشمس سراجا وإنما يستضئ بها ما كان كمدا في نفسه كثيفا في جوهره كالأرض والقمر وأجزاء الأرض المتصلة والمنفصلة وكل ما يستضئ من جهة الشمس فإنه يقع له ظل من ورائه وقد قدر الله بلطيف حكمته دوران الشمس حول الأرض وقد تبين في الأرصاد أن جرم الشمس أكبر منها أضعافا مضاعفة فإذا كانت تحتها وقع ظلها وفوق الأرض على شكل مخروط قاعدته سطح الأرض وينتهي رأسه إلى فلك الزهرة يكون الهواء المحيط بجوانب ذلك المخروط مستضيئا بضياء الشمس فتستضئ نهايات الظل بذلك الهواء المضئ لكن ضوء الهواء ضعيف إذ هو مستعار فلا ينفذ كثيرا في أجزاء المخروط بل كلما ازداد بعدا ازداد ضعفا فإذا متى يكون في وسط المخروط يكون في أشد الظلام وذلك منتصف الليل وإذا قربت الشمس من الأفق الشرعي مال مخروط الظل عن سمت الرأس وقربت الأجزاء المستضيئة من حواشي الظل بضياء الهوى من البصر وفيه أدنى قوة فيدركه البصر عند قرب الصباح وعلى هذا كلما ازدادت الشمس قربا من الأفق ازداد ميل مخروط الظل فيزداد ضوء نهايات الظل قربا من البصر إلى أن تطلع الشمس وأول ما يظهر يسمى الصبح الكاذب لكون الأفق مظلما ولو كان يصدق أنه نور الشمس لكان المنير مما يلي الشمس دون ما يبعد عنه ويكون ضعيفا دقيقا ومن ثم يسمى ذنب السرحان ويبقى وجه الأرض على ظلامه بظل الأرض ثم يزداد هذا الضوء إلى أن يأخذ طولا وعرضا فينبسط في عرض الأفق وهو الصبح الصادق لأنه صدقك عن النهار وبينه لك والصبح ما جمع بياضا وحمرة ومن ثم سمي الرجل الذي في لونه بياض وحمرة أصبح ثم يزداد الضوء إلى أن يحمر الأفق ثم تطلع الشمس وعند مغيب الشمس تنعكس هذه الأوضاع فيحمر الأفق الغربي أولا ثم تضمحل الحمرة شيئا فشيئا إلى أن يبقى الضوء المستطير في الأفق ثم يضمحل ويبقى الضوء العمودي إلى أن يزول فالصبح والشفق
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360