التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ٣١٢
توقف في الابتداء وقلل الأكل حتى إذا توسع في الطعام أكل معه أخيرا ويحترز الرفع قبل استيفائه إلا إذا كان أصلح لشأنه ويطيل الجلوس على المائدة مع الإخوان فعن أبي عبد الله (ع) إذا قعدتم مع الإخوان على المائدة فأطيلوا الجلوس فإنه ساعة لا يحسب عليكم من العمر والظاهر اختصاصه بصاحب المائدة وإن كان احتمال العموم غير بعيد أيضا والأمر بإطالة الجلوس لا ينافي النهي عن اكثار الأكل لعدم الملازمة بينهما ولعل المراد بعدم احتساب تلك الساعة من العمر أنه وقت أنس ونعيم وتلذذ وسرور سيما لصاحب المائدة فلا يقاس به سائر الساعات المنغصة غالبا بالكدورات وهذا هو المتبادر من مثل هذا الكلام عرفا وقد ورد قريب منه في أيام زائري الحسين (ع) وتكلف المحدثون فيه وجوها في غاية البعد مثل الحمل على أنه لا يكتب عليهم الذنوب أو لا يحتسب ما أكلوه من رزقهم المقدر وغير ذلك مما لا حاجة إلى نقله ويجتنب الشرب في أثناء الأكل فهو مما يخالف بين الهضوم إلا لتعلق لقمة بالحلق لا يسوغ إلا به أو صدق عطش دون الحاصل من بلغم مالح في فم المعدة كلما روعي بالشرب ازداد وحيث يشرب لأحد الضرورتين فليقتصر على قدر الضرورة ولا يكثر أو المراد النهي عن اكثار شرب الماء مطلقا فإنه منهي عنه لا سيما على الدسم فهو يقلل الهضم باطفائه الحرارة الفاعلة وعن أبي عبد الله (ع) أنه مادة لكل داء وأن الناس لو أقلوا من شرب الماء لاستقامت أبدانهم ولقد كانت هذه الجملة بالباب الآتي أنسب ويمص أصابعه بعد الأكل فورد عن النبي صلى الله عليه وآله إذا أكل أحدكم طعاما فمص أصابعه التي أكل بها يقول الله عز وجل بارك الله فيك وكان صلى الله عليه وآله يلعقها واحدة واحدة ويقول لا يدرى في أي الأصابع البركة ويلعق القصعة فهو كعتق رقبة كما نقله في الاحياء والمروي أنه كما تصدق بمثلها ويأكل السواقط من الخوان ولو مثل السمسمة من الطعام فهو مهور الحور العين كما في النبوي وفي حديث أمير المؤمنين (ع) أنه شفاء من كل داء بإذن الله لمن أراد أن يستشفي به وعن أبي عبد الله (ع) أنه ينفي الفقر ويكثر الولد إلا إذا كان في الصحراء فإن الأحب أن يدعها للطير والسبع ولو فخذ شاة كما في حديث الجواد (ع) ويخلل الأسنان فهو من الثلاث التي نزل بها جبرئيل (ع) وليكن بغير عود الرمان وقضيب الريحان فهما يهيجان عرق الجذام ولا الآس فهو يحرك عرق الأكلة ولا الحوض وهو ورق النخل ولا القصب فإن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يتخلل بكل ما أصاب ما خلاهما وورد في عدة روايات أن في الخلال تصحيحا للثة والنواجد وتطييبا للفم عما يتغير فيه وجلبا للرزق ومسرة للملائكة والموجود في الرواية الملك الموكل ويخرج ما كان بين الأسنان من بقايا الطعام فيلفظ ما استكرهه بالخلال دون ما أدار به اللسان في أطراف اللثة وغيرها فإن له أن يبلعها ويمضمض الفم بعده أي بعد الخلال ففيه أثر عن أهل البيت (ع) كما في الاحياء أو بعد الطعام كما في غيره وأكمله ما كان بالسعد وفي غسل الأيدي يجمع ماء الكل في طشت واحد ما أمكن فلا يفرغ إلا بعد امتلائه فورد في النبوي أجمعوا وضوءكم جمع الله شملكم قيل إن المراد به هذا وفي بعض الآثار أن تعدد الطشوت وتفريغها واحدا واحدا أو قبل أن تنظف من سير الأعاجم فإن أمكنهم الاجتماع على الغسل معا في الطشت في حالة واحدة جميعا أو جماعة كان أقرب من التواضع وأبعد من طول الانتظار وعن سيرة الأعاجم ويمسح وجهه وحاجبيه وعينيه بنداوة يديه بعد غسله من الغمر قبل مسحه بالمنديل ويحمد الله بالمأثور وهو الحمد لله المحسن المجمل المنعم المفضل ثلاثا فورد أن في مسح الوجه بها اذهابا للكلف وجلبا للرزق وفي مسح العينين أمانا من الرمد وفي مسح الحاجبين وللدعاء أمانا أو شفاء منه ولا يؤوى مزيل الغمر وهو منديله بل الظاهر أنه تصحيفه ففي النبوي لا تؤوا منديل الغمر في البيت فإنه مربض الشيطان ولا يقوم من مقعده قبل الرفع إلا أن يريد التوسعة على اللاحقين ويحمد الله بالمأثور وهو الحمد لله الذي حملنا في البر والبحر ورزقنا من الطيبات وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا وفي رواية أخرى الحمد لله الذي أشبعنا في جائعين وأروانا في ظمآنين وأوانا في ضاحين وحملنا في راجلين وآمننا في خائفين وأخدمنا في عانين وروي غير ذلك ثم إن عرى الطعام من الشبهة وإلا يستغفر ويغتم ويبكي ليطفئ بدموعه وغمه حر النار التي تعرض لها لما ورد أن كل لحم نبت من حرام فالنار أولى به وليس من يأكل ويبكي كمن يأكل ويلهو ويدعو في الحالتين بالمأثور فإن أكل حلالا قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وتنزل البركات وإن أكل شبهة قال الحمد لله على كل حال اللهم لا تجعله قوة لنا على معاصيك و روي غير ذلك ويشكر الله (تع) في قلبه على ما أطعمه فيرى الطعام نعمة منه سبحانه عليه قال الله تعالى كلوا من الطيبات واشكروا لله ويدعو لصاحبه إن أكل طعام الغير يقول اللهم بارك له فيما ويسر له أن يفعل منه خيرا وقنعه بما أعطيته واجعلنا وإياه من الشاكرين وكان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا طعم عند أهل بيت قال طعم عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة الأخيار ويستلقي على قفاه واضعا رجله اليمنى على اليسرى كما روي عن الرضا (ع) قولا وفعلا ولا يدع العشاء ولو بكعكة أو لقمة من خبز أو حشفة أو شربة من ماء ففيه ورد في عدة روايات أنه مهرمة وأول خراب البدن ولا سيما للكهل والشيخ فعن أبي عبد الله (ع) ينبغي للرجل إذا أسن أن لا يبيت إلا وجوفه ممتلئ من الطعام وفي آخر لأنه أهدأ لنومه وأطيب لنكهته واعلم أن نسخ الأصل وجدناها في هذا الباب وما يليه مختلفة جدا وجمعنا بينها في الشرح ما أمكن تكثيرا للفائدة وإن كان في ثبوت الاستحباب في بعضها نظر والظاهر أنها ارشادات اقتفى فيها المصنف أثر أبي حامد كما هو المعلوم من عادته باب الشرب وهو أيضا من الضروريات بدرقة للغذاء إلى مجاريه الضيقة وحقه أن يأخذ الشارب الكوز باليمين إلا لعذر ولا يشرب في نفس واحد وإن كان هو اللذة بل نفسين والأفضل ثلاثة أنفاس يقطعه ويتنفس ثم يعود إليه وفي رواية إن كان الذي يناولك الماء مملوكا لك فاشرب في ثلاثة أنفاس وإن كان حرا فاشربه بنفس واحد مفتتحا بالتسمية ومختتما بالتحميد في كل من الثلاث وهو من السنة فإنه شرب
(٣١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360