ولدك، فأمرها أن ترعى عليها، فأبى ابناها ذلك، فتناول قتادة أحد ابنيه بالسيف، فمات، فقدم سراقة بن جعشم الحديث مثله. وفي آخره:
" ثم قال: أين أخو المقتول؟ سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: ليس للقاتل شئ ".
قلت: وهذا إسناد صحيح، ولكنه مرسل، وأما قول البوصيري في " الزوائد " (ق 164 / 1):
" هذا إسناد حسن الاسناد، للاختلاف في عمرو بن شعيب، وان أخي المقتول لم أر من صنف في المبهمات، سماه، ولا يقدح ذلك في الاسناد، لأن أصحابه كلهم عدول ".
قلت: ليس في الرواية ما يدل على أن قتادة من الصحابة حتى يحكم عليه بالعدالة، وعلى افتراض أنه صحابي فهو منقطع، لأن عمرو بن شعيب لم يدرك إلا قليلا من الصحابة، مثل زينب بنت أبي سلمة، والربيع بنت معوذ، وغالب روايته عن التابعين.
ثم إن الاختلاف الذي في عمرو، لا يؤثر، فان الراجح فيه أنه في نفسه ثقة، وإنما ينزل حديثه إلى رتبة الحسن إذا روى عن أبيه عن جده، كما هو مبسوط في ترجمته من " التهذيب " وغيره.
(تنبيه): تبين من هذا التخريج أن رواية الكتاب ملفقة من رواية " الموطأ " و " السنن " للبيهقي، فإن تصريح عمر بالسماع ليس عند الموطأ، وإنما عند البيهقي.
ثم إن الحديث المرفوع منه روي موصولا من طريق محمد بن سليمان بن أبي داود نا عبد الله بن جعفر عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم " يقول:
" ليس لقاتل ميراث ".
أخرجه الدارقطني (465).