الجمعة فرسخان فما دونهما، ويحضر الإمام العادل أو من نصبه أو من جرى مجراه ويجتمع من الناس سبعة نفر أحدهم الإمام ويتمكن من الخطبتين ويكون بين الجمعتين ثلاثة أميال، فهذه الشروط إذا اجتمعت وجب كون هذه الصلاة فريضة جمعة ومتى لم يجتمع سقط كونها فريضة جمعة وصليت ظهرا كما قدمناه، فإن اجتمع من الناس خمسة نفر أحدهم الإمام وحصل باقي هذه الشروط كانت صلاتها ندبا واستحبابا.
ويسقط فرضها مع حصول الشروط المذكورة عن حصول الشروط المذكورة عن تسعة نفر وهم: الشيخ الكبير والطفل الصغير والعبد والمرأة والأعمى والمسافر والأعرج والمريض وكل من كان منزله من موضعها على أكثر من فرسخين، ويجب صلاتها على العقلاء من هؤلاء إذا دخلوا فيها ويجزئهم إذا دخلوا فيها وصلوها عن صلاة الظهر.
آداب الجمعة:
فإذا حضر يوم الجمعة فينبغي للمكلف أن يحلق رأسه ويقص أظفاره ويأخذ من شاربه وينظف ويغتسل، وأفضل الأوقات لهذا الغسل كلما قرب من الزوال ومتى زالت الشمس ولم يكن اغتسل قضاه يوم السبت وإذا خاف من عدم الماء في يوم الجمعة جاز له تقديمه في يوم الخميس، وإذا اغتسل لبس أفخر ثيابه وتطيب بما قدر عليه وتوجه إلى المسجد بسكينة ووقار، والدعاء في توجهه إليه فقال: اللهم من تهيأ وتعبأ وأعد واستعد لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده وجوائزه ونوافله، فإليك يا سيدي وفادتي وتهيئتي وإعدادي واستعدادي رجاء رفدك وجوائزك ونوافلك، ثم يصلى ست ركعات بتسليم كل اثنتين عند انبساط الشمس وستا عند ارتفاعها وستا قبل الزوال وركعتين حين تزول الشمس استظهارا للزوال، ثم يؤذن ويقيم ويفتتح الفرض بسبع تكبيرات ويتوجه ثم يقرأ الحمد وسورة الجمعة ويجهر بالقراءة أيضا فإذا قام إلى الثانية قرأ الحمد وسورة المنافقين ويجهر بالقراءة أيضا.
فإذا فرع من القراءة رفع يديه للقنوت حيال صدره وبسطهما وقنت بما تقدم ذكره في كيفية الصلاة، ثم يركع ويتشهد ويقوم إلى الثالثة ويقرأ الحمد وحدها أو يسبح كما ذكرناه فيما مضى، ويفعل في الرابعة مثل ما ذكرناه ثم يسلم ويسبح تسبيح سيدة النساء فاطمة