التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ١٣٦
علي (ع) أنه رأى قوما قد سدلوا ثيابهم فقال كأنهم اليهود قاله ابن الأثير والكف وهو عقص شعر الرأس أي جمعه في وسطه وظفره ولبه وادخال أطرافه في أصوله ومنهم من ذهب إلى تحريمه في الصلاة للرجال وبطلانها به لرواية مصادف عن أبي عبد الله (ع) في رجل صلى صلاة فريضة وهو معقوص الشعر قال يعيد صلاته وهي أخص من المدعى والمشهور الكراهة ولا منع في النساء مطلقا اجماعا كما في المدارك والتطبيق وقيل بتحريمه وهو وضع إحدى الكفين على الأخرى وادخالهما بين الفخذين أو الركبتين كما في الذكرى في الركوع وفسره في القاموس بجعل اليدين بين الفخذين فيه وفي النهاية هو أن يجمع بين أصابع يديه ويجعلهما بين ركبتيه في الركوع والتشهد والتصفيق إلا لضرورة و مورد الرخصة المرأة ففي الحسن عن أبي عبد الله (ع) أنه سئل عن الرجل يريد الحاجة وهو يصلي فقال يومي برأسه ويشير بيده ويسبح والمرأة إذا أرادت الحاجة وهي تصلي تصفق بيديها وهو ضرب إحديهما على الأخرى ومنه سمي البيع صفقة والاحتفاز للرجل من الحفز بالحاء المهملة والفاء والزاي الموحدتين وهو أن يتضام في ركوعه وسجوده وهو من آداب المرأة كما سبق والتبازخ في الركوع بالزاء والخاء المعجمتين وهو تقويس الظهر إلى فوق مع اخراج الصدر من البزخ محركة وهو خروج الصدر ودخول الظهر يقال رجل أبزخ وامرأة بزخاء والتدبيخ بالدال المهملة على أصح الروايتين والخاء المعجمة أو المهملة أخيرا وهو تقويسه إلى فوق مع طأطأة الرأس روى الصدوق في معاني الأخبار عن النبي صلى الله عليه وآله أنه نهى أن يدبح الرجل في الصلاة كما يدبح الحمار قال ومعناه أن يطأطئ رأسه في الركوع حتى يكون أخفض من ظهره ومثله في النهاية وزاد وقيل دبح يدبح تدبيحا إذا طأطأ رأسه ودبح ظهره إذا ثناه فارتفع وسطه كأنه سنام انتهى ففيه خلط بين التفسيرين وهو قريب مما في الذكرى وتشبيك الأصابع وفرقعتها للنهي عنه في صحيحتي زرارة ونفخ موضع السجود وقيد في بعض الأخبار بما إذا أذى فيه من إلى جانبه وبه يتقيد اطلاقات المنع والرخصة وافتراش الذراعين فيه كما تقدم والاقعاء في الجلوس مطلقا على الأظهر وقيده بعضهم ومنهم المصنف في المفاتيح بما بين السجدتين وهو أن يجلس على ساقيه جاثيا عن الأرض وليس على الأرض إلا رؤس الأصابع والركبتين و قيل هو أن يلصق أليتيه بالأرض وينصب ساقيه وفخذيه ويضع يديه على الأرض كما يقع الكلب واختاره في النهاية والعجن باليدين أو إحديهما وهو أن يعتمد على ظهور الأصابع منضمة إلى الكف عند النهوض كالذي يعجن العجين بل يبسطهما وأكثر المذكورات مما يستفاد كراهتها من استحباب أضدادها الخاصة كما سبق وإنما خصها بالذكر لورودها بالخصوص في روايات الخاصة والعامة باب وظايف يوم الجمعة والخطبتين فيه أي الآداب المأثورة فيهما جمع وظيفة و هي ما يقدر لك في اليوم من طعام أو رزق وهي كثيرة أفعال وتروك واجبة ومندوبة والمذكور هنا حلق الرأس وغسله بالخطمي أو السدر كما تقدم وقص الأظفار أو حكها وأخذ الشارب فإنهما خير ما استنزل به الرزق وتنظيف البدن عن سائر الأتفاث والتجنب عما ينفر كل شئ من المؤذيات ريحها واتخاذه معه والتطيب لإقامة السنة وتعظيم اليوم ودفع الأذى وادخال السرور وغير ذلك كما سبق ولبس أحسن الثياب ولفظ الرواية أنظفها والبكور إلى المسجد فعن أبي جعفر (ع) إذا كان يوم الجمعة نزل الملائكة المقربون معهم قراطيس من فضة وأقلام من ذهب فيجلسون على أبواب المسجد على كراسي من نور فيكتبون الناس على منازلهم الأول والثاني حتى يخرج الإمام وليكن ذلك بعد تقديم ما ذكر قبله حتى لا يحتاج إلى الخروج من المسجد للاتيان بها وأن يكون في يوم الجمعة على سكينة ووقار في النفس وفائدة الظرفين التنبيه على الفرق المشهور بين متعلقيهما لورودهما معا في الأخبار ومنهم من فرق بالعكس وهو الصواب كما يرشد إليه قوله سبحانه هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين وقوله عز وجل وقرن في بيوتكن على أحد الوجهين وأن يكون داعيا أمام التوجه إلى المسجد بالمأثور في صحيحة الثمالي عن أبي جعفر (ع) اللهم من تهيأ وتعبأ وأعد واستعد لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده وطلب نائله وجوائزه وفواضله ونوافله فإليك يا سيدي وفادتي و تهيئتي واعدادي واستعدادي رجاء رفدك وجوائزك ونوافلك فلا تخيب اليوم رجائي يا من لا يخيب عليه سايل ولا ينقصه نائل فإني لم ألك اليوم بعمل صالح قدمته ولا شفاعة مخلوق رجوته ولكن أتيتك مقرا بالظلم والإساءة لا حجة لي ولا عذر فأسئلك يا رب إن تعطيني مسألتي وتقلبني برغبتي ولا تردني مجبوها ولا خائبا يا عظيم يا عظيم يا عظيم أرجوك للعظيم أسئلك يا عظيم أن تغفر لي العظيم لا إله إلا أنت اللهم صل على محمد وآل محمد وارزقني خير هذا اليوم الذي شرفته وعظمته وتغسلني فيه من جميع ذنوبي وخطاياي وزدني من فضلك إنك أنت الوهاب وهذه كلها مسنونة بلا خلاف وأما ترك البيع وانشاء السفر الموسع وسائر المعاملات كالهبة والإجارة لمن تجب عليه الجمعة قبل أداء الصلاة ففيه تفصيل والمشهور في السفر وجوبه بعد النداء وكراهة فعله قبله بعد طلوع الفجر واحتمل المصنف فيه التحريم أيضا لأنه مأمور بالسعي إلى الجمعة من فرسخين فكيف يسعى عنها وأما في البيع فالذي ذكره هو وغيره إنما هو كونه من الواجبات بعد النداء كما تدل عليه الآية الكريمة أما قبله فليس من الحكم عليه بالوجوب أو الاستحباب أو كراهة الفعل عين ولا أثر وفي سائر المعاملات قولان ومختاره
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360