الغدر بهم والارتكاب لهم والانكباب عليهم، وأن يكون في المسلمين كثرة متى افترقوا طائفتين كان كل طائفة مقاومة للعدو حتى يفرع الطائفة الأخرى من الصلاة فإذا حصلت هذه الشروط صحت صلاتها جماعة إذا أرادوها كذلك.
وقد يجوز أن يصليها الواحد منفردا غير أنهم إذا أرادوا صلاتها جماعة كما ذكرناه كان أقل ما يكون الطائفة معه طائفة ثلاثة وقد ذكر أن هذا الاسم يصح تناوله للواحد، ولا فرق في وجوب التقصير فيها بين أن يكون الخوف من عدو أو سبع أو غير ذلك فإن كان الأمر على ذلك فهي على ضربين: أحدهما صلاة خوف والآخر صلاة شدة الخوف وهي التي يقول فيها صلاة المطاردة والمسايفة.
كيفية صلاة الخوف:
فصفتها أن يفترق الجماعة فرقتين فتقف فرقة بحذاء العدو وتقوم الفرقة الأخرى فتقف خلف الإمام فصلى بهم ركعة فإذا قام إلى الثانية وقف قائما وصلوا هم الركعة الثانية وتشهدوا ثم سلموا ثم قاموا فوقفوا بحذاء العدو، وتقدمت الفرقة الأخرى فوقفت خلف الإمام وافتتحوا الصلاة بالتكبير فصلى بهم الإمام الركعة الثانية له وهي لهم أولة فإذا جلس للتشهد قاموا هم إلى الركعة الثانية لهم فصلوها فإذا فرغوا منها تشهدوا ثم يسلم الإمام بهم وقد تمت صلاتهم، وإن كانت الصلاة صلاة المغرب فينبغي أن يفترقوا كما ذكرناه ويتقدم فرقة فتقف بحذاء العدو وتتقدم الفرقة الأخرى فتقف خلف الإمام فيصلي بهم ركعة ويقف في الثانية ويصلوا هم الركعتين الباقيتين ويخففوا فيها فإذا سلموا وقفوا بحذاء العدو، وتقدمت الفرقة الأخرى فوقفت خلف الإمام وافتتحوا الصلاة بالتكبير وصلى بهم الثانية له وهي لهم أولة فإذا جلس للتشهد جلسوا معه وذكروا الله تعالى فإذا قام إلى الثالثة له قاموا معه وهي لهم ثانية فيصليها فإذا جلس للتشهد الثاني جلسوا معه وتشهدوا وهو أول تشهد لهم وخففوا في تشهدهم ثم قاموا إلى الثالثة لهم فصلوها فإذا جلسوا للتشهد الثاني وتشهدوا سلم الإمام بهم وانصرفوا.
ومن كان في حال هذه الحرب راكبا صلى على ظهر دابته بعد أن يستقبل بتكبيرة