التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ٣٠٣
عن أكل الطير الذي ليس له قانصة ولا حوصلة ولا صيصية والقانصة واحدة القوانص وهي للطير بمنزلة المصارين لغيره والحوصلة له بتشديد اللام وتخفيفها مكان المعدة لغيره يجتمع فيه الحب وغيره من المأكول والصيصية بكسر أوله من غير همز هي الإصبع الزائدة في باطن رجل الطاير بمنزلة الابهام في بني آدم لأنها شوكته ويقال للشوكة صيصية أيضا والمعتبر في التحريم انتفاء الجميع و الظاهر تلازم العلامات الثلاث ومن ثم وردت في الرواية مفرقة فيصح الاكتفاء في الحكم بظهور بعضها مع خفاء الباقي وفي موثقة سماعة كل ما صف فهو ذو مخلب وهو حرام وكل ما دف فهو حلال والقانصة والحوصلة يمتحن بهما من الطير ما لا يعرف طيرانه وكل طير مجهول وجميع ما ورد النص بتحريمه فهو داخل فيما ذكر أو المسوخات كما يأتي وجميع ما ورد النص بإباحته فهو خارج عنها واختلفت النصوص بالخصوص في الغراب والشيخ في النهاية وكتابي الحديث على كراهته مطلقا وفي الخلاف على تحريمه كذلك محتجا بالأخبار واجماع الفرقة وفي المبسوط على تحريم الأسود الكبير والأبقع وإباحة الزاغ وهو غراب الزرع والغداف وهو الأغبر الرمادي وتبعه على كل منها جماعة والاجتناب مطلقا أحوط لأنهما جميعا من ذوات المخلب كما قيل ويستوي فيما ذكر طير البر والبحر وأما غير الطير من الحيوان الذي على صورة السمك من حيوان البحر فقد نقلوا الاجماع على تحريمه مطلقا ولم يجد المصنف له مستندا ومن ثم نسبه في المفاتيح إلى القيل مع عمومات الإباحة ومرسلة الصدوق عن أبي عبد الله (ع) كل ما كان في البحر مما يؤكل في البر مثله فجايز أكله وكل ما كان في البحر مما لا يجوز أكله في البر لم يجز أكله وبمضمونها أفتى بعض المتأخرين و فيما ليس له فلس من السمك لا أولا ولا آخرا قولان أشهرهما التحريم عملا بروايات المنع و حملا لما يعارضها على التقية ومنهم من جمع بينها بحمل الأولة على الكراهة وإليه ميله في المفاتيح ومن ثم بناه هنا على الاحتياط ولا سيما في الجرئ بكسر الجيم والراء المهملة وتشديدها والباء أخيرا ويقال الحريث فإن تحريمه كاد يكون اجماعا بل نقل عليه السيد الاجماع والصحاح به مستفيضة وفي بعض الأخبار أنه من المسوخات كما يأتي ويحتمل تعليق الجار إلى ما قبله أيضا وأما ما له الفلس أولا وآخرا كالشبوط أو أولا فقط كالكنعت ويقال الكنعد فإن له فلسا ضعيفا ربما يحتك بالرمل فيكشط عنه فحله من ضروريات الدين وتحرم الحشرات كلها وهي الدواب الصغار واحدها حشرة بالتحريك سواء كانت من ذوات السموم كالحيات والعقاريب أو غيرها كالخنافس والبراغيث والقمل والصراصر وبنات وردان والزنابير والبق ونحوها من الخبائث بلا خلاف وكذا المسوخات كلها والمسوخ جمع مسخ بكسر الميم أو فتحها مثل فلوس أو دروب يقال مسخه الله أي حول صورته إلى أخرى أقبح وجمعه بالألف والتاء من الألفاظ العامية والمتحصل من الروايات في أنواعها ثلاثون الفيل وكان جبارا زانيا لوطيا ينكح البهائم والذئب وكان أعرابيا ديوثا والدب وكان مخنثا يدعو الرجال إلى نفسه وفي رواية أخرى ديوثا وفي أخرى سارقا يسرق الحاج والأرنب وكانت امرأة قذرة تخون زوجها ولا تغتسل من حيض ولا جنابة والعقرب وكان همازا لا يسلم من لسانه أحد وفي بعض الروايات نماما يغري بين الناس بالعداوة والعنكبوت وكانت امرأة سحرت زوجها وفي أخرى سيئة الخلق عاصية لزوجها مولية عنه وفي أخرى خائنة له والدعموص بضم الدال وهو سمكة صغيرة كحية الماء وكان نماما يقطع بين الأحبة وفي رواية أخرى كان رجلا إذا جامع النساء لم يغتسل من الجنابة ويترك الصلاة فجعل الله قراره في الماء إلى يوم القيامة من جزعه عن البرد والجري وكان ديوثا يجلب الرجال على حلائله وفي حديث آخر كان رجلا من التجار يبخس الناس في المكيال والميزان والضب وكان أعرابيا يسرق الحاج بمحجنه وفي رواية أنه كان رجلا من الأعراب خيمثه على ظهر الطريق وكان إذا مرت القافلة تقول له يا عبد الله كيف يؤخذ الطريق إلى كذا وكذا فإن أراد القوم المشرق ردهم إلى المغرب وإن أرادوا المغرب ردهم إلى المشرق تركهم يهيمون لم يرشدهم إلى سبيل الخير وفي رواية أخرى أن الجري والضب فرقة من بني إسرائيل حين نزلت المائدة على عيسى (ع) لم يؤمنوا به فتاهوا فوقعت فرقة في البحر و فرقة في البر والوطواط وهو الخفاش وكان سارقا يسرق الرطب من رؤس النخل و في أخرى امرأة سحرت ضرة لها فمسخها الله خفاشا والقردة والخنازير وهم قوم من بني إسرائيل اعتدوا في السبت وفي رواية الخنازير هم النصارى حين سألوا المائدة فكانوا بعد نزولها أشد ما كانوا تكذيبا وسهيل والزهرة وهما دابتان من دواب البحر المطيف بالدنيا وكان سهيل عشارا باليمن والزهرة امرأة نصرانية لبعض ملوك بني إسرائيل وهي التي تقول الناس أنه افتتن بها هاروت وماروت والزنبور وكان لحاما يسرق في الميزان والطاوس وكان رجلا جميلا فكابر امرأة رجل مؤمن تحبه فوقع بها ثم راسلته بعد فمسخهما الله طاووسين أنثى وذكرا والبعوض وكان رجلا تستهزئ بالأنبياء والقمل وكان نبي من أنبياء بني إسرائيل قائما يصلي إذ أقبل إليه سفيه من سفهاء بني إسرائيل فجعل يهزء به ويكلح في وجهه فما برح من مكانه حتى مسخه الله قملة والوزغ وكان سبط من أسباط بني إسرائيل يسبون أولاد الأنبياء ويبغضونهم فمسخهم الله أوزاغا والقنفذ وكان سئ الخلق وفي أخرى أنه كان من صناديد العرب إذا نزل به الضيف رد الباب في وجهه ويقول لجاريته أخرجي إلى الضيف فقولي له أن مولاي غايب عن المنزل فيبيت الضيف بالباب جوعانا
(٣٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360