التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ٣٤٠
الوعثاء والحر والبرد والارفاق المتناكرين وغير ذلك وورد السفر قطعة من العذاب فإن لم يكن واجبا أو مندوبا فالاقامة أحمد مطلقا وفي الحديث النبوي وحكمة آل داود بألفاظ متقاربة لا ينبغي للعاقل أن يكون ظاعنا إلا في ثلاث مرمة لمعاش وتزود لمعاد أو لذة في غير محرم وينبغي اختيار التوطن في أي موضع يراه أقرب إلى مصالحه العاجلة والآجلة من الخمولة لمن يضره الجاه وسلامة الدين وفراغ القلب ويسر العبادة سواء كان موطنه الذي نشاء فيه أم غيره فورد في الحديث البلاد بلاد الله والخلق عباده فأي موضع رأيت فيه السلامة فأقم وأحمد الله وأما ما ورد أن حب الوطن من الايمان فلعل الوجه فيه أن كان هو المراد بالوطن أن أكثر المصالح المذكورة أكثر تحققا فيه غالبا وكذا أولو الأرحام وذوو الحقوق الذين يحمد حبهم على أن حبه غير الإقامة فيه وحق السفر أن يتوب مريده ولا سيما عن حقوق الحاضرين ويستبري ذمته ويرد ما أمكن من المظالم والودايع والديون وسائر الحقوق ويوصي ويشهد على ما عداها سيما إذا لم تكن مشهودا عليها ويؤدي النفقات إلى أهلها أو يقيم عليهم من يقوم بها إلى الرجوع بحسب تخمينه والأحب أن يزيد قدر ما يقرب احتماله ويأخذ معه الزاد الطيب كاللحم والحلوى واللوز والسكر وورد من شرف الرجل أن يطيب زاده إذا خرج في سفره وفي عدة أخبار أنه من مروة السفر ويتأكد في سفر الحج ويكره في زيارة الحسين (ع) بل يقتصر فيه على الخبز واللبن ويوسع فيه بالاكثار والبذل لمن معه وهما من المروة أيضا ولا يبالغ بحيث يذل الرفقة فعن الحسين بن أبي العلا قال خرجنا من مكة نيفا وعشرين رجلا فكنت أذبح لهم في كل منزل شاة فلما أردت أن أدخل على أبي عبد الله (ع) قال يا حسين وتذل المؤمنين قلت أعوذ بالله من ذلك فقال بلغني أنك كنت تذبح لهم في كل منزل شاة قلت ما أردت إلا الله قال أما علمت أن منهم من يحب أن يفعل مثل فعالك فلا تبلغ مقدرته فتقاصر إليه نفسه قلت أستغفر الله ولا أعود ويطلب الرفيق ولا يخرج وحده لما فيه من الخطر وورد الرفيق ثم الطريق وأن شر الناس من سافر وحده وأن الشيطان مع الواحد وفي بعضها أنه شيطان وهو ممن لعنه رسول الله صلى الله عليه وآله ويرتاد الصالح المعين على الخير بقوله وفعله وحاله فإنه أحمد وأبرك ويحسن صحابته فإنه علامة مكارم الأخلاق ومن ثم قيل إذا أثنى على الرجل معاملوه في الحضر ورفقاؤه في السفر فلا تشكوا في صلاحه وأقله مزاح ومطائبه محمودة في بعض الأوقات شفاء للنفس عن ضجر السفر وشقائه ولا يكتفى بالواحد ففي النبوي أن الرجل إذا سافر وحده فهو غاو والاثنان غاويان والثلاثة نفر وورد عن أبي عبد الله (ع) خير الرفقاء أربعة وقد قيل في وجهه أن السفر لا ينفك عن رحل يحتاج إلى حفظه وعن حاجة يحتاج إلى التردد فيها والواحد لا يفي بهما جميعا والاثنان إذا خرج أحدهما للحاجة كان وحيدا والوحدة وحشة للغريب وفي الثلاثة أحدهما وحيد أيضا ولا يتم المطلوب إلا بالأربعة فيخرج اثنان ويحفظ اثنان وفي النبوي أحب الصحابة إلى الله أربعة وما زاد قوم على سبعة إلا كثر لغطهم والظاهر أنه تحديد للرفاقة الخاصة دون العامة فإنه لا ضير في كثرتهم غالبا ولا سيما في المخاوف وينبغي أن يتصدق المسافر قبل الخروج بما أمكن يشتري به السلامة من الله عز وجل ويكون إذا وضع رجله في الركاب وروي استحباب الغسل أيضا ويصلي ركعتين استخلافا لهما على أهله فعن النبي صلى الله عليه وآله ما استخلف رجل على أهله بخلافه أفضل من ركعتين يركعهما إذا أراد الخروج إلى سفر ويقول اللهم إني أستودعك نفسي وأهلي ومالي وديني ودنياي وآخرتي وأمانتي وخاتمة عملي إلا أعطاه الله ما سأل وروي أربع ركعات يقرأ فيها بالحمد والتوحيد وورد أنه كان أبو جعفر (ع) إذا أراد سفرا جمع عياله في بيت ثم قال اللهم إني أستودعك الغداة نفسي وأهلي و مالي وولدي الشاهد منا والغايب اللهم احفظنا واحفظ علينا اللهم اجعلنا في جوارك اللهم لا تسلبنا نعمتك ولا تغير ما بنا من عافيتك وفضلك ويستخير في غير السفر الواجب لا سيما المضيق ويودع الإخوان ويؤذنهم بخروجه ويتحالل منهم ويرغب في دعائهم فإن الله (تع) جاعل له في دعائهم البركة ومن المأثور فيه أحسن الله لك الصحابة وأكمل لك المعونة وسهل لك الحزونة وقرب لك البعيد وكفاك المهم وحفظ لك دينك وأمانتك وخواتيم عملك ووجهك لكل خير وأقله سلمك الله وغنمك ويعرض الأشياء المحمولة على المكاري ويرضيه لحملها حذرا عن هذره ولجاجه والأحب أن يقدرها بالوزن ويستأجر الدابة بعقد لازم ويخرج في عشية الجمعة وليلته وبكور الخميس و السبت والثلاثاء فإن لم يتفق البكور فتمام اليوم دون نهار الجمعة قبل الصلاة الوسطى ظهرا أو جمعة فورد أن الملك الموكل بالصلاة يقول لا ردك الله والمشهور التحريم بعد النداء للجمعة والكراهة قبلها واحتمل في المفاتيح التحريم أيضا كما سبق ويحكى أن جماعة سافروا كذلك فخسف بهم وآخرون اضطرم عليهم خيامهم من غير أن يروا نارا دون الأربعاء آخر الشهر إلا للموكل خلافا لأهل الطيرة و الأخبار في الاثنين متعارضة ويمكن حمل المادحة على التقية كما يمكن حمل الذامة على قصد التبرك و الاقتداء بسنة بني أمية والذي ذكره المنجمون اختياره فإنه يوم القمر وهو كوكب السفر بزعمهم و يشهد لهم ما في المنظومة المنسوبة إلى أمير المؤمنين (ع) وفي الاثنين إن سافرت فيه ستظفر بالنجاح وبالثراء وأما أيام الشهر فالمنصوص اختياره الأول والثاني والسادس والسابع والتاسع والعاشر والحادي عشر والرابع عشر والخامس عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون والثاني والعشرون والثالث والعشرون والسابع والعشرون والتاسع والعشرون وكراهة الثالث و الرابع والثامن والسادس عشر والسابع عشر والحادي والعشرون والرابع والعشرون والخامس والعشرون
(٣٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360