التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ٣٥٨
بالطرق المعتبرة ثم أهدى ثوابها إلى الميت فهو أحسن وورد أنه يصل إليه في قبره ثواب الصلاة والصيام والصدقة والحج والبر وكل عمل صالح يتبرع به عنه أخوه المؤمن أو ولده الطيب بعد موته ويكتب أجره للذي يفعله وللميت وفي صحيحتي عمر بن يزيد وحماد بن عثمان عن أبي عبد الله (ع) أن الميت ينفعه كل عمل صالح حتى أنه يكون في ضيق فيوسع عليه ويقال إن هذا بعمل ابنك فلان وبعمل أخيك فلان وفي رواية قلت فأشرك بين رجلين في ركعتين قال نعم وعن هشام بن سالم عنه (ع) قال قلت يصل إلى الميت الدعاء والصدقة والصلاة ونحو هذا قال نعم قلت أو يعلم من صنع ذلك قال نعم ثم قال يكون مسخوطا عليه فيرضى عنه وورد أيضا عنه (ع) كما سبق من عمل من المسلمين عن ميت عملا صالحا أضعف الله له أجره ونفع الله به الميت وينبغي لمن يذكر الميت أن يدعو له عند الذكر بالرحمة والمغفرة فورد أن الميت ليفرح بالترحم عليه والاستغفار له كما يفرح الحي بالهدية تهدى إليه وأن يسكت عن عوراته ويفشي محاسنه فورد لا تذكروا موتاكم إلا بخير وتقدم وعن النبي صلى الله عليه وآله اذكروا محاسن أمواتاكم وكفوا عن مساويهم باب زيارة القبر وهي مستحبة للرجل اجماعا فورد أنه كان رسول الله صلى الله عليه وآله يخرج في ملأ من الناس من أصحابه كل عشية خميس إلى بقيع المدنيين فيقول السلام عليكم يا أهل الديار ثلاثا رحمكم الله ثلاثا وعنه صلى الله عليه وآله زوروا القبور فإنها تذكر الآخرة و في رواية الموت وتدمع العين وترق القلب وأما للنساء ففي المعتبر والذكرى كراهتها لمنافاتها الستر و الصيانة وأدائها إلى الجزع والسخط لقضاء الله لضعفهن عن الصبر إلا مع الأمن والصون وبه يجمع بين ما ورد من أن فاطمة (ع) كانت تأتي قبور الشهداء في كل غداة سبت أو في كل جمعة مرتين والاثنين والخميس فتأتي قبر حمزة فتترحم عليه وتستغفر له وما ورد من قوله صلى الله عليه وآله لعن الله زائرات القبور وليكن الزاير في جلوسه عند القبر مستقبل القبلة واضعا يده على القبر داعيا بالمأثور اللهم ارحم غربته وصل وحدته و آنس وحشته واسكن إليه من رحمتك رحمة يستغني بها عن رحمة من سواك وألحقه بمن كان يتولاه وروي غير ذلك فورد في حديث محمد بن إسماعيل بن بزيع عن الرضا (ع) من أتى قبر أخيه المؤمن من أي ناحية كان فوضع يده عليه وقرء إنا أنزلناه في ليلة القدر سبع مرات أمن من الفزع الأكبر وورد في بعض رواياته اشتراط الاستقبال أيضا وعن أمير المؤمنين (ع) زوروا موتاكم فإنهم يفرحون بزيارتكم وليطلب أحدكم حاجته عند قبر أبيه وعند قبر أمه بعد ما يدعو لها وظاهر تفكيك الأبوين ترتب الأثر على الدعاء عند كل منهما إذا كانا متفرقين وقوله أبويه بعد الدعاء لهما ظاهر في اشتراط الاجتماع فهو من الايجازات المخلة وورد عن النبي صلى الله عليه وآله من زار قبر أبويه أو أحدهما يوم الجمعة كتب الله له حجة مبرورة ويتأكد ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس وليلبث ثمة ساعة أي جزءا من الزمان ايناسا له فورد في عدة روايات من الطريقين أن الميت يعلم بالزائر ويأنس إليه ويفرح به ويستوحش لانصرافه وأما ما ورد من أن المؤمن لا يستوحش فالمنفي فيه الاستيحاش المطلق وهو لا ينافي ثبوته من حيثية خاصة وفي كل هذه إشارات إلى بقاء النفوس الناطقة بعد خراب الأبدان وهو مذهب أكثر العقلاء من المليين والفلاسفة ولم يحك الخلاف فيه إلا عن القائلين بأن النفس هي المزاج أو الدم وأمثالهم ممن لا يعبأ بهم وأن لها في برزخها تلذذا وتألما وهذا أيضا مما نقل عليه اجماع أكثر أهل الملل في الجملة ولم ينكره من المسلمين إلا شرذمة قليلون وفي شواهد الكتاب والسنة المتواترة في المقامين ما يقطع العذر وفي كثير منها دلالة على معاودتها إلى هذه الأبدان أولا تامة أو ناقصة ثم تعلقها بأبدان مثالية مشابهة لها تسهل عليها الحركات الصعودية والنزولية مع بقاء نوع التفات لها إلى الأبدان الأصلية وإن تفرقت أجزاؤها وليس في شئ من ذلك ما يخالفه العقل ولا يتوقف القول به على القول بتجرد النفس بل يستقيم على عدمه أيضا كل ذلك أن كان ممن محض الايمان محضا أو محض الكفر محضا وأما الباقون فيلهى عنهم كما استفاضت به الأخبار كتاب الفرائض بسم الله الرحمن الرحيم الفرائض جمع فريضة من الفرض بمعنى القطع أو التقدير أو الايجاب وورد في النبوي تعلموا الفرايض فإنها من دينكم وأنه نصف العلم باب الأسباب الموجبة للإرث والطبقات المرتبة للورثة سبب الإرث أمور ثلاثة بالضرورة من الدين النسب والزوجية الدائمة والولاء ومن عبر عن الأسباب بالموجبات حصرها في قسمين النسب والسبب ثم فصل السبب بالزوجية والولاء وما هنا أثبت لأن النسب أيضا من الأسباب واستعمال اللفظ الواحد في معنيين متغايرين مما يحترز عنه في مثل هذا المورد والنسب هو الاتصال بالولادة شرعا بانتهاء أحدهما إلى الآخر كالعمودين أو بانتهائهما إلى ثالث كالأخوة وفي تقييد الزوجية بالدائمة احترازا عن المنقطعة فإنها لا توجبه مطلقا في شئ من الطرفين على المشهور وقيل إلا مع الشرط ولا يخلو من قوة وقيل بل يتوارثان مطلقا وقيل إلا مع الشرط والأكثر على أنه يشترط فيها أيضا الدخول إن كانت منكوحة في مرض موته كما مر في النكاح والنصوص به مستفيضة سليمة عن المعارض معتبرة الأسانيد كما اعترف به في المفاتيح واهماله في الكتاب في الموضعين عجيب وفي حكم الزوجة المطلقة في مرض الموت ما بينه وبين سنة ما لم تتزوج كما سبق والولاء بفتح الواو أصله الدنو وهو علاقة بينهما توجب الإرث بغير النسب ولا زوجية وذو النسب على طبقات مترتبة يتشارك أهل كل طبقة في الإرث ولا يرث أحد من أهل الطبقة التالية إلا بعد فقد أهل الأولى جميعا أقر بها الأبوان من غير ارتفاع كما في غيره والأولاد ذكورا أو إناثا واحدا أو متعددا وإن نزلوا بشرط الترتيب الأقرب إلى الميت فالأقرب إليه و الصدوق قدم الأبوين على أولاد الأولاد فلم يورثهم معهما أو مع أحد منهما وهو شاذ ثم الأجداد والجدات لأب أو لأم أو لهما وإن علوا مرتبين الأقرب فالأقرب الإخوة والأخوات كذلك وأولادهم مع فقدهم وإن نزلوا كذلك مرتبين والصدوق أيضا شرك الجد مع أولاد الأولاد والجد للأب مع الأب والجد للأم مع الأم وابن الجنيد الجدين والجدتين مع الأبوين والبنت وفي بعض الروايات أن رسول الله صلى الله عليه وآله أطعم الجدة مع وجود ولدها السدس ولم يفرض الله لها شيئا ونقل ثقة الاسلام في الكافي اجماع العصابة أن منزلة الجد
(٣٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360