لأصحاب الأعذار، ولا ينبغي لأحد أن يؤخر الصلاة عن أول وقتها وهو ذاكر لها غير ممنوع منها، فإن أخرها ثم اخترم في الوقت قبل أن يؤديها كان مضيعا لها، فإن بقي حتى يؤديها في آخر الوقت أو فيما بين الأول والآخر منه عفي عن ذنبه في تأخيرها إن شاء الله.
ولا يجوز لأحد أن يصلى شيئا من الفرائض قبل وقتها ولا يجوز له تأخيرها عن وقتها، ومن ظن أن الوقت قد دخل فصلى ثم علم بعد ذلك أنه صلى قبله أعاد الصلاة إلا أن يكون الوقت دخل وهو في الصلاة لم يفرع منها بعد فيجزئه ذلك. ولا يصل أحد فرضا حتى يتيقن الوقت ويعمل فيه على الاستظهار، والمسافر إذا جدبه السير عند المغرب فهو في سعة في تأخيرها إلى ربع الليل، ولا بأس أن تصلي العشاء الآخرة قبل مغيب الشفق عند الضرورات.
باب القبلة:
والقبلة هي الكعبة، قال الله تعالى: جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس، ثم المسجد قبلة من نأى عنه لأن التوجه إليه توجه إليها: قال الله تعالى: قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره، يريد به نحوه قال الشاعر وهو لقيط الأيادي:
وقد أظلكم من شطر ثغركم هول له ظلم تغشاكم قطعا يعني بقوله: شطر ثغركم نحوه بلا خلاف فيجب على المتعبد أن يعرف القبلة ليتوجه إليها في صلاته وعند الذبح والنحر لنسكه واستباحة ما أكله من ذبائحه وعند الاحتضار ودفن الأموات وغيره من الأشياء التي قررت شريعة الاسلام التوجه إلى القبلة فيها. فمن عاين الكعبة ممن حل بفنائها في المسجد توجه إليها في الصلاة من أي جهة من جهاتها شاء، ومن كان نائيا عنها خارجا عن المسجد الحرام توجه إليها بالتوجه إليه كما أمر الله تعالى بذلك نبيه ص حيث هاجر إلى المدينة وكان بذلك نائيا عنها.
وجعل الله تعالى لمن غابت عنه أو غاب عنها التوجه إلى أركانها بحسب اختلافهم في الجهات من الأماكن والأصقاع، فجعل الركن الغربي لأهل المغرب والركن العراقي لأهل