التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ٣١٠
الغرور ويعرف الصدق فيه بأن لا تمتد يده إلى الأكل إلا وهو جائع ولا تنقبض عنه إلا وهو جائع لأن الشبع يفتر عن الطاعة ويحرك إلى المعصية وأن يقدمه على الصلاة إذا حضرا معا إن آمن فوتها لئلا يبرد الطعام أو يتشوش أمره فتنتقص فيه الرغبة ولا يلتفت القلب إليه عند الأكل فإن ذلك لا يخلو من ازراء بالنعمة وامتهان لها فالمحذور الأخير عدم الالتفات أو هو الالتفات إليه في أثناء الصلاة إن قدمها فإن القلب لا يخلو عن الالتفات إلى الطعام الحاضر وإن لم يكن الجوع غالبا فتكون لا زائدة والجملة معطوفة على الجملة المنفية أو هي معطوفة على جملة النفي وأن يرضى بالموجود الحاضر من الرزق وأن لا يجتهد في التنعم وطلب الزيادة فكل ما يديم الرمق ويدفع أذى الجوع ويقوى على العبادة فهو خير كثير ولا يكثر الأكل بل يمسك عنه قبل افراط الشبع فإنه الدواء الذي لا داء فيه كما مر وعن أبي عبد الله (ع) إن البطن إذا شبع طغى وعن أبي جعفر (ع) ما من شئ أبغض إلى الله عز وجل من بطن مملوء وقد تقدمت بزيادة من حلال ويقتصر على الغذاء والعشاء كما أمر به أبو عبد الله (ع) من شكى إليه كثرة الأوجاع والتخم فقال تغذ وتعش ولا يأكل بينهما شيئا فإن فيه فساد البدن أما سمعت الله تبارك و (تع) يقول لهم رزقهم فيها بكرة وعشيا ويجوع نفسه من غير افراط كما مضى في باب فوايد الجوع وفي الحديث النبوي جوعوا أنفسكم لوليمة الفردوس والوليمة طعام العرس أو كل طعام صنع لدعوة أو الخمس المأثورة الآتية ولا يأكل وحده فإنه من موجبات اللعن بل يكثر الأيدي على الطعام ولو من أهله وولده فورد عن النبي صلى الله عليه وآله اجتمعوا على طعامكم يبارك لكم فيه وهو يتحقق مع اتحاد القصعة أي الماعون ومع تعددها فإن اتحدت القصعة فهو أحب لتتزاحم الأيدي على الزاد وأبعد عن سيرة الجبابرة ولتكن كبيرة من خزف أو خشب فلا بركة للصغيرة ولا في الأجساد المنطرقة نحو الصفر والنحاس لما فيها من الزهومة وأن يتحرى فيه تطييب نفوس الرفقة ولا يطيل انتظارهم ولو بالصلاة كما تقدم في الصوم ولا يواكل الأشرار و الجهال ولا يشاربهم فهو يورث القسوة بل يواكل ويشارب الأتقياء والعلماء فهو يورث الحكمة والتأدب بحسن الأدب ويتبرك بأسآرهم فإنه يذهب درن القلب ويسمي الله (تع) في الابتداء لئلا يرافقه الشيطان فعن أبي عبد الله (ع) إن العبد إذا سمى قبل أن يأكل لم يأكل معه الشيطان وإذا لم يسم أكل معه الشيطان والأحب عند تعدد الألوان التسمية في كل لون لرواية داود بن فرقد عن أمير المؤمنين (ع) ضمنت لمن سمى على طعام أن لا يشتكي منه فقال ابن الكوا يا أمير المؤمنين لقد أكلت البارحة طعاما فسميت عليه فآذاني قال فلعلك أكلت ألوانا فسميت على بعضها ولم تسم على بعض قال نعم قال من هنا أتيت يا لكع بل إذا اختلفت الآنية فليسم على كل إناء وإن اتحد اللون وإعادة التسمية إذا قطعها بالكلام ثم عاد إلى الطعام وفي معنى الكلام سائر القواطع إلا أنه مورد النص خاصة والأحب من الجميع أن يسمي في كل لقمة حتى لا يشغله الشره عن ذكر الله وفي حديث أمير المؤمنين (ع) ما اتخمت قط لأني ما رفعت لقمة إلى فمي إلا سميت و يجهر بها تذكيرا للغير أو يسر ايثارا لعبادة السر وإذا نسي التسمية في الابتداء قال عند الذكر بسم الله على أوله وآخره وورد أنه إذا سمى واحدا أجزأ عن الجماعة ويدعو قبل الأكل بالمأثور وهو اللهم إن هذا منك ومن فضلك وعطائك فبارك لنا فيه وسوغناه وارزقنا خلفا إذا أكلنا ورب محتاج إليه رزقت فأحسنت اللهم اجعلنا من الشاكرين وروي غير ذلك ولا يعيب مأكولا وإن كان غير موافق فإنه من كفران النعمة ويبغض على الحاضرين بل إن أعجبه أكله وإلا تركه كما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وآله ولا يأكل من آنية ذهب ولا فضة ولا مفضضة للنهي المحمول على التحريم في الأولين اجماعا وحيث يحرم الأكل يحرم المأكول إذ لا معنى لحرمة المأكول إلا حرمة أكله والأحوط اجتنابهما مطلقا فورد في النبوي وغيره آنية الذهب والفضة متاع الذين لا يوقنون وعن أبي جعفر (ع) أنه نهى عن آنية الذهب والفضة وأما الأخير فالمشهور فيه الكراهة ويأتي في الباب الآتي و اعلم أن في عبارة الأصل تماوتا لأن الذهب والفضة جنسان يضاف إليهما الآنية مثل خاتم حديد بخلاف المفضضة فإنها صفة وفي صحة الإضافة إليها منع معروف في فنه مع ما في الإضافات من التفكيك وكذا لو أعربته صفة إلا أن تعرب كلها أوصافا وأيضا لو عبر بلفظ الإناء مفردا لكان أجود ولا يجوز الأكل على مائدة يشرب عليها مسكر خمرا أو غيرها فورد في موثقة عمار عن أبي عبد الله (ع) أنه يحرم به المائدة وإنما يحرم ما دام يشرب لا قبل الشرب ولا بعده ومن الحقوق أن يأكل بيمينه وحدها لا شماله كما يأتي ولا كلتيهما إلا في العنب والرمان ولا الملعقة إلا مع العذر وبثلث أصابع الإبهام والتي تليها والوسطى بل بأصابعه أجمع وهو الهرت أكلة أمير المؤمنين (ع) لا باثنتين كما تفعله الجبابرة المستخفون بالنعمة وورد أنه أكل الشيطان ولا يتجاوز عما يليه إلا في أكل الثمار ففي النبوي أنه كان يأكل الثريد ومعه أعرابي فجعل الأعرابي يأكل من هنا ومن هنا فأخذ صلى الله عليه وآله بيده ووضعها أمامه وقال كل مما يليك فإنه طعام واحد ثم رفعت القصعة وأتى بطبق من رطب فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله يلتقط منها ويجول في الطبق والأعرابي يأكل مما يليه فأخذ بيده و أدارها في الطبق وقال التقط فإنه طعام مختلف ولا يأكل جنبا فهو يورث الفقر ولا من ذروة القصعة فإن الذروة فيها البركة ولا من وسطها بل من جوانبها ولا بالشمال ويكره بها سائر التناولات أيضا إلا مع الضرورة ويحضر على المائدة البقل فهو يحضر الملائكة ويطرد الشيطان وفي رواية لكل شئ حلية وحلية الخوان البقل والخل فهو ينفي الفقر ويشد الذهن ويزيد في العقل ويسكن المرار وينير القلب وكان أجب الأصباغ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وورد في النبوي وغيره ما أفقر بيت فيه الخل
(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360