التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ١٥١
كما في المفاتيح ويشبه تخصيص الرواية بموردها كما قرره في الوافي ويكون المراد بوجوب الزكاة وحول الحول برؤية الهلال الثاني عشر الوجوب والحول المريد الفرار يعني لا يجوز الفرار حينئذ لا استقرار الزكاة في المال بذلك كيف والحول معناه معروف والأخبار باطلاقه مستفيضة ولو حملناه على معنى استقرار الزكاة فلا يجوز تقييد ما ثبت بالضرورة من الدين بمثل هذا الخبر الذي فيه ما فيه وإنما يستقيم بوجوه من التكلف وبشرط بلوغ المالك وعقله وحريته وتمكنه من التصرف في النصاب في الجميع فهنا قيود ثلاثة أ التكليف فلا تجب على الصبي ولا المجنون مطلقا خلافا لمن خصه بالمطبق وأوجب على ذي الأدوار حال إفاقته مطلقا ومنهم من اشترط الكمال فيه طول الحول وهو مطالب بدليله ب الحرية فلا يجب على العبد مطلقا أما على القول بأنه لا يملك فظاهر لأن الزكاة إنما تجب على المالك بل لا وجه لاشتراط الحرية حينئذ وأما على القول بتملكه مطلقا أو على بعض الوجوه فلصحيحة عبد الله بن سنان وحسنته خلافا لمن أوجبها حينئذ ولا فرق بين القن والمكاتب مطلقا مشروطا أو مطلقا مطلقا ومنهم من أوجب عليه إذا تحرر منه شئ ويدفعه عموم ما ورد في السقوط عن مال المكاتب ج التمكن من التصرف فلا زكاة في الممنوع منه شرعا كالمرهون أو قهرا كالمغصوب والمجحود إذا لم يمكن تخليصه ولو ببعضه فيجب في الباقي وورد في أمر الزكاة من التشديد ما ورد ففي الحسن عن أبي عبد الله (ع) ما من أحد يمنع من زكاة ماله شيئا إلا جعل الله عز وجل ذلك يوم القيامة ثعبانا من نار مطوقا في عنقه ينهش من لحمه حتى يفرغ من الحساب ثم قال وهو قول الله تعالى سيطوقون ما بخلو به يوم القيامة والإشارة إما إلى الشئ الممنوع أو إلى المنع وفي لوايح الكتاب والسنة ما يؤيد الوجهين والآية محتملة لهما أيضا وليس في شئ منهما خروج عن طور العقل كما حسبه من زعم أنه من باب انقلاب الحقايق الذي قام البرهان على امتناعه فاضطر إلى الدخول في باب التأويل وقلب كثير من الظواهر السمعية عن حقايقها إلى معنى التجوز والتمثيل والوجه أنه ليس إلا من باب تبدل الصور على الحقيقة الواحدة الذي لا سبيل إلى انكاره لقيام البرهان على امكانه والاشتباه إنما نشاء من عدم الفرق ولنقتصر في توضيح المرام على تلخيص الكلام لبعض الإلهيين وهو أن الحقيقة الواحدة تظهر في البصر بالصورة المعينة المكتنفة بالعوارض المادية وملازمة وضع معين من محاذاة وقرب وعدم حجاب إلى غير ذلك وهي بعينها تظهر في الحس المشترك بصورة تشابهها من غير تلك الشرايط وهي في الحالتين تقبل التكثر بحسب الأشخاص كصورة زيد وعمرو وبكر ثم تظهر تلك الحقيقة في العقل بحيث لا تقبل التكثر وتصير الأفراد المتكثرة في الصورة المبصرة والمتخيلة متحدة في الصورة العقلية ثم الصور العقلية متفاوتة في قبول التكثر فإن صور الأنواع من حيث خصوص نوعيتها متكثرة ومن حيث خصوص جنسيتها واحدة وهكذا إلى جنس الأجناس تتحد في صورتها جميع أنواعها لكن تمتاز عن جنس آخر مقابله وإذا اعتبرت من المفهومات ما يشمل جميع الحقايق والاعتبارات لتحد الكل في صورته كالشئ والممكن العام فإذا تحققت ذلك تحددت أن الصورة ولو عقلية غير الحقيقة بل هي ملابسها المختلعة عليها باختلاف المشاعر والمدارك ثم إن تلك الحقيقة مع وحدتها الذاتية قد تظهر في صور متكثرة متخالفة الحكم كصور الأشخاص وقد تظهر في صورة واحدة كالصورة العقلية وكما أن المختلفين بالصورة في موطن قد يتحدان فيها في موطن آخر فقد تتعاكس الصورتان في الموطنين فيظهر هذا بالصورة التي كانت للآخر والآخر بالصورة التي كانت لهذا كالفرح الظاهر في الرؤيا بصورة البكاء ونحو ذلك من الأمور المعلومة بممارسة التعبير ومحصل هذا أن الحقيقة مغايرة لجميع الصور التي تتجلى فيها على المشاعر الظاهرة والباطنة مغايرة من حيث الذات وأنها من حيث ذاتها قابلة للظهور بصور مختلفة الأحكام وأن جميع الصور التي تظهر هي بها متساوية بالنسبة إليها وليس بعضها أولى بها من البعض في حد ذاتها بل إنما يخصص تلك الصور وبعينها لها أحكام المواطن والمشاعر فالعلم حقيقة واحدة تظهر في موطن اليقظة بصورة عرضية محتجبة عن الحس وهي بعينها تظهر في موطن الرؤيا بصورة جوهرية محسوسة أعني صورة اللين وكما أن الظاهر على المدارك الباطنة في اليقظة حقيقة العلم كذلك الظاهر على المشاعر في الرؤيا حقيقة العلم إلا أنه يتجلى في كل موطن بصورة يعينها لها ذلك الموطن ثم إن المحجوب المنغمس في أحكام الطبيعة الذي لا يعرف الحقايق إلا بصورها المألوفة للطبيعة ينكر الحقيقة عند تبدل الصورة ولا يعرفها لتحولها في ملابسها لكن العارف الدراك الذي له نفس قوية لا يصير مغلوبا بأحكام خصوصيات المواطن ولا يحجبه حكم موطن عن أحكام المواطن الأخر بل يعرفها في سائر ملابسها وهذه النكتة مرقاة إلى الاطلاع على أسرار نفيسة من جملتها حقيقة الانطباق بين العوالم فإنها بأسرها صور لحقيقة واحدة متخالفة من جهة تخالف أحكام المواطن التي تشترطها النفس في مدارج صعودها وهبوطها والمدارك التي هي مقتضى تلك المواطن بل تطلع بها على حقيقة العوالم فإنها صور تظهر على النفس في مواطنها وينكشف عليك أسرار غامضة من أحوال المبدأ و المعاد من ظهور الواحد في الكثرات وظهور الأعمال والأخلاق الظاهرة في النشأة الدنيوية بالصور الخاصة وفي النشأة الأخروية بالصور التي تقتضيها أحكام تلك النشأة كما فصل
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360