التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ١٩٠
مناسكه يفيض إلى مكة لوداع البيت مهللا ممجدا لله داعيا على سكينته والمراد بها ما يعم الوقار فإذا بلغ مسجد الحصباء دخله واستلقى فيه على قفاه ساعة بقدر ما يستريح من غير أن ينام وهذا هو التحصيب على ما فسره الشيخ في مصباحه وغيره إلا أن هذا المسجد غير معروف الآن لاندراسه وقيل إنه النزول بالمحصب وهو الشعب الذي مخرجه إلى الأبطح وفي موثقة أبي مريم عن أبي عبد الله (ع) أنه سئل عن الحصبة فقال كان أبي ينزل بالأبطح ثم يدخل البيوت من غير أن ينام بالأبطح قلت أرأيت من تعجل في يومين عليه أن يحصب قال لا وهي ظاهرة في أنه النزول بالأبطح أو تؤدى السنة بذلك و كيف كان فاستحبابه مما نقل عليه الاجماع إلا أن ينفر النفر الأول وهو بعد زوال الثاني عشر فلا تحصيب عليه حينئذ كما هو صريح الرواية فإذا دخل مكة ابتاع قبل أن يخرج منها بدرهم تمر أو تصدق به قبضة قبضة يكون كفارة لما دخل عليه في احرامه من حك أو قملة سقطت أو نحو ذلك وما كان منه بمكة مما لم يعلم به ولو تصدق ثم انكشف له موجبه ففي الاجزاء وجهان والشهيدان على الأول ثم إن كان صرورة اغتسل لدخول البيت أو اجتزأ بغسل دخول المسجد لو كان مستصحبا ودخل الكعبة حافيا بلا حذاء داعيا بالمأثور وهو اللهم إنك قلت ومن دخله كان آمنا فآمني من عذاب النار فيصلي بين الأسطوانتين على البلاطة الحمراء وهي الرخامة وكان التعبير بها أجود ركعتين يقرأ بعد الحمد في الأولى بحم السجدة وفي الثانية عدد أيها وهي أربع وخمسون من غيرها ويصلي في زاواياه ويدعو بقوله اللهم من تهيأ وتعبأ الدعاء المذكور في الجمعة والعيدين وأن لا يكن صرورة لم يتأكد في حقه استحباب الدخول فإن أحب دخلها من غير تحريم وبهذا يجمع بين اطلاقات الأمر والنهي فإن دخل فليدخل بما ذكر من الآداب من الغسل والحفاء والدعاء وغيرها ولا يبزق فيها ولا يمتخط ويستلم الأركان سيما اليماني ويدعو عند الخروج بعد التكبير ثلاثا بقوله اللهم لا تجهد بلائنا ربنا ولا تشمت بنا أعدائنا فإنك أنت الضار النافع ثم يطوف أسبوعا لوداع البيت ويستلم الحجر الأسود والركن اليماني في كل شوط إن استطاع وإلا فليفتتح به وليختتم فإن لم يستطع ذلك فموسع عليه ويصلي ركعتيه حيث أحب من الحرم وأفضله خلف المقام ويأتي الحطيم وهو ما بين الحجر والباب فيتعلق بأستار الكعبة كاللائذ وهو قائم ويتخير لنفسه من الدعاء ثم يستلم الحجر الأسود ثم يكشف الثوب عن بطنه ويلصقه بالبيت ويحمد الله ويثني عليه ويصلي على محمد وآل محمد ويدعو بقوله اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ونبيك وأمينك وحبيبك ونجيك وخيرتك من خلقك اللهم كما بلغ رسالتك وجاهد في سبيلك وصدع بأمرك وأوذي فيك وفي جنبك وعبدك حتى أتاه اليقين اللهم اقلبني مفلحا منجحا مستجابا لي بأفضل ما يرجع به أحد من وفدك من المغفرة والبركة والرضوان والعافية اللهم إن أمتني فاغفر لي وإن أحييتني فارزقنيه من قابل اللهم لا تجعله آخر العهد من بيتك اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك حملتني على دابتك وسيرتني في بلادك حتى أدخلتني حرمك وأمنك وقد كان في حسن ظني بك أن تغفر لي ذنوبي فإن كنت قد غفرت لي ذنوبي فازدد عني رضا وقربني إليك زلفى ولا تباعدني وإن كنت لم تغفر لي فمن الآن فاغفر لي قبل أن تنأى عن بيتك داري وهذا أوان انصرافي أن كنت أذنت لي غير راغب عنك ولا عن بيتك ولا متبدل بك ولا به اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي حتى تبلغني أهلي واكفني مؤنة عبادك وعيالي فإنك ولي ذلك من خلقك ومني ثم يأتي زمزم ويشرب من مائها ولا يصب على رأسه ويخرج قائلا آئبون تائبون عابدون لربنا حامدون إلى ربنا راغبون إلى ربنا راجعون وليكن خروجه من باب الحناطين وهو غير معروف أيضا بسبب الزيادة في المسجد إلا أنه في الدروس أنه بإزاء الركن الشامي فينبغي أن يتحرى محاذاته إلى أن يخرج ويخر ساجدا عنده طويلا قبل الخروج مستقبلا للكعبة حتى حين الخروج فيخرج قهقري قائلا اللهم إني أنقلب على أن لا إله إلا الله وسائلا من الله أن يتقبله منه ولا يجعله آخر العهد من حجه بل يوفقه العود وينبغي العزم على ذلك كما سيأتي وروى ثقة الاسلام في الحسن والصدوق في الصحيح عن أبي عبد الله (ع) قال يستحب أن تطوف ثلاثمائة وستين أسبوعا عدد أيام السنة فإن لم تستطع فثلثمائة وستين شوطا فإن لم تستطع فما قدرت عليه من الطواف وتقدير أيام السنة بالعدد المذكور تقريبي لا تحقيقي لأن الشمسية تزيد عليه بخمسة أيام أو ستة والقمرية ينقص عنه بمثل ذلك وعن بعض الحلبيين زيادة أربعة أشواط لتكميل الأخير حذرا من كراهة القران وليوافق عدد أيام السنة الشمسية لا توافقه بزيادة أربعة على أن اثبات الأحكام الشرعية بمثل هذه المناسبات القاصرة مشكل جدا والطواف للزائر وهو القادم إلى مكة لأداء الفريضة مع العزم على الخروج بعد قضاء الوطر أفضل من الصلاة نافلة مطلقا ومنهم من خصها بما عدا الرواتب وللمجاور وهو هنا المقيم الساكن بها بالعكس كما في صحيحة حريز وفي صحيحة وغيره إذا أقام الرجل بمكة سنة فالطواف أفضل وإذا أقام سنتين خلط من هذا ومن هذا فإذا أقام ثلاث سنين فالصلاة أفضل ويصلي ركعتي الطواف النافلة حيث شاء من المسجد ولا يتعين خلف المقام اجماعا ومن السنن أن يعزم بعد قضاء نسكه على العود ليزيد في عمره كما في رواية ابن سنان فإن لم يرده اقترب أجله ودنا عذابه كما في رواية ابن عثمان وفي معناهما غيرهما وينزل بالمعرس وهو بضم الميم ففتح العين والراء المشددة أو فتح الميم وسكون العين وتخفيف الراء على طريق المدينة مسجد بقرب مسجد الشجرة بإزائه مما يلي القبلة ويصلي فيه ركعتين تأسيا بالنبي صلى الله عليه وآله وفي رواية معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (ع) إنما المعرس إذا رجعت إلى المدينة ليس إذا بدأت باب الخلل وتداركه إذا اصطاد المحرم شيئا من حيوان البر
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360