التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ٣٢١
له بدعاء الرحمة ويرد العاطس وجوبا أخذا باليقين ولو في أثناء الصلاة وهل يسمت المصلي الذي عليه المحققون ومنهم المصنف نعم والخلاف منا غير معلوم ورواية غياث يحتمل التقية وليكن الرد بدعاء المغفرة أو الرحمة والمغفرة كلتيهما فعن أبي جعفر (ع) إذا سمت الرجل فليقل يرحمك الله وإذا رد فليقل يغفر الله لك ولنا وعن أمير المؤمنين (ع) إذا عطس أحدكم فسمتوه قولوا يرحمكم الله وهو يقول يغفر الله لكم ويرحمكم قال الله عز وجل وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها وله أن يجيب بدعاء الهداية والصلاح كما في حديث أبي عبد الله (ع) في حقوق المسلم على المسلم يسمته إذا عطس ويقول رحمك الله فيجيب بقول يهديكم الله ويصلح بالكم وعد التسميت في رواية أخرى عنه (ع) من فرض المؤمن على المؤمن وحملت على التأكيد ففيه فضل كثير إلا إذا زاد على ثلاث عطسات ولاء فورد فيه أنه لا يسمت وأنه زكام وفي رواية قيل له شفاك الله لأن ذلك من علة هذا كله في حق المسلم وأما تسميت الذمي فسيأتي في باب المعاشرة ورد جواب الكتاب واجب كوجوب رد السلام كذا ورد عن أبي عبد الله (ع) في صحيحة ابن سنان ويفتتح في الكتاب بالتسمية ولو بلفظ الجلالة لا سواه ثم يبتدي باسم المكتوب إليه قبل الكاتب فورد أن ذلك من الفضل يبدأ الرجل بأخيه يكرمه أو يكتب اسم الكاتب على الظهر وإن كان الكتاب في حاجة استثنى بذكر المشية فعن مراز بن حكيم أنه أمر أبو عبد الله (ع) بكتاب في حاجة فكتب ثم عرض عليه ولم يكن فيه استثناء فقال كيف رجوتم أن يتم هذا وليس فيه استثناء انظروا كل موضع لا يكون فيه استثناء فاستثنوا فيه ويتربه بأن يجعل عليه شيئا من التراب فهو سبب النجاح كما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله أتربوا الكتاب فإنه أنجح للحاجة باب الكلام وهو من جلائل نعم الله سبحانه على الانسان فإن المعاني المخطورة بباله لا يفي بالافصاح عنها سوى النطق فقدر بلطيف حكمته لذلك آلات سلسة مطاوعة يتصرف بها في الهواء الذي هو مادة التنفس فتقطع الأصوات وتتميز الحروف وتنتظم الألفاظ التي هي علامات المعاني ويحصل التفهم والتفهيم على غاية ما يتصور من خفة المؤنة وحقه أن يفتتح بالتسمية والتحميد لله والاستعاذة من الشيطان و الصلاة والسلام على النبي وآله ويخفض الصوت فإن أنكر الأصوات لصوت الحمير وعن النبي صلى الله عليه وآله إن الله يحب الصوت الخفيض ويبغض الصوت الرفيع وحد بأن لا يجاوز صوته مجلسه ولا يقصر عن اسماع المخاطب ولا يكثر فقلما يسلم من العثار مكثار ومن كثر كلامه كثر ملامة ويهذب اللفظ عن الحشو والزوايد ويبين المقصود من الكلام بتخليصه عن التعقيد والتشابه والايجاز المخل ويتفكر فيما يورده من الحجة لئلا تدحض أو يورد عليه ليكلم على وفقه ويسكت عند الغضب فإنه لا يكاد يتكلم فيه بكلام صالح ويذكر الله عند النسيان ويصلي على النبي وآله فهما مما يوجبان الذكر ويستثنى في محله وهو ما يفعله غدا ولا يحلف عليه فهو اجتراء على الله وتحكم على قضائه ويراعى الأدب مع المخاطب ولا سيما المحتشم ويتكلم بالقصير الجامع فخير الكلام ما قل ودل ويتوقف بين كل كلامين مما يقصد حفظه ليحفظ السامع ولا يبحث على متكلم قبل تمام الكلام فهو بمنزلة خدش الوجه ويستأذن العالم في السئول فإن أذن له سئل وإلا صبر إلى وقت آخر يكون له فيه انبساط ويحترز عن آفات اللسان وهي كثيرة والمذكور منها عدة متعاطفة بعضها على بعض مصدرة بحرف المجاوزة أكثرها وقوعا الخوض في ما لا يعني كالتحديث بأحوال الناس وسير الأولين لغير فائدة وقصة غرايب البلدان وأحوال الأسفار وترجيح بعض الأطعمة والثمار على بعض ونحو ذلك من المباحات مما يولع به أكثر الناس في مجامعهم ويشتغلون به عن خير كثير مثل ذكر الله والاستغفار والتفكر في آيات الآفاق والأنفس ونحو ذلك مع ما يدخله غالبا من الآفات الأخر كالكذب والغيبة والنميمة وغيرها ففيه تضييع الوقت منه ومن المستمعين بتفضيه من غير اكتساب فضل فيه مع امكانه وقساوة القلب فورد في النبوي لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسو القلب ووهن البدن بتجفيف الرطوبات التي يغتذي بها وتأخير الرزق بالاشتغال به عن الكسب وايذاء الحفظة باكثار الاملاء عليهم من العبث وارسال كتب من اللغو إلى الله تعالى فعن أمير المؤمنين (ع) كل كلام ليس فيه ذكر فهو لغو ومر (ع) برجل يتكلم فوقف عليه ثم قال يا هذا إنك تملي على حافظيك كتابا إلى ربك فتكلم بما يعنيك ودع ما لا يعنيك وقرائته ذلك بين يديه عز وجل يوم القيامة على رؤس الأشهاد حين يخرج له كتابا يلقيه منشورا اقرأ كتابك والحبس عن الجنة واشتغالا بذلك وطول الحساب لتفريغه واللوم والتعيير من الملائكة وسائر الأشهاد كما مر فيما سبق وايقاع الحجة على نفسه كما هو شأن للكثار وترك الحياء من الله سبحانه بالاشتغال بما ليس أمر الدنيا ولا الدين وسببه الحرص على معرفة ما لا حاجة به إليه أو المباسطة بالكلام على سبيل التودد أو ترجئة الوقت بحكايات بحكايات أحوال لا فائدة فيها وعلاجه العلم بالآفات المذكورة وأن الموت بين يديه وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد وهو مسؤول عن كل كلمة وأن أنفاسه رأس ماله و لسانه شبكة يقدر أن يقتنص بها الحور العين لاهمال ذلك من أفحش المغابن وأعظم الحسرات كما سبق وأن يلزم نفسه السكوت عن بعض ما يعني ليستقيم اللسان على ترك ما لا يعني وهو في العزلة أسهل وعن الفضول وهو زيادة الكلام على قدر الحاجة فيما يعني فإن من يتأدى مقصوده بكلمتين مثلا فأداه بأربع كلمات كانت الأخيرتان فضولا وهو كالأول أو دونه وعن الخوض في الباطل وهو الكلام في المعاصي كذكر أحوال النساء ومجالس الخمر ومقامات العاشقين وتنعم الأغنياء في تبذيراتهم و تجبر الملوك ومراسمهم المذمومة وأنواع الباطل لا يمكن أن يحصى لكثرتها وتفننها ومنها حكايات البدع والمذاهب الفاسدة وعن المراء ككتاب وهو الطعن في الكلام باظهار خلل فيه من جهة اللفظ أو المعنى أو طغيان اللسان من غير أن يرتبط به غرض سوى تحقير المتكلم واظهار المزية في المعرفة عليه وورد
(٣٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360