التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ٢٢٨
إلى هذه الأرض التي توبق دينه كما في رواية الحسين بن أبي العلا وغيرها ولا يتلقى الركبان للشراء منهم أو البيع عليهم إذا لم يكونوا عالمين بسعر البلد والنهي عنه ظاهر في التحريم كما قاله جماعة وحده أربعة فراسخ وما زاد فتجارة وجلب ولا يدخل في سوم أخيه المسلم بأن يستميل البايع أو المشتري عنه إلى نفسه وقيل بتحريمه أيضا وفي بعض النسخ ولا يربح على المؤمن وأصله ما روي عن أبي عبد الله (ع) قال ربح المؤمن على المؤمن ربا إلا أن يشتري بأكثر من مائة درهم فاربح عليه قوت يومك أو يشتريه للتجارة فاربحوا عليهم وارفقوا بهم وبهذا الاستثناء صرح في المفاتيح وفي حديث آخر سئل عن الخبر الذي روي أن ربح المؤمن على المؤمن ربا فقال ذاك إذا ظهر الحق وقام قائمنا أهل البيت فأما اليوم فلا بأس أن تبيع من الأخ المؤمن وتربح عليه وأن لا يعامل إلا متدينا فإن معاملته أسلم من الغبن والخيانة والمشاقة وماله أبرك وأبعد عن الشبهة وأن يباكر في طلب الحاجة فإن في البكور والبركة إجابة لدعاء النبي صلى الله عليه وآله اللهم بارك لأمتي في بكورها ولا ينافي هذا ما سبق من كراهة ما بين الطلوعين لأن العام يحمل على الخاص وأن يذكر الله عند دخول السوق بالمأثور وهو اللهم إني أسئلك من خيرها وخير أهلها وأعوذ بك من شرها وشر أهلها اللهم إني أعوذ بك من أظلم أو أظلم أو أبغي أو يبغي علي أو أعتدي أو يعتدى على اللهم إني أعوذ بك من شر إبليس و جنوده وشر فسقة العرب والعجم وحسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم و روي غير ذلك وأن يتشهد عند البيع الشهادتين كما في المفاتيح وظاهره استحباب ذلك للبايع وأسنده فيه إلى الرواية وجعله صاحب اللمعة من آداب المشتري والذي وقفت عليه مما يتضمن الشهادتين رواية أبي عبيدة عن أبي عبد الله (ع) من قال في السوق أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله كتب الله له ألف حسنة وأن يكبر المشتري للتجارة ثلاثا ويدعو بعد الشراء بالمأثور في صحيحة محمد بن مسلم عن أحدهما (ع) إذا اشتريت متاعا فكبر الله ثلاثا ثم قل اللهم إني اشتريته التمس فيه من فضلك فصل على محمد وآل محمد واجعل لي فيه فضلا اللهم إني اشتريته التمس فيه من رزقك فاجعل لي فيه رزقا ثم أعد كل واحد ثلاث مرات وأن لا يبالغ البايع في مدح المبيع بوصفه بما يوجب مزيد الرغبة فيه الموجب لزيادة القيامة ولا المشتري في ذم المشتري بوصفه بخلاف ذلك وتسميته مبيعا ومشترى من مجاز المشارفة وإن أمكن الحكم بالكراهة بعد ذلك أيضا وإنما يكره ذلك إذا صدق الوصف أما لو كذب فالتحريم لا يخلو من وجه سيما إذا استلزم ذلك غرورا أو ضرارا كما هو الغالب ومورد المناهي المدح والذم كما في الشرايع وغيره دون المبالغة فيهما كما هنا وفي المفاتيح وأن لا يحلف على البيع والشراء فهو جعله (تع) عرضة للأيمان المنهي عنه في قوله عز وجل ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم ومن سوء الأدب ابتذال اسمه (تع) لترويج الدنيا الخسيسة وورد عن النبي صلى الله عليه وآله ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة عتل مستكبر ومنان بعطيته ومنفق سلعته بيمينه وموضع الآداب الحلف صادقا أما الكاذب فعليه لعنة الله وأن يظهر البايع عيب المبيع وقدره وسعر الوقت إن خفيت على المشتري ويظهر فيما عدا المساومة ما سومح به فيما اشتراه في الصفقة الأولى فالاخفاء خيانة وغش وورد في النبوي وغيره بألفاظ متقاربة من غشنا فليس منا وفي حديث هشام أن البيع في الظلال غش والغش لا يحل ولا يبخس في الميزان فإنه من أفحش الخيانة كما سبق وورد في التنزيل ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ولا يروج الزيف وهو النقد المغشوش بغير المعتاد بل يفلقه بنصفين ويلقيه في البئر كما في رواية موسى بن بكر قال كنا عند أبي الحسن (ع) فإذا دنانير مصبوبة بين يديه فنظر إلى دينار فأخذه بيده ثم فلقه بنصفين ثم قال لي القه في البالوعة حتى لا يباع شئ فيه غش وينبغي تقييده بما إذا تعذر الانتفاع على وجه آخر ولا يشوب اللبن بالماء ولا يخلط التراب بالطعام ولا ما لا يعتاد باللحم ولا يندي الموزون يلتمس به الزيادة إلا أن يعلمهم فهو وأمثاله حرام فكله من الغش وعن أبي جعفر (ع) مر رسول الله صلى الله عليه وآله في سوق المدينة بطعام فقال لصاحبه ما أرى طعامك إلا طيبا وسأله عن سعره فأوحى الله عز وجل إليه أن يدس يديه في الطعام ففعل فأخرج طعاما رديا فقال لصاحبه ما أراك إلا وقد جمعت خيانة وغشا للمسلمين ولا يقدم على النجش وهو أن يساوم على شئ لا يزيده بما فوق ثمنه ترغيبا للمشتري إليه والمصنف على تحريمه أيضا لأنه غش وخديعة وقيل بكراهته والأصل الجامع لما ذكر وغيره أن لا يريد لغيره ما لا يريد لنفسه كما ينبه عليه عمومات النصيحة وقوله (تع) ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه وهو إنما يتأتى باعتقاد أمرين أحدهما أن الخيانة لا تزيد في الرزق والديانة لا تنقص منه كما في النبوي المستفيض أن الله قسم الأرزاق بين خلقه حلالا ولم يقسمها حراما فمن اتقى الله عز وجل وصبر أتاه الله رزقه من حله ومن هتك حجاب السر وعجل فأخذه من غير حله قص به من رزقه الحلال وحوسب عليه يوم القيامة والآخر أن ربح الآخرة وغناها خير من ربح الدنيا كما قال (تع) والآخرة خير وأبقى وفوائد الدنيا وأموالها تنقضي بانقضاء العمر وتبقى مظالمها وأوزارها وكيف يستجيز العاقل أن يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير والخير كله في سلامة الدين فورد عن النبي صلى الله عليه وآله لا يزال لا إله إلا الله يدفع عن الخلق سخط الله ما لم يؤثروا صفقة دنياهم على آخرتهم وفي لفظ آخر ما لم ينالوا ما نقص من دنياهم بسلامة دينهم فإذا فعلوا ذلك وقالوا لا إله إلا الله قال الله كذبتم لستم بها صادقين وهو من مواضع الغرور فإن هذا الاعتقاد قد يظنه كل أحد بنفسه عند تيسر الأمور وسعة الرزق واقبال الدنيا ويعرف صدقه من كذبه في أوقات الضيق والشدة فإن وجد استنكافه عن الخيانة والغش فيها مثله في الحالة الأولى فهو صادق في دعواه وأن يحسن في المعاملة مع الناس زيادة على ما ذكر بأن لا يغبن المعامل غبنا غير معتاد كالواحد بواحد وإن أعطى المشتري أو البايع لرغبة إلى السلعة أو الثمن أو حاجة إليهما ويخبره بالغبن إذا كان لجهل وإذا
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360