التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ١٨٧
وأسئلك باسمك الذي يهتز به عرشك وأسئلك باسمك الذي تهتز له أقدام ملائكتك وأسئلك باسمك الذي دعاك به موسى من جانب الطور فاستجبت له وألقيت عليه محبة منك وأسئلك باسمك الذي غفرت لمحمد صلى الله عليه وآله ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأتممت عليه نعمتك وأن تفعل بي كذا وكذا فإذا انتهى إلى باب الكعبة صلى على النبي ويقول فيما بين الركن اليماني والحجر الأسود ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ويقول في الطواف اللهم إني إليك فقير وإني خائف مستجير فلا تغير جسمي ولا تبدل اسمي ويدنو من البيت دون الشاذروان وهو ما خرج من جدرانه إلى المسجد وأصله بالدال المهملة فارسي ويجري عليه حكم البيت فإنه منه ويتفرع على ذلك عدم جواز مس الجدار حال المشي بيده بل يقف حال المس ثم يخرجها عن الشاذروان ويمشي ويقبل الحجر الأسود في كل شوط إن قدر وإلا فكما تقدم ويلتزم الأركان الأربعة كلها وأقله أن ينالها بيده سيما الركن اليماني والعراقي الذي فيه الحجر تأسيا وايجاب سلار استلام اليماني شاذ كمنع ابن الجنيد استلام الشامي ويدعو عند بلوغ الباب بالمأثور وهو سائلك فقيرك مسكينك ببابك فتصدق عليه بالجنة اللهم البيت بيتك والحرم حرمك والعبد عبدك وهذا مقام العايذ المستجير بك من النار فاعتقني ووالدي وأهلي وولدي وإخواني المؤمنين من النار يا جواد يا كريم ثم يصلي على النبي وآله وكلما بلغ الباب صلى عليهم وإذا بلغ حجر إسماعيل رفع رأسه إلى الميزاب ودعا بالمأثور وهو اللهم أدخلني الجنة وأجرني من النار برحمتك وعافني من السقم وأوسع علي من رزق الحلال وأدر عني شر فسقة الجن والإنس وشر فسقة العرب والعجم وفي الشوط السابع يقف بالمستجار وهو بحذاء الباب من خلف قريب الركن اليماني ويسمي الملتزم والمتعوذ أيضا فيبسط يديه على حايط البيت ويلزق به خده وبطنه يدعو بالمأثور وهو اللهم البيت بيتك والعبد عبدك وهذا مكان العايذ بك من النار ويذكر ذنوبه مقرا بها مستغفرا منها فإنه مكان لم يقر عبد لربه بذنوبه ثم استغفر إلا غفر الله له فإذا أكمل شوطه صلى ركعتي الطواف وينبغي أن يجتهد في الدعاء والاستجارة من النار بعد الصلاة ثم يأتي الحجر الأسود فيستلمه ويقبله أو يمسه بيده ويدعو كما ذكر وهو من مقدمات السعي ثم يأتي زمزم ويستقي منها بيده بالدلو الذي يلي الحجر ويشرب منه ويروي ويصب عليه ويدعو حين يشرب بالمأثور وهو اللهم اجعله علما نافعا ورزقا واسعا و شفاء من كل داء وسقم ثم يخرج إلى الصفا من بابه المقابل ويصعده ويقوم عليه بقدر قراءة سورة البقرة بترتيل وفي صحيحة معاوية بن عمار فاصعد إلى الصفا حتى تنظر إلى البيت وتستقبل الركن الذي فيه الحجر الأسود والظاهر كما قيل إن المراد الأمر بالصعود والنظر إلى البيت واستقبال الركن لا الصعود إلى أن ترى البيت لأن رؤية البيت لا تتوقف على الصعود ويحمد الله ويثني عليه ويذكر من آلائه وحسن ما صنع إليه ما قدر على ذكره ثم يكبر ويحمد ويهلل سبعا سبعا ويدعو بما يسنح وورد أنه ليس فيه شئ موقت وأفضله المأثورات وأخصرها اللهم إني أسئلك حسن الظن بك في كل حال وصدق النية في التوكل عليك ثم ينحدر من أعلاه ويقف على المرقاة الرابعة حيال الكعبة ويدعو بقوله اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وفتنته وغربته ووحشته وظلمته وضيقه وضنكه اللهم أظلني في ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك ثم ينحدر إلى السعي كاشفا عن ظهره ويدعو بقوله يا رب العفو يا من أمر بالعفو يا من هو أولى بالعفو يا من يثيب على العفو العفو العفو يا جواد يا كريم يا قريب يا بعيد أردد علي نعمك واستعملني بطاعتك ومرضاتك ثم يمشي متوجها إلى المروة والمسجد على يساره وعليه السكينة والوقار إلى المنارة الأولى فيسعى ملأ فروجه كما في حديث ابن عمار أي مبلغ قدرته وهي الهرولة وإنما تستحب للرجل دون المرأة وهي من الأربعة داعيا بقوله بسم الله والله أكبر وصل على محمد و أهل بيته اللهم اغفر لي وارحم وتجاوز عما تعلم وأنت الأعز الأكرم إلى المنارة الأخيرة عند زقاق العطارين فيقطع الهرولة ويمشي على سكون داعيا بقوله يا ذا المن والفضل والكرم والنعماء والجود اغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ويصعد المروة ويقوم عليها حتى يبدو له البيت ويطيله أيضا فورد عن أبي عبد الله (ع) من أراد أن يكثر ماله فليطل الوقوف على الصفا والمروة ويدعو كما في الصفا ويتضرع إلى الله ويبكي ولو مثل رأس الذباب ويجتهد في الدعاء فهذا شوط كامل ثم ينحدر من المروة متوجها إلى الصفا والمسجد على يمينه وهو الشوط الثاني فيتم سبعة أشواط كذلك فإذا أتمها قصر وخرج عن العمرة وتحلل عما أحرم منه كما تقدم ثم إذا أحرم من بطن مكة بالحج توجه إلى منى يوم التروية قبل أن يصلي الظهرين أو بعد على التخيير إلا الإمام فقيل لأن عليه ايقاعهما بمنى استحبابا مؤكدا وظاهر الشيخ وجوبه عليه وللمضطر و المريض وخائف الضغاط والزحام أن يتعجلوا بيوم أو يومين كما في المفاتيح وفي موثقة ابن عمار أو ثلاثة أيام ويستحب أن يكون حال توجهه على سكينة ووقار ذاكرا لله سبحانه داعيا بالمأثور وهو اللهم إياك أرجو وإياك أدعو فبلغني أملي وأصلح لي عملي فإذا أتاها دعا بقوله الحمد لله الذي أقدمنيها صالحا في عافية وبلغني هذا المكان اللهم إن هذه منى وهي مما مننت به علينا من المناسك فأسئلك أن تمن علي بما مننت به على أوليائك فإنما أنا عبدك وفي قبضتك وصل العشائين ليلة عرفة بها في مسجد الخيف وأفضله ما كان مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله في عهده منه وهو عند المنارة التي في وسطه إلى ثلاثين ذراعا من جوانبها والزيادة من الإلحاقات وفي الصحيح عن أبي عبد الله (ع) أن حد منى من العقبة إلى وادي محسر ويبيت بها إلى طلوع الفجر من يوم عرفة ويصليها بها ولا يخرج منها قبله إلا لضرورة كالمريض والخائف والمشهور فيه الكراهة وحرمه بعضهم ولا يجوز وادي محسر وهو حدها مما يلي المشعر إلا بعد طلوع الشمس وعلى الإمام أن يقيم بمنى إلى طلوع الشمس كما في صحيحة جميل و غيرها ويدعو عند توجهه إلى عرفات بالمأثور وهو اللهم إليك صمدت وإياك اعتمدت ووجهك
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360