التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ٣١٥
في الدهور الغابرة وهو الديباج التستري المضروب به المثل في كلمات الأدباء فالظاهر أنها خارجة عن هذه المناهي وإن كانت أنعم من الإبريسم وأغلى ثمنا وصدق عليها الاسم على بعض الوجوه ولا الأسود فورد أنه كان رسول الله صلى الله عليه وآله يكره السواد إلا في ثلاث الخف والعماء والكساء فيخصص به ما روي عن أبي عبد الله (ع) أنه لباس أهل النار بل يختار الأبيض فعن النبي صلى الله عليه وآله البسوا البياض فإنه أطيب وأطهر والنظيف فإنه ورد عن أبي عبد الله (ع) الثوب النقي يكبت العدو وعن أمير المؤمنين (ع) النظيف من الثياب يذهب الهم والحزن وهو طهور للصلاة ويقصر الثياب فورد أنه نظر أمير المؤمنين (ع) إلى فتى مرخ إزاره فقال يا بني ارفع إزارك فإنه أبقى لثوبك وأنقى لقلبك وفي اسباله إلى ما تحت الكعب وعيد بالنار رواه أبو عبد الله (ع) عن أبيه (ع) قال ما جاوز الكعبين ففي النار بل المستحب للرجل أن يرفع ثيابه لا يجرها كما ورد عنه (ع) قال إن عليا كان عندكم فاشترى ثلاثة أثواب بدينار القميص إلى فوق الكعب والإزار إلى نصف الساق والرداء من بين يديه إلى ثدييه ومن خلفه إلى ألييه ثم قال هذا اللباس الذي ينبغي للمسلمين أن يلبسوه قال والله يقول وثيابك فطهر قال وثيابك ارفعها ولا تجرها وينبغي أن ينوي بها ستر العورة كما ينوي بالأكل التقوي للعبادة وإن ضم إليه التزين لتودد المسلمين وأن يرى نعمة الله عليه كان أكمل فعن أمير المؤمنين (ع) إن الله جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر النعمة على عبده وهو من التحديث الفعلي ويبدئ بالأيمن في لبس كل شئ حتى الخف والنعل وبالأيسر في النزع وهما من السنة ويفتتح اللبس بالتسمية كما في كل مفتتح و كيلا يكون للشيطان فيه شرك ويختتم بالتحميد وفي بعض النسخ ويدعو بالمأثور وهو بسم الله وبالله اللهم اجعله ثوب يمن وتقوى وبركة اللهم ارزقني فيه حسن عبادتك وعملا بطاعتك وأداء شكر نعمتك الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في الناس وروي غيره لكنها جميعا عند لبس الجديد فيشبه أن يكون هو المراد بالافتتاح والظرف الأخير متعلقا بالأفعال الثلاثة ويلبس السراويل قاعدا كيلا يصيبه آفة ولا غم ويوقي وجع الخاصرة ويبدء بلبس القميص قبل السراويل فإنه لبس الأنبياء (ع) ويلبس الخشن فورد عن أمير المؤمنين (ع) في حديث الأربعمائة من رق ثوبه رق دينه إلا إذا نسب إلى الرياء فمعتاد أهل الزمان فورد أنه قيل لأبي عبد الله (ع) إن عليا (ع) كان يلبس الخشن ونرى عليك اللباس الجيد فقال إنه كان يلبس ذلك في زمان لا ينكر ولو لبس مثل ذلك اليوم لشهر به وفي أخرى لقال الناس أنه مراء فخير لباس كل زمان لباس أهله ويلبس أخشن ثيابه إذا أراد الصلاة فعن أبي عبد الله (ع) إنا إذا أردنا أن نصلي لبسنا أخشن ثيابه وليكن ذلك على البدن تحت الثياب التجمل جمعا بينه وبين ما ورد من لبس أجود الثياب في الصلاة وفي بعض الأخبار ما يرشد إليه أو يكون الأول مختصا بالخلوات والأخير بالمحاضر ولا ينزع حتى يرقع و وإن كان ذا سعة تأسيا بالأئمة (ع) وفي حديث عايشة فيما أوصاها رسول الله صلى الله عليه وآله عليك بعيش الفقراء وإياك ومجالسة الأغنياء ولا تنزعي درعك حتى ترقعيه وهو من تقدير المعيشة وروافع الكبر ويكسى المنزوع فقيرا ليكون في ضمان الله وحرزه وخيره تعالى ما واره حيا وميتا وفي رواية أخرى ما دام عليه سلك ولا يبيع ما عبد الله (تع) فيه أخص عبادة كثوبي الاحرام بل يعدهما لكفنه ولا بأس بتكثير الثياب يلبس كلا في محله اللائق ولا يبتذل ثوب صونه فإنه من السرف فعن إسحاق بن عمار قلت لأبي عبد الله (ع) يكون للمؤمن عشرة أقمصة قال نعم قلت عشرون قال نعم قلت ثلاثون قال نعم ليس هذا من السرف إنما السرف أن تجعل ثوب صونك ثوب بذلتك وفي غيرها أنه من أدناه ويطوي الثياب إذا خلعها فإنه من إتقان المعيشة وعن أبي الحسن (ع) طي الثياب راحتها وهو أبقى لها ولا سيما بالليل فعن أبي عبد الله (ع) اطووا ثيابكم بالليل فإنها إذا كانت منشورة لبسها الشياطين بالليل ويتعمم ففي النبوي العمايم تيجان العرب وفيه الوقار ففي تتمته إذا وضعوا العمايم وضع الله عزهم وفي آخر اعتموا تزدادوا حلما ويرسل ذيليه من بين يديه ومن خلفه إلا أنه يجعل للذيل بين الكتفين أقصر مما يرسل إلى صدره قدر أربع أصابع كما عمم رسول الله صلى الله عليه وآله عليا (ع) بيده ثم قال هكذا تيجان الملائكة ويستجد أي يلبس ثيابه الجديدة ليلة الجمعة أو يومه فإنه أبرك الأيام ويندب فيه التزين وتجويد الثياب كما سلف ويلبس ما أصاب فهو من السنة ما لم يكن شهرة ويتختم فعن أبي عبد الله (ع) من السنة لبس الخاتم وليكن في يمينه وورد في اليسار أيضا وفي أخرى إن شئت في اليمين وإن شئت في اليسار وهما يحتملان التقية وبالفضة فإنه أيضا من السنة ففي الصحيح أنه كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وآله من ورق دون الذهب للرجال والحديد مطلقا فإن الأول حرام عليهم في الدنيا وهو زينة المؤمنين في الآخرة كما سبق والثاني لباس أهل النار وما طهرت كف فيها خاتم حديد وورد اختيار اليواقيت والزمرد والعقيق والفيروزج والجزع اليماني وينفض الخف قبل اللبس توقيا عن آفة فيه وورد أنه لبس رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم إحدى خفيه وقرب الأخرى ليلبسها فانقض عليها طائر فلقفها فلما حلق بها ألقاها فانسابت منها حية وروي أنه كان شقراقا ويقعد في لبسه ونزعه فإنه أروح لا سيما إذا كان ضيقا ويحتفي أحيانا تواضعا فيخص عمومات الأمر بالتنعل بغالب الأحوال ويلبس النعل الأصفر فهو يوجب السرور حتى يبليه لأن الله (تع) يقول صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ويجلو البصر ويشد الذكر وهو من لباس النبيين دون الأسود فإنه يورث غما فيما مضى وهما فيما يستقيل ويضعف البصر ويرخي الذكر وهو مع ذلك من لباس الجبابرة كما ورد بخلاف الخف فإن السنة الهاشمية فيه الأسود ولا سيما في الحضر وورد في السفر رخصة الأحمر ويبدء في لبسه باليمين وفي خلعه باليسار كما سبق وهو من السنة باب الطيب بكسر الطاء وهو من السنة الوكيدة وثاني
(٣١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360