التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ٣٤٤
المؤمن من علة أو ذلة أي غالبا والترديد لمنع الخلو فلا بد وأن يبتلى ولو في كل أربعين يوما بما يزكيه ولو بعثرة أو اختلاج عين فإنه زكاة البدن كما مر في كتاب الزكاة ويسترجع في المصيبة فورد وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة ويذكر الله بالمأثور وهو الحمد لله الذي لم يجعل مصيبتي في ديني والحمد لله الذي لو شاء أن تكون مصيبتي أعظم مما كانت لكانت والحمد لله على الأمر الذي شاء أن يكون فكان و كذا كلما ذكرها فعن أبي عبد الله (ع) من ذكر مصيبته ولو بعد حين فقال إنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين اللهم أجرني على مصيبتي واخلف علي أفضل منها كان له من الأجر مثل ما كان أول صدمه ويئن المريض أنينا خفيفا يخف به بعض ما به وورد أن آه اسم من أسماء الله وأن أنين المريض آه دعاء ويعصب الرأس أي يشده بالعصابة بكسر الفاء وهو مما يردع المادة عن تصاعدها إلى الدماغ وينام أي يتمدد على الفراش استعانة على الصبر على ما به و توقيا عن التشدد والتجلد للبلاء فإن فيه رائحة من مقاومة القهر الإلهي أو الأول علة للنوم والثاني لاختيار الفراش والمعنى الاحتراز عن النوم على الأرض لأنه يوجب اشتداد البلاء أي توجع الأعراض المريضة ويستشفى بالذكر ومن المأثور فيه يا رب يا رب عشر مرات والدعاء فإنه شفاء من كل داء كما سبق في بابه والصلاة يصليها المريض أو أمه وقد روي عن الصادقين صلوات الله عليهم أذكار وأدعية وصلوات كثيرة للعافية عموما وخصوصا مذكورة في مكارم الأخلاق وطب الأئمة والمصباح وغيرها والقرآن قال الله (تع) وننزل من القرآن ما هو شفاء و رحمة للمؤمنين وفي الحديث خذ ما شئت لما شئت لا سيما الفاتحة فورد عن النبي صلى الله عليه وآله أنه شفاء من كل داء إلا السام يعني الموت وعن العالم (ع) من نالته علة فليقرء في جيبه أم الكتاب سبع مرات فإن سكنت وإلا فليقرءها سبعين مرة فإنها تسكن وعن أبي عبد الله (ع) لو قرأت الحمد على ميت سبعين مرة ثم ردت فيه الروح ما كان عجبا وورد الاستشفاء بسورة الأنعام أيضا و ببركات أنفاس المؤمنين ومس أيديهم ودعواتهم وأسئارهم من المشارب والمطاعم وبالتربة الحسينية على مشرفها السلام أكلا وتعفيرا ويحتمي فإنه رأس كل دواء وعن أبي الحسن (ع) أنه ليس شئ أنفع في البدن من إمساك اليد إلا عما يحتاج إليه وعن أبي عبد الله (ع) ليس الحمية من الشئ تركه إنما الحمية من الشئ الاقلال منه ويداوى بالأدعية الشرعية والطبية المباحة ما أمكن فورد عن النبي صلى الله عليه وآله برواية الفريقين تداووا عباد الله ما من داء إلا وله دواء إلا السام وورد في عدة روايات تقدم بعضها أن نبيا من الأنبياء مرض فقال لا أتداوى حتى يكون الذي أمرضني هو الذي يشفيني فأوحى الله إليه لا أشفيك حتى تتداوى فإن الشفاء مني وليكن بعد ظهور المرض فعن أبي عبد الله (ع) من ظهرت صحته على سقمه فعالج نفسه بشئ فمات فأنا إلى الله منه برئ وعن أبي الحسن (ع) ادفعوا معالجة الأطباء ما اندفع الداء عنكم فإنه بمنزلة البناء قليله يجر إلى كثيره وعن أمير المؤمنين (ع) امش بدائك ما مشى بك وفي آخر تجنب الدواء ما احتمل بذلك الداء فإذا لم يحتمل الداء فالدواء وعلى الطبيب أن يحتاط في معالجة المريض فيتثبت في تشخيص المرض والفحص عن السبب وسبر العلامات واختيار الدواء المجرب المناسب للفصل والمزاج كل ذلك في حال سكون نفسه واجتماع باله ويستعين بالدعاء ويرى الشفاء من الله لا من دوائه بل يعده سببا من الأسباب التي ربط بها المسببات في هذا العالم ويستبشر في وجه المريض ويمنيه العافية انشاء الله (تع) وفي الحديث إنما سمي الطبيب طبيبا لأنه يطبب نفوس المرضى ولا يتساهل في أمره فإنه إن أخطأ في علاجه وجنى بفعله ضمن في ماله وإن كان حاذقا مأذونا على المشهور بل نقل عليه الاجماع لأنه شبيه عمد وإن لم يأثم ما لم يفرط كالضارب للتأديب وعن أمير المؤمنين (ع) من تطبب أو تبيطر فليأخذ البراءة من وليه وإلا فهو ضامن وفي خر أنه (ع) ضمن ختانا قطع حشفة غلام و من طب الأئمة (ع) ما رواه الفريقان عن أمير المؤمنين (ع) فيمن اشتكى إليه وجع بطنه أنه أمره أن يستوهب من مهر امرأته أو يستقرض منه شيئا طيبة به نفسها ثم يشترى به العسل ويمزجه بماء السماء فيشربه قال فإني سمعت الله يقول في كتابه وأنزلنا من السماء ماء مباركا وقال يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس وقال إن طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا وإذا اجتمعت البركة والشفاء والهنيئ والمرئ شفيت انشاء الله ففعل فشفي ويحتجم عند الحاجة إليه فورد الأمر بها أكثر من الفصد قال رسول الله صلى الله عليه وآله احتجموا فإن الدم ربما يتبيغ بصاحبه فقتله والأحب أن يكون في يوم السبت أو الأحد أو عشيته أو الاثنين أواخر النهار منه أو الثلاثاء فإنه صحة للبدن وهو المريخ والدم ولكن ورد أنه أحرى أنه لا يهيجوه في يومه وفي منظومة أمير المؤمنين (ع) وإن رمت الحجامة فالثلاثاء ففي ساعاته هرق الدماء أو الخميس لا سيما آخر خميس من الشهر أول النهار واختلفت الروايات في الأربعاء وربما يجمع بينها بالرخصة لمن تبيغ به الدم لا سيما إذا فعل ذلك خلافا على أهل الطيرة كما في بعضها وكذا الجمعة وورت الرخصة لمن قرأ آية الكرسي وعن أمير المؤمنين (ع) أن فيه ساعة لا يحتجم فيها أحد إلا مات وروي أنها عند الزوال وأما أيام الشهر فمن يوم سبع عشرة إلى الهلال ففي كل يوم شفاء وبركة كما ورد وأحبها يوم الثلاثاء سبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين لا سيما الثلاثاء سبع عشرة فهو دواء لداء سنة كما في النبوي وورد فيه برواية أبي سعد الخدري مثله في كل من الأيام الثلاثة مشروطا بمصادفته الثلاثاء كما قيدناه فلا يعرف لنفي التسوية وجه بل لا يحضرني اختيار الأيام الثلاثة في غيرها فالوجه تقييدها جميعا بالثلاثاء ويكون نفي التسوية في السبع عشرة بسبب وقوعه في روايتين إحديهما مختصة به والأخرى ثلاثية وبالجملة ما يوهمه العبارة من اختيار الثلاثة مطلقا هو أعرف
(٣٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360