التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ١٨٣
على ما يستثنى من لبس القميص وما عطف عليه مما لا يكاد يفرض له وجه استقامة إلا بتعسف شديد والحرير والقفازين للمرأة على الاحتياط ففي صحيحة عيص بن القاسم عن أبي عبد الله (ع) المرأة المحرمة تلبس ما شاءت من الثياب غير الحرير والقفازين والمشهور في الأول الكراهة وهو قرينة لها في الأخير أيضا لكن المشهور فيه التحريم وظاهر التذكرة والمنتهى الاجماع والقفاز كرمان شئ يعمل لليدين يحشى بقطن تلبسهما المرأة للبرد وتغطية الرأس للرجل اجماعا وكذا الأذن كما في المفاتيح وغيره لصحيحة عبد الرحمن قال سألت أبا الحسن (ع) عن المحرم يجد البرد في أذنيه يغطيهما قالا لا وتغطية الوجه للمرأة لأن احرامها في وجهها كما أن احرام الرجل في رأسه كما في النبوي وغيره وقد نقلوا الاجماع على جواز سدل ثوبها من فوق رأسها على وجهها إلى طرف أنفها وفي بعض الصحاح إلى الذقن وفي بعضها إلى نحرها مطلقا أو إذا كانت راكبة ومنهم من أوجب المجافات بخشبة ونحوها لئلا يصيب البشرة والنصوص خالية عنه والتظليل راكبا له على المشهور وخلاف ابن الجنيد شاذ ويجوز للمرأة والصبي وحالة النزول والمشي وقيل لا ينصب ثوبا فوق رأسه سايرا مطلقا والارتماس في الماء لهما أما إفاضة الماء على الرأس فجايز لهما كما ورد ويجوز اتيان هذه المحرمات كلها مع الاضطرار فإنها حينئذ من التسعة المرفوعة كما سبق وكلما غلب الله عليه فهو أولى بالعذر وإنما يخص بعضها باستثناء حال الضرورة تبعا للنصوص ويكره استعمال الحناء للزينة وقيل بتحريمه ولا يخلو من قوة ودخول الحمام وبها يجمع فيه بين ما دل على المنع والجواز ودلك الجسد فيه وفي غيره وفي صحيحة ابن عمار لا بأس أن يدخل المحرم الحمام ولكن لا يتدلك وفي صحيحة يعقوب بن شعيب يفيض الماء على رأسه ولا يدلكه وفي معنا هما غيرهما من دون معارض فالتحريم قوي كما هو ظاهر بعض المتأخرين باب الآداب وأكثرها من السنن وهي أمور كثيرة والأصل الأول اخلاص النية لله عز وجل عن كل شوب خصوصا عن الرياء والسمعة فإنهما فيه أقوى فعن أبي عبد الله (ع) من حج يريد به الله لا يريد به رياء وسمعة غفر الله له البتة وعنه (ع) الحج حجان حج لله وحج للناس فمن حج لله كان ثوابه على الله الجنة ومن حج للناس كان ثوابه على الناس يوم القيامة والتأدب بآداب السفر كما يأتي في باب السفر من كتاب المعيشة ولا سيما توسع الزاد وتطييبه وفي الحديث النبوي ما من نفقة أحب إلى الله من نفقة قصد ويبغض الاسراف إلا في حج أو عمرة وعن علي بن الحسين (ع) أنه كان إذا سافر إلى مكة للحج أو العمرة تزود من أطيب الزاد من اللوز والسكر والسويق المحمض والمحلى وطيب الكلام ولينه وخفض الجناح مع الرفقة والصبر على أذى الجمال والمكاري ما استطاع فورد عن النبي صلى الله عليه وآله بر الحج طيب الكلام واطعام الطعام وليس للحج المبرور جزاء إلا الجنة وعدم المماكسة في الكري وفي ثمن الأضحية وهما من الأربعة التي لا يماكس فيها ولا الاغتنام بالانفاق بالجزيل وبما أصيبه في المال فدرهم منه بعد سبعمائة درهم في غيره من وجوه سبيل الله وفي رواية مائة ألف وفي أخرى ألفي ألف وأن تكون النفقة حلالا فورد أن من حج بمال حرام نودي عند التلبية لا لبيك عبدي ولا سعديك وفي آخر خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وآله من اكتسب مالا حراما لم يقبل الله منه صدقة ولا عتقا ولا حجا ولا اعتمارا وأن تكون اليد خالية عن تجارة تشغل القلب وتفرق الهم وما ورد في اجزاء حج المتاجر موجه إما بالتقييد باعتبار الوصف إن اعتبر تقييديا أو أن الاجزاء في ظاهر الشريعة كثيرا ما يتحقق مع فوات الكمال المستلزم للقبول كما تقدم نظيره وأن يكون القلب مطمئنا عن ذكر الأهل والأولاد وكل شاغل منصرفا عن جميع ذلك إلى ذكر الله وتعظيم ما يشاهد من شعائره فإنه من تقوى القلوب محضرا عند كل حركة وسكون من الأفعال والتروك الموظفة متذكرا به أمرا أخرويا يناسبه كما في مصباح الشريعة قال أبو عبد الله (ع) إذا أردت الحج فجرد قلبك لله (تع) من كل شاغل وحجاب حاجب وفوض أمورك كلها إلى خالقك وتوكل عليه في جميع ما تظهر من حركاتك وسكناتك وسلم لقضائه وحكمه وقدره وودع الدنيا والراحة والخلق وأخرج من حقوق تلزمك من جهة المخلوقين ولا تعتمد على زادك وراحلتك وأصحابك وقوتك وشبابك ومالك مخافة أن يصير ذلك عدوا ووبالا فإن من ادعى رضا الله واعتمد على ما سواه صيره عليه وبالا وعدوا ليعلم أنه ليس له قوة ولا حيلة ولا لأحد إلا بعصمة الله وتوفيقه فاستعد استعداد من لا يرجو الرجوع وأحسن الصحبة وراع أوقات فرايض الله وسنن نبيه صلى الله عليه وآله وما يجب عليك من الأدب والاحتمال والصبر والشكر والشفقة والسخاوة وايثار الزاد على دوام الأوقات ثم اغسل بماء التوبة الخالصة ذنوبك والبس كسوة الصدق والصفا والخضوع والخشوع وأحرم من كل شئ يمنعك عن ذكر الله ويحجبك عن طاعته ولب بمعنى إجابة صادقة صافية خالصة زاكية لله سبحانه في دعوتك متمسكا بالعروة الوثقى وطف بقلبك مع الملائكة حول العرش كطوافك مع المسلمين بنفسك حول البيت وهرول هربا من هواك وتبرأ من حولك وقوتك وأخرج من غفلتك وزلاتك بخروجك إلى منى ولا تتمن ما لا يحل لك ولا تستحقه واعترف بالخطايا بعرفات وجدد عهدك عند الله بوحدانيته وتقرب إليه واتقه بمزدلفة واصعد بروحك إلى الملأ الأعلى بصعودك على الجبل واذبح حنجرة الهوى والطمع عنك عند الذبيحة وارم الشهوات والخساسة والدنائة والذميمة عند رمي الجمار واحلق العيوب الظاهرة والباطنة بحلق شعرك وادخل في أمان الله وكنفه وستره وكلائته من متابعة مرادك بدخول الحرم ودر حول البيت متحققا لتعظيم صاحبه ومعرفة جلاله وسلطانه واستلم الحجر رضا بقسمته وخضوعا لعزته وودع ما سواه بطواف الوداع واصف سرك وروحك للقائه يوم تلقاه بوقوفك على الصفا وكن بمرأى من الله تقيا عند المروة واستقم على
(١٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360