التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ٢٨١
فإن هو غار وغير وأنكر ذلك وإلا طار حتى يسقط على رأسه فيخفق بجناحيه على عينيه ثم يطير عنه فينزع الله منه بعد ذلك روح الايمان وتسميه الملائكة الديوث وقد سلف بعض الروايات في باب النصيحة ولا يبالغ فيها زيادة على ما يليق بل يتغافل عن بعض الأمور ولا يكثر في التفتيش وتجسس البواطن فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وآله أن تتبع وفي لفظ آخر أن يبحث عن عورات النساء وفي حديث عيسى (ع) لا تكثر الغيرة على أهلك فترمى بالسوء من أجلك وفي الحديث النبوي من الغيرة ما يحب الله ومنها ما يبغض الله وأما التي يحبها الله فالغيرة في الريبة وأما التي يبغضها الله فالغيرة في غير الريبة وعن أمير المؤمنين (ع) إياك والتغاير في غير موضع الغيرة فإن ذلك يدعو لصحيحة منهن إلى السقم ولكن أحكم أمرهن فإن رأيت عيبا فعجل النكير على الصغير والكبير بأن تعاتب منهن البريئة فيعظم الذنب ويهون العتب وثالثها حسن الخلق والمداعبة فإنها مجبولة على ضعف النفس وركاكة العقل وإجابة الهوى فينبغي الاقتصار في ملاينتها والانبساط معها والنزول إلى درجة عقلها على قدر ما تطيب به نفسها ويدخل عليها السرور و يحصل الالتذاذ المقصود من دون خروج إلى حد يسقط الوقار والهيبة ويؤدي إلى فساد السياسة وفتح باب المساعدة على المناكير فإنهن سريعات الغلبة على الرجال مهما وجدن إلى ذلك سبيلا وعن النبي صلى الله عليه وآله ما رأيت من ضعيفات الدين وناقصات العقول اسلب لذي لب منكن وقد جعل الله الرجال قوامين على النساء وسمى الزوج سيدا ومن عكس القضية فقد خرج عن الحكمة وأطاع الشيطان في تغيير خلق الله ونفس المرأة على مثال نفسك إن أرسلت عنانها قليلا جمحت بك طويلا ويستحب له أن يعلمها ما تحتاج إليه من أمر الدين امتثالا لقوله (تع) قوا أنفسكم وأهليكم نارا كأحكام الحيض والنفاس والعبادات إن جهلت ذلك وعلمه وإلا اطلع على حالها وناب عنها في السئول عن العلماء ولا يحوجها إلى الخروج بنفسها للمسألة وقد ورد الأمر بتعليمهن سورة النور والنهي عن سورة يوسف وعن القراءة والخط وأن لا يطرقها عند المراجعة عن السفر ليلا فإن فعل ورأى ما يكره فلا يلومن إلا نفسه وربما يخص بعدم الاعلام كما يأتي في باب السفر ويستحب لها أن لا تتفاخر هي عليه بمالها أو جمالها أو شرفها أو غير ذلك مما يتفاخر به ولا تزدريه بشئ من فقر أو دمامة أو هجانة أو نحو ذلك فإن ذلك ينافي ما أوجبه الله من تعظيم الزوج وتوفية احترامه وتوقيره وتفضيله حيث جعله قواما عليها وجعلها أسيرة مذللة له ونهاها عن مشاقته والتعرض لأذاه بل ينبغي أن تعد مفاخرها كلها نعما من الله سبحانه على الزوج فإن حظه منها وتمتعه بها سيما الجمال أعظم فهو أولى بها منها ومساويه كلها عقوبات منه (تع) عليها فهي أولى بها منه وأن تلازم الانقباض ورثاثة الهيئة في غيبته فإنه أقرب إلى السداد وأبعد عن الفساد والانبساط والتجمل في حضوره فإنه أدعى إلى نشاطه وارتياح باله وتسلية همه و ملاله وأن تقوم بكل خدمة في البيت تقدر عليه وإن كان مهينة كما سلف من حال فاطمة (ع) وأن تقدم حقه على حق الأقارب فلا تشتغل عنه بهم ولا تطلب رضاهم بسخطه لأنه أعظم حقا وينبغي لها أن تلزم قعر البيت مشتغلة بالغزل أو غيره فلا تخرج عنه إلا لضرورة ولا ترفع عليه سيما للتطلع وقد ورد النهي عن اسكانهن الغرف والظاهر تقييدها بالمشرفة أو هي أشد كراهة ولا تنظر إلى الخارج من غير عذر سيما الرجال فنظرهن إلى الرجال سيما أهل الريبة فتنة لهن كنظر الرجال إليهن و في الحديث أنه دخل ابن أم مكتوم على رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده ميمونة وأم سلمة فأقامهما من عنده فقالتا إنه أعمى فقال أوعمياوان أنتما ألستما تبصرانه وفي آخر أنه صلى الله عليه وآله قال لفاطمة أي شئ خير للمرأة قالت أن لا ترى رجلا ولا يراها رجل فضمها إليه وقال ذرية بعضها من بعض ولا بأس لها في الخروج في المهم إذا لم يكن لها من يكفيه كما يشهد به العمل المستمر في الأعصار من دون نكير وليكن بأسوأ هيئة من الهيئات المعتادة وأخلى طريق مأمون الفتنة متنكرة لمن يعرفها أو زوجها غير مسمعة صوتها لغير من إليه الحاجة من الأجانب فإن الحكم في سماع الصوت كالحكم في النظر تحريما أو كراهة ولا يجوز لها أن يتصدق من بيته إلا بإذنه فإن فعلت فعليها الوزر وله الأجر كما في النبوي إلا ببقية طعام يستحيل إلى الفساد إذا ترك فيجوز بشاهد الحال إلا مع المنع باب النشوز وهو في اللغة الارتفاع وشرعا خروج أحد الزوجين عما يجب عليه للآخر كأنه برفع عن الانقياد لما عليه من الحق وإن خرجا جميعا عن الحق خص باسم الشقاق بكسر الشين بمعنى المشاقة كان كل منهما في شق غير الآخر فإذا نشزت المرأة بأن امتنعت عن حاجته له فيما يجب له أو ظهر منها أمارة النشوز مثل أن تتثاقل بحوائجه أو تغير عادتها في أدبها واقبالها إليه بالطلاقة والبشر أدبها بما يرجو معه الصلاح من الموعظة والهجر في المضجع والضرب حتى أقود إلى الطاعة كما قال سبحانه واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا وفسر الوعظ بالتخويف من الله والتحذير من نكاله وتذكيرها بما ورد من التغليظ في حقوق الزوج على الزوجة في الكتاب والسنة وأن النشوز يسقط النفقة وحق القسمة فقد تتأدب النساء بذلك والهجر في المضجع بأن يحول ظهره إليها في الفراش كما ورد أو يعتزل فراشها أو يترك مواقعتها وهل الأمور الثلاثة على التخيير أو الجمع أو الترتيب بالتدرج من الأخف إلى الأشد وكمراتب النهي عن المنكر وهل هي بمجرد ظهور أمارة النشوز كما هو ظاهر الآية أو بعد تحققه على أن يكون المراد بالخوف أقوال ووجوه أوجهها عند المصنف ما نقله عن بعض العلماء ووافقه العلامة في التحرير في تفسير الآية من ابقاء الخوف على ظاهره وتقديم الموعظة فإن نشزن فاهجروهن في المضاجع فإن أصررن فاضربوهن وليكن الضرب خفيفا غير مبرح مراعى فيه الاصلاح كما يعزر الصبيان على الذنب لا التشفي والانتقام وقيل إن الضرب يكون بمنديل ملفوف أو درة ولا يكون بسياط ولا خشب وروي أنه الضرب بالسواك ولو نشز الزوج بأن منعها حقوقها الواجبة
(٢٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360