باب المساجد وما يتعلق بها:
المساجد أفضل المواضع والأمكنة التي يصلى فيها ولما كانت كذلك وجب ذكرها وما يتعلق بها، قال الله سبحانه: إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر الآية. وروي عن النبي ص أنه قال: من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة، وروي عنه ص أنه قال: من كان القرآن حديثه والمسجد بيته بنى الله له بيتا في الجنة، وروي عن الأئمة ع: أن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة والصلاة في مسجد النبي ص بعشرة آلاف صلاة والصلاة في بيت المقدس بألف صلاة وفي المسجد الأعظم بمائة صلاة وفي مسجد القبيلة بخمس وعشرين صلاة وفي السوق باثنتي عشرة صلاة وصلاة الرجل في بيته وحده صلاة واحدة، وصلاة الفرائض في المساجد أفضل منها في البيوت وصلاة النساء في بيوتهن أفضل منها في غيرها وصلاة النوافل في البيوت أفضل من المسجد ولا سيما صلاة الليل.
بناء المسجد فيه ثواب عظيم وفضل جزيل وينبغي أن لا يعلى ولا يظلل ولا يزخرف ولا يشرف، ومأذنة المسجد ينبغي أن تبنى مع حائطه ولا ترفع عليه ولا يبني في وسطه ولا يجعل المحراب داخلا في بناء الحائط، ومن أخذ من آلته شيئا من الحصى أو غيره وجب رده إليه أو إلى غيره من المساجد ولا تنشد فيه الضالة. ويجنب البيع والشرى وإنشاد الشعر ورفع الأصوات ودخول الصبيان والمجانين عليه، وإقامة الحدود فيه وبري النبل وسل السيوف وعمل الصنائع، وينبغي للإنسان أن لا ينام فيه وإذا أكل شيئا من بصل أو ثوم لم يدخله حتى تزول رائحة ذلك عنه، وما ينبغي فعله من التيمم لمن أجنب في المسجد الحرام ومسجد النبي ص قد ذكرناه فيما تقدم.
ومن أراد دخول المسجد فليمسح أسفل رجليه أو أسفل شمشكه أو خفه أو نعله أو ما يكون فيه، ويقدم رجله اليمنى عند دخوله ويقول: بسم الله وبالله اللهم صل على محمد بن عبد الله وعلى آله وافتح لنا باب رحمتك واجعلنا من عمار مساجدك جل ثناء وجهك، وإذا أراد الخروج قدم رجله اليسرى في ذلك ويقول: اللهم صل على محمد وآل محمد