التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ١٦٨
في الاطلاق بل من القريب أن يكون السئول عنهما في الوضوء حيث إن الصوم مظنة المنع والتقبيل واللمس والملاعبة مع شرطين في الجميع أحدهما حركة الشهوة بها أو قبلها كما هو ظاهر الاطلاق خلافا لمن أطلق الكراهة كالمحقق ومن وافقه ولمن قيدها بحركة الشهوة بها كالمصنف في المفاتيح و غيره والآخر ظن عدم الامناء وإلا كان مستمنيا وفي الصحيح عن منصور بن حازم قال قلت لأبي عبد الله (ع) ما تقول في الصائم يقبل الجارية أو المرأة فقال أما الشيخ الكبير مثلي ومثلك فلا بأس وأما الشاب الشبق فلا لأنه لا يؤمن والقبلة إحدى الشهوتين وفيه عن الحلبي عنه (ع) أنه سئل عن رجل يمس من المرأة شيئا أيفسد ذلك صومه أو ينقضه فقال إن ذلك يكره للرجل الشاب مخافة أن يسبقه المني وفيه عن زرارة ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر (ع) أنه سئل هل يباشر الصائم أو يقبل في شهر رمضان فقال إني أخاف عليه فليتنزه عن ذلك إلا أن يثق أن لا يسبقه منية وفعل ما يوجب الضعف من دخول الحمام كما في صحيحة محمد بن مسلم واخراج الدم بالحجامة كما في صحاح الأعرج وابن سنان و الحلبي والكراهة فيهما معلقة فيها منطوقا ومفهوما على خشية الضعف ومقتضى ذلك كونها المناط فيعتبر فيهما التقييد ويطلق الحكم في كل مكان نحوهما في العلة المقتضية كالفصد وارتكاب المشقة الشديدة والاسهال والافراط في الجوع وغير ذلك وبل الثوب على الجسد لتظافر الأخبار في النهي عنه وانشاد الشعر في شهر رمضان ليلا أو نهارا وإن كان في أهل البيت (ع) كما في صحيحة حماد بن عثمان ولا يبعد كراهته فيه لغير الصائم أيضا وقد عرفت معنى الشعر فيما سبق ومن الأولى الامساك عن المفطر قبل مراعاة الوقت أولا وآخرا مع القدرة عليها تخلصا عن القضاء اللازم عليه يقينا أو احتياطا لو أنكشف تناوله في غير محله بعد الفجر أو قبل الغروب كما يأتي وفي نسخ ههنا اختلاف وأحسنها ما ذكر ولا بأس بمص الخاتم تسكينا للعطش وتطييبا للفم ويعدان من خواص الياقوت وفي صحيحة عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (ع) في الرجل يعطش في شهر رمضان قال لا بأس بأن يمص الخاتم وورد في صحيحة الحلبي عن أبي عبد الله (ع) أنه لا بأس بذوق المرق ومضغ الطعام للصبي وزق الطاير أي اطعامه بالفم والشيخ خص الرخصة بصاحبة الصبي أو الطباخ الذي يخاف فساد طعامه أو من عنده طاير إن لم يذقه هلك فأما من هو مستغنى عن جميع ذلك فلا يجوز له أن يذوق الطعام لرواية سعيد الأعرج عنه (ع) عن الصائم يذوق الشئ ولا يبلعه قال لا واستقرب المتأخرون الجمع بحملها على الكراهة وقد وقع حصر ما يضر الصائم في غيره في صحيحة محمد بن مسلم وغيرها وكذا لا يضر الاحتلام نهارا وروي أنه ليس له أن ينام حتى يغتسل ولا الطيب فإنه سنة وعن الحسن بن راشد أنه كان أبو عبد الله (ع) إذا صام تطيب بالطيب ويقول الطيب تحفة الصائم ولا ينافيه كراهة شم الرياحين فإن أحدهما غير الآخر وفي حديث أن عليا كره المسك أن يتطيب به الصائم ولا الاستنقاع في الماء للرجل ويكره للمرأة لرواية حنان بن سدير عن أبي عبد الله (ع) قال سألته عن الصائم يستنقع في الماء قال لا بأس ولكن لا يغمس رأسه والمرأة لا تستنقع في الماء لأنها تحمله بقبلها ومنهم من أوجب به القضاء عليها وربما تزاد الكفارة والرواية قاصرة عنهما باب الآداب المختصة والمشتركة وهي أن يستعد لشهر رمضان من شعبان بتخلية النفس عما ينبغي التخلي عنه لتسهل تحليتها بما ينبغي التحلي به كما تعد المقصود عمارتها بالزرع والغرس قبل الموسم بالتخليص والتنقية عن كل شوك وعشب وحصى وخزف وجلمود وغير ذلك حتى يدخل عليها موسم المطر وهي صالحة لما يقصد منها وذلك بالتوبة القالعة لآثار الذنوب وما يتبعها من رد المظالم واستحلال الخصوم والخروج عن التبعات وترك ما يمكن تركه من الشواغل العائقة عن تمام الاقبال والتوجه إلى العبادة ويدعو عند رؤية هلاله أول ليلة أو إلى ثلاث بشئ من المأثور وأوجب بعض المتقدمين الحمد لله الذي خلقني وخلقك وقدر منازلك وجعلك مواقيت للناس اللهم أهله علينا اهلالا مباركا اللهم ادخله علينا بالسلامة والإسلام واليقين والايمان والبر والتقوى والتوفيق لما تحب وترضى ويخصه عن سائر الشهور بزيادة الصدقة والتلاوة والدعاء فإنه لا يشبه رمضان شئ من الشهور والتماس ادراك فضايل ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر من قبول الأعمال وغفران الذنوب وإجابة الدعوات والتوفيق للخيرات وغير ذلك والاعتكاف لا سيما العشر الأواخر منه فإنها أفضل أوقاته حتى ورد أنه لا اعتكاف إلا في العشر الأواخر من شهر رمضان كما يأتي وأن يغض بصره فيه وفي كل صوم زيادة على سائر الأوقات ولو عبر عنه وعن الأفعال المعطوفة عليه بصيغ المصدر لكان أجود عن الاتساع في النظر إلى كل ما يذم عقلا ويكره شرعا وإلى كل ما يشغل القلب ويلهي عن ذكر الله مما متع الله به أزواجا زهرة الحياة الدنيا ويحفظ لسانه عن الكذب والغيبة والنميمة والشتم و الفحش وهو التصريح بالذمائم والجفا وهو الغليظ من القول والخصومة وهي لجاج في الكلام لاستيفاء حق ابتداء أو اعتراضا والمراء وهو الطعن في الكلام باظهار خلل أو طغيان والهذيان ومنه الخوض فيما لا يعنى والسؤل عما لا يهم وعن سائر آفات اللسان كما يأتي ويلزمه السكوت وهي من أحسن حالاته سيما إذا انضم إليه التفكر كما ورد في وصف أولياء الله أو يشغله بذكر الله و تلاوة القرآن وتعليم العلوم ونحوها وفي الخبر أن امرأتين صامتا على عهد رسول الله (ص) فأجهدهما الجوع والعطش من آخر النهار حتى كادتا أن تتلفا فبعثتا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله تستأذنانه في الافطار فأرسل إليهما قدحا وقال لهما قيئا فيه ما أكلتما فقاءت أحدهما نصفه دما عبيطا ولحما غريضا وقائت الأخرى مثل ذلك ملأتاه فتعجب الناس من ذلك فقال صلى الله عليه وآله هاتان صامتا عما أحل الله لهما و أفطرتا على ما حرم الله عليهما قعدت إحديهما إلى الأخرى فجعلتا تغتابان الناس فهذا ما أكلتا
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360