التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ٣٣٦
فإنه غير مناف لاشتغال الجوارح محضرا قلبه ما مدح الله به قوما من الصالحين بذلك بقوله رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله قاصرا في كسبه على قدر الحاجة أو إعانة المؤمن أو المؤمنين بالخيرات العامة متفرغا في فاضل الوقت للعبادة والراحة وورد أن الساعي تفاخرا وتكاثرا في سبيل الشيطان وغيرهم من الذين لا شغل راتبا لهم يشتغلون بغيرها من محاسن الأحوال المعدودة من العبادات كعيادة المريض وتشييع الجنازة وقضاء حاجة المؤمن وحضور مجلس العلم وزيارة القبور والمزارات المتبركة وقراءة القرآن وإماطة الأذى عن الطريق إلى غير ذلك وإياهم و الاشتغال بالملاهي والمخازي التي يقود إليها الفراغ لا سيما إذا انضمت إليه الجدة فإن انضم إليهما الشباب كان الداء العضال ومن وجد في نفسه من البطالين ضعفا عن الانضباط عنها فليكثر النوم فإنه أحسن أحواله وورد الناس ثلاث غانم وسالم وخاسر فمن لم يكن غانما فلا يكن خاسرا ومن عجز عن الغنيمة فليطلب السلامة بالهزيمة وفي يقظته يشتغل بنحو المشاعرة ومطالعة كتب التاريخ و نحوهما مما يليه عن الكذب والغيبة والنميمة وغيرها مما امتلأت به مجالس هذا الزمان جعلنا الله (تع) وإياكم من شرها في أمان وفي الليل يحافظ على وظائف ما بين العشائين من الأذكار والنوافل الراتبة وغيرها وهو إحدى ساعتي الغفلة وعلى قيامه بالتهجد فقد مدح الله قوما بذلك في غير موضع من القرآن كقوله عز وجل أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما وفسر في حديث أبي جعفر (ع) بصلاة الليل وفي قوله سبحانه في الأخبار عن عباد الرحمن والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما وفي الحديث من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يبيتن إلا بوتر وفيه الوتر في كتاب علي واجب والظاهر أن المراد به الركعات الثلاث كما هو الشايع في الأخبار وكلام المتقدمين ويعبرون عن الأخيرة بمفردة الوتر وورد عن أبي عبد الله (ع) أن البيوت التي يصلى فيها بالليل بتلاوة القرآن يضئ لأهل السماء كما يضئ النجوم لأهل الأرض وورد في فضل صلاة الليل عن أبي عبد الله (ع) أنها تبيض الوجه وتطيب الريح وتجلب الرزق وفي حديث آخر عنه (ع) أيضا أنها تحسن الخلق وتقضي الدين وتذهب بالهم وتجلو البصر وعن أمير المؤمنين (ع) قيام الليل مصحة للبدن ورضى للرب وتمسك بأخلاق النبيين وتعرض للرحمة وبالجملة فضل قيام الليل من ضروريات الدين وأدناه القيام قبل طلوع الصبح وأداء الثلاث عشر ركعة ثمان الليل وثلاث الشفع والوتر وركعتي الفجر الدساستين والأولى الاتيان بقراءاتها الموظفة والاستغفار في قنوت مفردة الوتر سبعين مرة لنفسه ثم لأربعين من إخوانه فصاعدا يسميهم بأسمائهم ثم يستغفر الله ويتوب إليه سبعين والمائة أكمل وليحفظ العدد كما سبق مع الأدعية المأثورة قبل الشروع وفي الأثناء والقنوتات وهي كثيرة مذكورة في مظانها ولا يكابد أي يقاسي الكبد بالفتح وهو الضيق والشدة بقيام كل الليل فيمنع العين حقها ففيه تعبد الملال المحذر عنه وورد في الحديث أن إثمه أكبر من نفعه لأنه ينجر إلى الترك فإذا غلبه النوم فليرقد وإن لم يكمل ورده فإذا انكسرت شرة النفس فليعد إليه فورد في النبوي بألفاظ متقاربة قد مر بعضها إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق ولا تبغض إليك عبادة الله إن المنبت يعني المفرط لا ظهرا أبقى ولا أرضا قطع وفي آخر تكلفوا في الدين ما تطيقون وإذا وجد في نفسه خفة في النهار فليقض ما فاته من نوافل الليل ولا يخرج من منزله ليلا إلا لحاجة مهمة وليسرع العود ولا يطرق أحدا فيخرجه من منزله فإن فعل فهو له ضامن إلا أن يقيم البينة أنه رده إلى منزله كذا في النبوي وغيره وقيده المصنف وغيره بما إذا وجد مقتولا ولا لوث واختلفوا فيما لو فقد أو وجد ميتا ليس عليه أثر القتل أو كان اخراجه بالتماسه وكذا الخلاف في أن المضمون هل هو القود مطلقا أو الدية كذلك أو التفصيل بالقود في المقتول والدية في غيره إلى غير ذلك من الوجوه التي لا يقضى على شئ منها بنص قاطع أما الضمان في الجملة فمما نقل عليه الوفاق وينبغي أن يكثر البكاء من خشية الله فورد عن النبي صلى الله عليه وآله برواية أبي حامد حرمت النار على ثلاث أعين وفي الكافي والخصال كل عين باكية يوم القيامة إلا ثلاثة أعين عين سهرت في سبيل الله وعين غضت بضم الغين عن محارم الله وعين بكت من خشية الله وعن أبي عبد الله (ع) ما من شئ إلا وله كيل و وزن إلا الدموع فإن القطرة تطفئ بحارا من نار وعنه (ع) إن لم يجئك البكاء فتباك فإن خرج منك مثل رأس الذباب فبخ فبخ دون أن يكثر الضحك فهو يميت القلب كما في حديث أبي عبد الله (ع) وفي آخر الدين ويذهب بالنور وبماء الوجه ويمج الايمان مجا ويترك الرجل فقيرا يوم القيامة وورد في التنزيل فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا وفي الخبر لا تبدين عن واضحة وقد عملت الأعمال الفاضحة ويحمد الله ويصلي على النبي وآله صلى الله عليه وآله إذا عطس أو سمعه ولو في أثناء الصلاة وعن أبي عبد الله (ع) من عطس ثم وضع يده على قصبة أنفه ثم قال الحمد لله رب العالمين كثيرا كما هو أهله وصلى الله على محمد وآله وسلم خرج من منخره الأيسر طايرا أصغر من الجراد وأكبر من الذباب حتى يصير تحت العرش يستغفر الله له إلى يوم القيامة ويخفض صوت العطاس ما أمكن فالتصريح به حمق وعن أبي عبد الله (ع) في قوله (تع) إن أنكر الأصوات لصوت الحمير قال العطسة القبيحة وفي آخر كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا عطس يغض صوته ويستتر بثوبه أو يده وروي خمز وجهه ويستر الفم باليد عند التثأب ففي النبوي التثأب من الشيطان فإذا تثاب أحدكم فليضع يده على فيه فإذا قال آه آه فإنه الشيطان يضحك من جوفه ويلقي البزاق في جهة اليسار أو تحت القدم اليسرى دون القبلة واليمين لمنافاته التعظيم وإذا تعارض اليسار والقبلة تعين تحت القدم والقدام كالقبلة ويحتمل أن يكون هو المراد بها ويستقبل القبلة في الجلوس فهو عبادة وهو من السنة وكذا في التوجه وفيه قوة البصر فإنها أضوأ في البلاد الشمالية وهي معظم بلاد الاسلام ويجتنب الشمس ويقصد أن يجلس موضعا أقرب
(٣٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360