التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ٣٥٧
أعيان المدينة بخواتيمهم وكان الناس يلومونه بذلك إلى أن بلغ أبا الدوانيق أن إسماعيل بن جعفر ظهر بالبصرة وأنه أحيى بقرة ميتة لعجوز ثمة وكاد الناس يفتتنون به فبعث إلى أبي عبد الله (ع) كتابا يستفسره في ذلك ويعاتبه فيه وأرسل (ع) إليه بالمحضر وبرئ من التهمة وانقطعت الألسن عنه وورد أن الله (تع) أوحى إلى موسى (ع) أن يحمل عظام يوسف من مصر إلى الأرض المقدسة فاستخرجه من شاطئ النيل في صندوق مرمر وحمله إلى الشام لكن لا دلالة فيها على المطلوب بوجه ولا يصلح البناء عليه والجلوس التطيين والتجصيص كما في رواية علي بن جعفر وغيرها وربما يخص الأخير مما بعد الاندراس لما روي أن الكاظم (ع) أمر بعض مواليه بتجصيص قبر ابنة له ماتت بفند وهو قاصد إلى المدينة وهو والأول بل ما عدا الثاني بغير قبور الأنبياء والأئمة (ع) لاطباق الناس في الأعصار على ذلك فيها من غير نكير ولاستفاضة الأخبار بالترغيب في عمارة قبورهم ومزاراتهم وربما يلحق بها قبور العلماء والأولياء المشاهير في الدين استضعافا لعموم المنع وتعظيما لشعائر الاسلام ونفى عنه البأس في المفاتيح ولا يجوز النبش اجماعا للمثلة والهتك إلا مع الضرورة كغصبية الأرض أو الكفن أو الشهادة على عين الميت ونحو ذلك أو الرمم لارتفاع المانع حينئذ لكن لا سبيل إلى القطع بذلك إلا بتقادم العهد به جدا ولا يمكن ضبطه بمدة معينة لاختلاف البقاع والموتى في ذلك باب التعزية وهي تفعلة من العزا بالقصر والمد أي الصبر والمراد بها طلب التسلي من المصاب بقول أو فعل يوجب طيب نفسه وسلوة عن المصيبة وأحسنه التكلم عنده باسناد الأمر إلى الله عز وجل وعدله وحكمته وأنه لا يفعل بعباده إلا الأصلح لهم وإن جهل وجهه ظاهرا وذكر ما وعد الله (تع) على الصبر من جزيل الثواب ليسكن قلبه ويخف ما به وفضلها عظيم فورد في النبوي التعزية يورث الجنة وفيه من عزى مصابا كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر المصاب شئ وعن أمير المؤمنين (ع) من عزى الثكلى أظله الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله و ينبغي للمعزي إظهار الحزن والمشاركة في المصيبة وقلة التكلم وترك التبسم وذكر محاسن الميت و الشهادة له بالخير والايمان وهي قبل الدفن وبعده والأخير أفضل ويجزي فيها الدعاء فورد عن أبي عبد الله (ع) أنه عزى قوما فلم يزد على قوله جبر الله وهنكم وأحسن عزاكم ورحم متوفاكم وأقلها أن يراه المصاب فعنه (ع) كفاك من التعزية أن يراك صاحب المصيبة ويكره له الجلوس لها أزيد من ثلاثة أيام و أما الثلاثة فلا كراهة فيها وجعلها بعضهم من السنة ومنهم من كرهه مطلقا وورد أيضا النهي عن الحداد أكثر من ثلاثة إلا المرأة على زوجها فتجلس حتى تنقضي عدتها وعليها الحداد كما مر في كتاب النكاح ويستحب لأصدقاء الميت وفي بعض الروايات لجيران صاحب المصيبة اتخاذ طعام لأهله ثلاثة أيام بيوم مات فيه والسنة البعث إليهم به ويكره الأكل عندهم فهو من عمل أهل الجاهلية ويجوز النوح بالكلام الحسن وفسر في حديث أمير المؤمنين (ع) بالدعاء وتعداد الفضايل نظما ونثرا باعتماد الصدق والتحفظ عن الهجر وما يسخط الرب كما ناحت فاطمة على أبيها والفاطميات على الحسين عليهم الصلاة و السلام وندبت أم سلمة ابن عمها الوليد بن المغيرة بأبيات من الشعر بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله فما عاب ذلك ولا قال شيئا وما ورد من أنه يكره النوح على الميت محمول على معناها المتعارف أو النوح بالباطل ويكره ليلا فإنه يؤذي الملائكة وكذا يجوز أخذ الأجرة عليه فورد أنه لا بأس به وأن أبا جعفر (ع) أوقف من ماله كذا وكذا النوادب يندبنه عشر سنين بمنى وأنه تستحله بضرب إحدى يديها على الأخرى لكن الاحتياط أن يكون من غير تشارط لما في موثقة حنان عن أبي عبد الله (ع) قل لها لا تشارط وتقبل ما أعطيت وهذا أحد ما يجمع به بين الأخبار وتركه رأسا أولى وأحوط لاطلاق النهي عنه في حديث المناهي وغيره وهو أوفق بقواعد الشريعة المطهرة إذ لا يؤمن على النائحة التخطي إلى الباطل وإن قصدت الاقتصار على الحق لتتاخم حدودهما واللسان سباق إلى الهجر يعسر ضبطه إذا أطلق على مقدار الرخصة إلا لمثل فاطمة والفاطميات أو الضمير عايد إلى الأخذ أو الأجرة بمعنى الأجر لما ورد من التسوية بين أجر المغنية والنايحة في بعض الروايات ولا يجوز اللطم على الوجه أو الصدر والخدش وجز الشعر بالنص والاجماع ولما فيه من السخط لقضاء الله كذا في المفاتيح وفي الجميع نظر ومن المتأخرين من ذهب إلى الكراهة في اللطم والجز ولا شق الثوب على غير الأب والأخ على المشهور وربما يخص بالرجل وعن أبي عبد الله (ع) لا ينبغي الصياح على الميت ولا شق الثياب وهي ظاهرة في الكراهة وروى خالد بن سدير عنه (ع) قال إذا شق زوج على امرأته أو والد على ولده فكفارته كفارة حنث يمين ولا صلاة لهما حتى يكفرا ويتوبا من خدشت المرأة وجهها أو جزت شعرها أو نتفته ففي جز الشعر عتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين أو اطعام ستين مسكينا وفي خدش الوجه إذا أدمت و في النتف كفارة حنث يمين والعمل بها مشهور إذ لا راد لها وإن كانت ضعيفة السند ومن ثم لم يثبت بها بعضهم إلا الاستحباب ومنهم المصنف في المفاتيح وذهب بعضهم إلى أن كفارة الجز مرتبة مثل كفارة الظهار وأما استثناء الأب والأخ فلما روي من فعل العسكري (ع) باب الهدية للميت يستحب الاهداء إليه ليلة الدفن بصلاة ركعتين يقرأ في الأولى بعد الحمد آية الكرسي وفي الثانية بعد الحمد القدر عشر مرات فإذا سلم قال اللهم صل على محمد وآل محمد وابعث ثوابها إلى قبر فلان نقلهما الكفعمي في مصباحه وابن فهد في موجزه وأسندها في المفاتيح إلى الخبر وفي القراءة روايتان أخريان ولم أقف منها إلا على ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله مرسلا قال لا يأتي على الميت ساعة أشد من أول ليلة فارحموا موتاكم بالصدقة فإن لم تجدوا فليصل أحدكم ركعتين يقرأ في الأولى بفاتحة الكتاب مرة وقل هو الله أحد مرتين وفي الثانية فاتحة الكتاب مرة والهيكم التكاثر عشر مرات ويسلم ويقول الدعاء ونقل صاحب البحار عن بعض كتب أصحابنا أنه يقرأ في الأولى بعد الفاتحة آية الكرسي مرة والتوحيد مرتين وفي الثانية بعد الحمد التكاثر عشرا ونقلها عن والده أيضا مع التصريح بأنه ليس في شئ من هذه الصلوات خبر يعتمد عليه من طرق أصحابنا وأنه لو أتى بصلاة على الهيئات المنقولة
(٣٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360