الفرائض تكبيرة الافتتاح وتمام الركوع والسجود، وأدنى ما يجزئ من التشهد الشهادتان، ولا تدع التعفير وسجدة الشكر، في سفر ولا حضر.
حسنوا نوافلكم واعلموا أنها هدية إلى الله عز وجل، حافظوا على صلاة الليل فإنها حرمة الرب تدر الرزق وتحسن الوجه وتضمن رزق النهار، طولوا الوقوف في الوتر فإنه نروي: أن من طول الوقوف في الوتر قل وقوفه يوم القيامة، اعلموا أن النوافل إنما وضعت لاختلاف الناس في مقادير قوتهم لأن بعض الخلق أقوى من بعض، فوضعت الفرائض على أضعف الخلق ثم أردف بالسنن ليعمل كل قوي بمبلغ قوته وكل ضعيف بمبلغ ضعفه، فلا يكلف أحد فوق طاقته ولا يبلغ قوة القوي حتى تكون مستعملة في وجه من وجوه الطاعة وكذلك كل مفروض من الصيام والحج.
ولكل فريضة سنة لهذا المعنى.
فإذا كنت إماما فكبر واحدة تجهر فيها وتسر الستة فإذا كبرت فأشخص ببصرك نحو سجودك وأرسل منكبك وضع يديك على فخذيك قبالة ركبتيك فإنه أحرى أن تقيم بصلاتك، ولا تقدم رجلا على رجل ولا تنفخ في موضع سجودك ولا تعبث بالحصى فإن أردت ذلك فليكن قبل دخولك في الصلاة، ولا تقرأ في صلاة الفريضة: والضحى والم نشرح والم تر كيف ولإيلاف ولا المعوذتين، فإنه قد نهى عن قراءتهما في الفرائض لأنه روي أن: والضحى والم نشرح سورة واحدة وكذلك أ لم تر كيف ولإيلاف سورة واحدة بصغرها وأن المعوذتين من الرقية ليستا من القرآن دخلوها في القرآن، وقيل: أن جبرئيل ع علمها رسول الله ص، فإن أردت قراءة بعض هذه السور الأربع فاقرأ والضحى والم نشرح ولا تفصل بينهما وكذلك أ لم تر كيف ولإيلاف، وأما المعوذتان فلا تقرأهما في الفرائض ولا بأس في النوافل.
فإن أنت تؤم بالناس فلا تطول في صلاتك وخفف فإذا كنت وحدك فقل ما شئت فإنها عبادة، فإذا سجدت فليكن سجودك على الأرض أو على شئ ينبت من الأرض مما لا يلبس، ولا تسجد على الحصر المدنية لأن سيورها من جلود ولا تسجد على شعر ولا على وبر ولا على صوف ولا على جلود ولا على إبريسم ولا على زجاج ولا على ما يلبس به الانسان