التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ٣١٧
إضافة التمثال إلى الجسد لا ينافي ثبوت الكراهة في غير ذوات الأجساد كما تقدم في كتاب الصلاة فإذا غيرت رؤسها أو عيونها أو سترت أو كانت فيما يوطئ كالفراش أو غير ذوات الأرواح كالورد والشجر وشبهه فلا بأس به بل هي أخف كراهة ويكنس البيت فعن أبي جعفر (ع) أنه ينفي الفقر والظاهر أن المراد بالبيت ما يرادف الدار ولا يؤوى التراب خلف الباب فإنه مأوى الشياطين كذا في النبوي و غيره وورد فيه أيضا بيت الشيطان من بيوتكم بيت العنكبوت وعن أمير المؤمنين (ع) أن تركه في البيت يورث الفقر ويتخذ في الدار شيئا من الدواجن شاة أو دجاجة أو حمامة أو هرة ونحوها ليلتهي به صبيان الجن فلا يعبثوا بصبيانه ولا يدخل بيتا مظلما إلا بسراج لنهي النبي صلى الله عليه وآله عنه وكراهته له في حديث الوصية وغيره ليلا كان أو نهارا للاطلاق والتقييد في بعضها بالليل لا يقتضي التخصيص و يسرج قبل الغروب فعن الرضا (ع) أسرج السراج قبل أن تغيب الشمس فإنه ينفي الفقر وينتقل من حر الصيف إلى داخل ومن برد الشتاء إلى خارج ليلة الجمعة تأسيا برسول الله صلى الله عليه وآله كما في بعض الروايات أو يومها كما في بعضها أو من الشتاء يوم الخميس ومن الصيف يوم الجمعة كما في بعض آخر وأما الانتقال من الصيف يوم الخميس ومن الشتاء يوم الجمعة فهو أعرف بمأخذه ويشبه أن يكون سهوا وينظف الفناء وهو بكسر الفاء المتسع أمام الدار وفي النبوي وغيره اكنسوا أفنيتكم و لا تشبهوا باليهود وعن الرضا (ع) كنس الفناء يجلب الرزق ويدعو عند دخول الدار والخروج عنها بالمأثور وهو اللهم لك خرجت ولك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت اللهم بارك لي في يومي هذا وارزقني فوزه وفتحه ونصره وطهوره وهداه وبركته واصرف عني شره وشر ما فيه بسم الله وبالله والله أكبر والحمد لله رب العالمين اللهم إني خرجت فبارك لي في خروجي وانفعني به إذا دخل منزله قال ذلك وروي في الخروج غير ذلك ويسرع في المشي إلى البيت عكس المشي إلى السوق ولا يمشي الرجل بين المرأتين ولو كانتا محرمين فورد أنه نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن ذلك وما قيل إن المراد المشي بينهما للتكبر كما كان عادة الجاهلية ففي غاية البعد ويترك الطريق إلى النساء لا يزاحمهن فيه ويميط الأذى عن الطريق فهي من أبواب الايمان ولا يختال في مشيه بهز الأطراف والتبختر فهو من آثار ذميمة الكبر وقد ورد النهي عنه بالخصوص في قوله (تع) لا تمش في الأرض مرحا والمرح هو الاختيال ويأخذ العصي في الكبر فهو سنة الأنبياء وعن النبي صلى الله عليه وآله من بلغ أربعين ولم يأخذ العصي فقد عصى وينصب بابا على الدار بل على كل بيت فهو أحرز ويغلق الباب ليلا ويخبئ المفتاح مسميا حين الغلق ميامنا أي مبتدئا به من جانب يمين الباب أو المراد الغلق باليد اليمنى باب المنام و المعتدل منه يمكن القوة والطبيعة من أفعالها بسبب احتباس الحرارة في الباطن ومن ثم يهضم الطعام هضومه الأربعة ويريح القوة النفسانية عما عرضها من اعياء وفرط تحلل وحقه أن يعرض نفسه أولا على الخلاء ليلا أو نهارا ثم يكون نومه على طهارة فلا ينام جنبا ولا من غير وضوء لعمومات الكون على الطهارة وما ورد عن أمير المؤمنين (ع) لا ينام المسلم وهو جنب ولا ينام إلا على طهور وأما التعليل بأن يبيت وفراشه كمسجده كما في رواية حفص بن غياث وما في معناها فغير ظاهر الشمول للنوم نهارا ولتكون رؤياه صادقة كما في رواية أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله (ع) الرؤيا الصادقة والكاذبة مخرجهما من موضع واحد قال صدقت أما الكاذبة المختلفة فإن الرجل يراها في أول ليله في سلطان المردة والفسقة وإنما هو شئ يخيل إلى الرجل وهي كاذبة مخالفة لا خير فيها وأما الصادقة إذا رآها بعد الثلثين من الليل مع حلول الملائكة وذلك قبل السحر فهي صادقة لا تختلف انشاء الله إلا أن يكون جنبا أو يكون على غير طهور ولم يذكر الله عز وجل حقيقة ذكره فإنها تختلف وتبطي على صاحبها فإن كان قد دخل فراشه وشق عليه الخروج للوضوء فليتيمم بغبار بساطه والمروي من دثاره وكان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا آوى إلى فراشه يعد الطهور والسواك للقيام و يكتحل ليلا قبل أن ينام بالأثمد بكسر الهمزة والميم وهو الكحل الأصبهاني ثلاثا في كل عين كما في بعض الروايات أو ثلاثا في اليمنى واثنتين في اليسرى كما في بعضها أو أربعا في اليمنى وثلاثا في اليسرى كما في آخر وورد في حديثه صلى الله عليه وآله عليكم بالأثمد عند مضجعكم فإنه يزيد مما في البصر وينبت الشعر أي في الجفن كما في حديث أبي عبد الله (ع) وورد في الاكتحال بالأثمد أيضا عنه وعن أبيه (ع) أنه يطيب النكهة ويشد أشفار العين ويذهب بالدمعة وفي مطلق الكحل أنه يعذب الريق ويزيد في المباضعة ويعين على طول السجود أما الأولان فلتقويته الأرواح الدماغية وأما الأخير فلشدة أشفار العين كما ذكر فإنها إذا كانت ضعيفة تتضب إليها الرطوبات عند السجود ويتأذى بذلك فيشق تطويله وعن أبي عبد الله (ع) أنه بالليل ينفع البدن وفي بعض نسخ الكافي العين وهو بالنهار زينة وأن ينوي القيام ليلا للعبادة فإن وفق له وإلا أثيب بنيته فلكل امرئ ما نوى كما مر وينبغي أن يجتهد له فإنه من مناجاة السر والخلوة بالحبيب وورد في مدح المتهجدين والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما وعن النبي صلى الله عليه وآله ركعتان في جوف الليل خير من الدنيا وما فيها ولولا أن أشق على أمتي لفرضتهما وطالب الدنيا إذا تقاعد عن تحصيل منافع يقدر على تحصيلها بأهون سعي ايثار اللذة الراحة والكسل يعظم حسرته عليها إذا فاتته ولا سيما إذا رأى أكفائه قد تسابقوا إليها فما أعظم حسرة من تقاصر عن مثل هذا الحظ العظيم يوم يرى السابقين إليه قد فازوا بجوائزهم وقد ذهبت عنه لذته الناقصة البتراء وبقيت عينه العبراء ويده الصفراء والمعين عليه أمور وجودية وعدمية بعضها رفع للمانع وبعضها ايجاد للمقتضي أحدها أن لا يكثر الأكل ولا سيما من الأغذية الغليظة ليكثر شرب الماء بسبب الالتهاب فيكثر النوم بسبب غلبة الرطوبة واعياء الطبيعة واستعانتها على الهضم بطول النوم وقد سبق نقل كلام بعض المشايخ لمن على سفرته لا تأكلوا كثيرا فتشربوا كثيرا فترقدوا كثيرا فتحسروا كثيرا وثانيها أن لا يتكلف في أعماله بتعاطي أمور تعيي الأعضاء
(٣١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360