التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ١٤٨
الخاص من السر المكنون الذي لا يوجد في غيره من الأعداد ولم يتنبه له إلا الراسخون في العلم ومن ثم اختاروه لما اختاروه في سننهم وفي الصحيح عنه (ع) الداعي والمؤمن شريكان في الأجر وأن ينظر من يدعو فيقدره حق قدره وكيف يدعو فإنه إن لم يكن يراه فإنه يراه ولما يدعو كما أمر به أبو عبد الله (ع) في مصباح الشريعة فلا يدعو بشئ ليس فيه صلاحه كتولية البلاد وهو يضعف عن سياسة أهله وعن أمير المؤمنين (ع) يا صاحب الدعاء لا تسأل ما لا يكون وما لا يحل والأول كان يحيى ميتة أو يسيل واديه ذهبا والثاني كالتمكن من الفواحش ولا ما يتضمن قلة الحياء وإساءة الأدب قال المفسرون في قوله عز وجل ادعوا ربكم تضرعا وخيفة إنه لا يحب المعتدين أي لا يتجاوز الحد في دعائه كان يطلب منازل الأنبياء وعن أمير المؤمنين (ع) من سأل فوق قدره استحق الحرمان ونظيره في المشاهد أن السوقي الخامل إذا سأل مصاهرة الملك مثلا والانخراط في سلك المقربين خاب أمله ولو كان الملك كريما وأن يحافظ على لفظ الدعاء واعرابه بحيث لا يلحن فيه فإن الدعاء الملحون لا يصعد إلى الله ويتأكد ذلك في الأدعية المأثورة ولا يتكلف السجع ولا غيره من المحسنات اللفظية فإنه يذهب بجزالة المعنى غالبا وأن تأتي ذلك صفوا فلا بأس والأولى الاقتصار على المأثورات فإن في دعوات أهل البيت (ع) لبلاغا لقوم عابدين وما من مقصد كلي ولا جزئي مما يحق أن يدعى له إلا وقد دون من بركاتهم صلوات الله عليهم أجمعين فيه أوراد وأدعية مبسوطة ومختصرة يختار الداعي منها ما يقتضيه الحال سيما سيد الساجدين (ع) في صحيفته المشهورة وأختيها وليبالغ في تصحيح ألفاظها وعباراتها والمحافظة على نظمها وآدابها من غير اخلال بشئ من ذلك بزيادة ولا نقصان ولا تقديم ولا تأخير فإن في كلمات المعصومين صلوات الله عليهم و تأليفاتها وإشارتها خواص ومقاصد لا توجد في غيرها وإن كانت المعاني متوافقة فإذا أتى الداعي بما ذكر من الشرايط وأخلص سره لوجه الله فليبشر بإحدى ثلاثة أما يتعجل له ما سأل ولفظ الرواية يعجل من باب التفعيل وهو أوفق وأما أن يدخر له ما هو أعظم منه وأما أن يصرف عنه ما لو أرسله عليه لهلك كذا في مصباح الشريعة وفي الحديث النبوي ما يقرب منه وعن أبي عبد الله (ع) إن العبد ليكون له الحاجة إلى الله فيبدء بالثناء على الله والصلاة على محمد وآل محمد حتى ينسي حاجته فيقضيها الله له من غير أن يسأله إياها وعنه (ع) قال الله من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطى السائلين باب فضل قراءة القرآن وآدابه عن علي بن الحسين (ع) وأبي عبد الله (ع) بتغييرات لفظية من استمع حرفا منه مثل ألف ولام وميم لا أقول آية أو كلمة مثل ألم أو قراءة نظرا من غير صوت فله به حسنة ومحو سيئة ورفع درجة ومن تعلم منه حرفا ظاهرا أو قرأه في غير صلاة فله به عشرة أمثال ذلك ومن قرأه في صلاته جالسا فخمسون مثله وقائما فمائة ومن ختم كله فله دعوة مستجابة مؤخرة أو معجلة وروي أكثر من ذلك وبتلاوته ينور البيت ففي الحديث النبوي نوروا بيوتكم بتلاوة القرآن وفيه وفي حديث أمير المؤمنين (ع) البيت الذي يقرأ فيه القرآن ويذكر الله (تع) فيه يضئ لأهل السماء كما تضئ النجوم لأهل الأرض وتكثر بركته ويحضره الملائكة ويهجره الشياطين الحديث وحقها أن يتأدب القاري بالآداب الباطنة والظاهرة وذلك بأن ينوي بالقراءة إيناس السر بالله عن وحشة الدنيا وقضاء حق الشوق بالمناجات معه عز وجل ومخاطبته واستماع خطابه وأن للمشتاقين بكتاب الحبيب الودود وترداد كلامه وما يجدون في ذلك من الحلاوة والطلاوة لفرحا وشغلا شاغلا وضبط أحكام العبودية من الأوامر والنواهي والحدود والبشارات والانذارات وغير ذلك وأن يتطهر فإن للمتطهر خمسا وعشرين حسنة ولغيره عشر حسنات ويتطيب فإن الملائكة تحضره ويتأدب بأحسن الأدب وهو من جملة التعظيم ويجوز الاضطجاع أحيانا رخصة سيما لذوي الأعذار وأن يتعوذ من الشيطان في ابتداء قرائته امتثالا لقوله (تع) وإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم وقد تقدمت صورته والأفضل أن ينظر في المصحف وإن كان حافظا عن ظهر قلبه لأن النظر فيه عبادة كما في رواية إسحاق بن عمار وورد أنه ليس شئ أشد على الشيطان من القراءة في المصحف نظرا وأن القاري فيه يمتع ببصره ويخفف العذاب عن والديه وإن كانا كافرين كذا في مرفوعة يعقوب بن زيد وغيرها وأن يقرأ في كل يوم لا أقل من خمسين آية وليكن إذا أصبح بعد التعقيب ولا يختم في أقل من شهر لأن القرآن لا يقرأ هذرمة أي سرعة إلا في شهر رمضان لأن له حقا وحرمة لا يشبهه شئ من الشهور فيكثر التلاوة فيه فيختم في كل ست ليال أو ثلاث وأن يرتله ترتيلا كما ورد الأمر به في الآية الكريمة وفسر في حديث أمير المؤمنين (ع) بحفظ الوقوف وبيان الحروف كما تقدم وفسر الأول بالوقف التام والحسن والثاني بالاتيان بصفاتها المعتبرة من الجهر والهمس والاطباق والاستعلاء وغيرها وعن أبي عبد الله (ع) احذر أن تقع من إقامتك حروفه في تضييع حدوده وأن يقرأ بصوت حسن فإنه حلية القرآن وعن أبي عبد الله (ع) في الترتيل هو أن تمكث وتحسن به صوتك وعلى حزن لأنه نزل بالحزن ولا يهذه هذ الشعر ولا ينثره نثر الدقل كما في حديث ابن مسعود والهذ سرعة القراءة أي لا يسرع فيه كما يسرع في قراءة الشعر ولا يفرق بين كلماته بحيث لا تكاد تجتمع كالدقل وهو ردئ التمر ويابسه وما ليس له اسم خاص فتراه ليبسه وردائته لا يجتمع ويكون منثورا وفي حديث أمير المؤمنين (ع) الرمل وهو أوضح وكان التعبير به أولى ولا يكون همه آخر السورة للنهي عنه فيه وهو كناية عن العجلة والتبرم ويعظم القرآن فإنه من أعظم شعائر الله وهو من الحقوق الواجبة على غير القاري أيضا والاستخفاف به ربما يكون كفرا وقد أكثر عصبة من المتأخرين من الخوض في أنه أفضل أم الكعبة فذهب إلى كل فريق ورد بعضهم على بعض ولجوا في الابرام والنقض وزاد الفضوليون من المعاصرين الخلاف في أنه أفضل أم أهل البيت (ع) لأنهما ثقلان أحدهما أكبر من الآخر ووضعوا في ذلك رسائل عديدة بمقالات
(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360