وافتح لنا باب فضلك، وإن أراد أن يبصق فليضع ذلك في أسفل ما يمشي به من شمشك أو غيره، ولا يبصق في المسجد فإن فعل ذلك فليدفنه في التراب ولا يدفن فيه ميت.
وتنظيف المساجد فيه فضل كثير وكذلك إسراجها، ولا يكشف في شئ منها عورة وإذا بنى الانسان مسجدا في داره جاز له تغييره وتوسيعه وتضييقه وإذا استهدم المسجد فصار مما لا يرجى فيه الصلاة بخراب ما حوله وانقطاع الطريق عنه وكان له آلة جاز أن يستعمل فيما عداه من المساجد وإذا صار على هذه الصفة لم يعد ملكا على حال.
باب الجماعة وأحكامها:
الاجتماع في الفرائض فيما عدا الجمعة مندوب إليه وفيه فضل كثير وأما في الجمعة مع اجتماع الشروط فواجب، وقد روي أن صلاة الرجل جماعة يزيد على صلاة من صلى وحده في الفضل بخمسة وعشرين صلاة والأفضل للإنسان أن لا يترك الجماعة إلا لعذر والعذر على ضربين: أحدهما عام والآخر خاص، فأما العام فهو المطر والوحل والريح الشديد وما جرى مجرى ذلك، وأما الخاص فهو الخوف والمرض ومدافعة الأخبثين وفوات الرفاق وحضور الطعام مع شدة الحاجة إلى أكله أو خبز أو طبيخ يخاف على تلفهما إن تركهما، أو يكون له عليل أو مريض شديد أو يغلبه النعاس الكثير يخاف من انتظار الجماعة عليه النوم وانتقاض الطهر فتفوته الصلاة، أو إباق عبد أو هلاك مال أو ما يجري مجرى ذلك.
وتنعقد الجماعة بشرطين: أحدهما العدد والآخر الأذان والإقامة وأقل ما ينعقد به العدد ثلاثة أحدهم الإمام، وينبغي أن يعدل الصفوف ويكون بين كل صفين مربض عنز وما أشبه ذلك ولا يمكن أحد من الصبيان والعبيد والنساء والمخنثين من الوقوف في الصف الأول، وإذا امتلأت الصفوف ووقف الانسان وحده كان جائزا وإذا رأى الانسان خللا في الصف فيستحب أن يسده بنفسه ويجوز للإنسان أن يقف بين الأساطين، وإذا وقف الرجل بحيث يكون بينه وبين الإمام ساتر من جدار وما جرى مجراه أو كان خلف المقاصير التي ليست مخرمة لم تكن صلاته جماعة وقد رخص للنساء في ذلك، وأفضل الصفوف الصف الأول وما قرب من الإمام وكان عن يمينه، وإذا صلى في المسجد جماعة فإنه يكره أن تصلي فيه تلك