الجور يا أبا محمد: إنه لو كان لك على رجل حق فدعوته إلى حاكم أهل العدل فأبى عليك إلا أن يرافعك إلى حكام أهل الجور ليقضوا له كان ممن حاكم إلى الطاغوت وهو قول الله عز وجل: أ لم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به... الآية.
وقال: إياكم أن يحاكم بعضكم بعضا إلى أهل الجور... الخبر، وقال: لما ولى أمير المؤمنين ع شريحا القضاء اشترط عليه أن لا ينفذ القضاء حتى يعرضه عليه، وقال له: قد جلست مجلسا لا يجلسه إلا نبي أو وصي نبي أو شقي، ثم قال: إن عليا ع اشتكى عينه فعاده رسول الله ع فإذا على يصيح، فقال له النبي: أ جزعا أم وجعا يا علي؟ فقال: يا رسول الله ما وجعت وجعا أشد منه، قال يا علي إن ملك الموت إذا نزل ليقبض روح الفاجر أنزل معه سفودا من نار فينزع روحه به فتضج جهنم، فاستوى على جالسا فقال: يا رسول الله أعد على حديثك فقد أنساني وجعي ما قلت فهل يصيب ذلك أحدا من أمتك؟ قال: نعم حكام جائرون وآكل مال اليتيم وشاهد الزور.
باب ما يجب أن يكون القاضي عليه:
قال الله تعالى: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل.
أمر تعالى الحكام بين الناس أن يحكموا بالعدل لا بالجور ونعم الشئ شيئا يعظكم الله به من أداء الأمانة.
وروي عن المعلى بن خنيس قال: سألت أبا عبد الله ع عن هذه الآية، فقال: على الإمام أن يدفع ما عنده إلى الإمام الذي بعده وأمرت الأئمة بالعدل وأمر الناس أن يتبعوهم.
وقال تعالى: واذكر عبدنا داود إلى قوله تعالى: وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب، أي أعطيناه إصابة الحكم بالحق، وفصل الخطاب هو قوله: البينة على المدعي واليمين على