التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ١٤٦
تعفير خديه أيضا بين السجدتين داعيا بما ذكر أو غيره من المأثورات وبوضعهما على الأرض بعد وضع الجبين أولا وإعادته يتثنى السجود فيقال سجدتا الشكر والذي ذكره غيره تحقق التثنية بوضع الجبهة وتخلل وضع الجبينين وأما وضع الخدين فمستحب آخر لا مدخل له في ذلك والجمع بينهما أبلغ وهو مندوب إليه عند تجدد كل نعمة أو دفع نقمة أو ذكرهما ولو بعد حين وإذا كان في ملأ من الناس فليضع يده على أسفل بطنه وليحن ظهره تواضعا لله يرى أن ذلك غمز وجده في أسفل بطنه كما ورد ومطلق السجود سنة على كل حال ومقرب إلى الله بل أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد وذلك قوله (تع) واسجد واقترب باب الدعاء وهو في اللغة الندا وشرعا الرغبة إلى الله وطلب الحاجة منه على وجه الاستكانة والخضوع وقد يطلق توسعا على مجرد التمجيد والثناء لما فيه من التعرض للطلب كما تقدم كثير منه ومنه قوله صلى الله عليه وآله خير الدعاء دعائي ودعاء الأنبياء من قبلي وهو لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير وفضله عظيم بل هو مخ العبادة وأفضلها كما تقدمت روايته في باب الرضا والإضافة أولى من إضافة الجزء إلى كله كما في رأس الايمان والثانية من إضافة الجزئي إلى كليه كما في خير الدعاء ففيه نوع استخدام وعن أمير المؤمنين (ع) أحب الأعمال إلى الله عز وجل في الأرض الدعاء وعنه (ع) الدعاء ترس المؤمن وفي الحديث النبوي أنه سلاحه وعمود الدين ونور السماوات والأرض وعن أبي عبد الله (ع) الدعاء يرد القضا بعد ما أبرم ابراما فأكثر من الدعاء فإنه مفتاح كل رحمة ونجاح كل حاجة وعنه (ع) عليك بالدعاء فإن فيه شفاء من كل داء وعنه (ع) الدعاء أنفذ من السنان الحديد وفي حديث أمير المؤمنين (ع) الدعاء مفاتيح النجاح ومقاليد الفلاح وخيره ما صدر عن صدر نقي وقلب تقي وفي المناجاة سبب النجاة وبالإخلاص يكون الخلاص فإذا اشتد الفزع فإلى الله المفزع وعنه (ع) وعن أبي عبد الله (ع) بألفاظ متقاربة متى يكثر قرع الباب يفتح والحث عليه في الكتاب والسنة أكثر من أن يحصى وحقه أن يترصد له الأوقات الشريفة فإنها مظان الإجابة كعرفة وهو اسم اليوم من السنة وشهر رمضان من الشهور ويوم الجمعة وليلتها من الأسبوع وساعة الزوال من النهار وساعته من الليل إلى أخرى بعدها تكون تمام السدس الرابع من الليل والسحر إلى طلوع الشمس فإنها من الأوقات التي تفتح فيها أبواب السماء والأحوال الخاطفة المغتنمة كحال الرقة فعن أبي عبد الله (ع) إذا رق أحدكم فليدع فإن القلب لا يرق حتى يخلص وعنه (ع) إذا اقشعر جلدك ودمعت عينك فدونك دونك وقصد قصدك وحال الاضطرار كما قال (تع) أمن يجيب المضطر إذا دعاه والتيقظ بالقلب بجلال الله عز وجل فإن الخضوع حينئذ أكثر والاقبال أوفى والالتفات إلى المدعو والانقطاع عن غيره أتم وكلها من أسباب الإجابة وقراءة القرآن كما في حديث أمير المؤمنين (ع) وهي تعم قراءة الداعي وغيره مع احتمال الاختصاص بكل منهما والسجود فإنهما أقرب الحالات كما مر وعند الأذان وما بين الأذانين الأذان والإقامة وما بين أن ينزل الإمام من المنبر يوم الجمعة إلى أن تقام الصلاة وعند نزول الغيث وهبوب الرياح والتقاء الصفين للشهادة وأول قطرة من دم القتيل المؤمن وهذه ألفاظ الروايات بما فيها من الاجمال وفي حال الغربة لما يلزمها غالبا من الانكسار الجالب للرحمة ومع الصوم فإن دعوة الصائم لا ترد ووجدت في بعض أسفار المنجمين عن أبي عبد الله (ع) الأمر بالدعاء وطلب الحوائج من الله (تع) في أوقات أربعة ثلاثة من المذكورات والرابع عند وصول كف الخضيب إلى وسط الشماء وذكر ذلك صاحب التحفة أيضا وهو من صورة ذات الكرسي من الصور الشمالية وهو يناسب المحكي عن بعض الحكماء الأقدمين في اختيار الساعات المسعودة للدعاء من أن الشرط الأعظم ملاحظة حال كف الخضيب وأن من الأوقات التي لا يرد فيها الدعاء البتة إلا ما كان مخالفا للشريعة وقت مقارنته للنيرين والسفليين سيما في الحادية والعشرين من الحمل خصوصا للعاقبة وصحة البدن فإن كان للثروة والشجاعة فالمعتبر مقارنته للشمس و للظفر على العدو مقارنة المشتري وللرزق مقارنة الزهرة والخلو عن مقارنة النحسين وذكروا أنه بحمل القمر في القوس والحوت ناظرا إلى الزهرة للدعاء للجنة والمغفرة فإن كان للرزق والمقاصد الدنيوية فليكن في الثور ناظرا إلى المشتري وللجاه وقوة الحال الشمس في الحمل والقمر في الأسد أو بالعكس أو القمر في السرطان والمشتري في الثور أو بالعكس واحمدها على الاطلاق إذا كان المشتري في شرفه أو بينه وبين القمر في شرفه أو شرف زحل وعن الشهيدان من الأوقات المختارة للدعاء حال مقارنة المشتري للرأس وذلك في كل أربع عشرة سنة تقريبا وفيه أن من المقرر في فنه أن المشتري يتم الدورة على توالي البروج في اثنتي عشرة سنة كل برج سنة والرأس بسيره المعكوس في تسع عشرة سنة كل برج في تسعة عشر شهرا واللازم من ذلك حصول المقارنة بينهما في كل سبع سنين وأربعة أشهر تقريبا كما لا يخفى وهذه أمور يسندون بعضها إلى التجربة وبعضها إلى الأنبياء السالفين صلوات الله عليهم ويترصد أيضا الأمكنة الشريفة كعرفات وهو منسك الحاج يوم عرفة والملتزم من الكعبة وسائر المشاهد المشرفة سيما تحت قبة الحسين (ع) ثم المساجد الجامعة وأن يطيب الداعي أولا مكسبه فعن أبي عبد الله (ع) من سره أن تستجاب دعوته فليطيب مكسبه وفي حديث آخر طب مكسبك تستجب دعوتك
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360