السفر الإفطار، والفرق بينه وبين شهر رمضان ما سلف من الكلام وهو أن شهر رمضان فرض بدأ الله تعالى به لعباده فرخص لهم في إفطاره في السفر والنذر فرض أدخله الانسان على نفسه وعلقه بشرط لزمه القيام به فلم يسغ له فيه الخلاف.
باب الاعتكاف وما يجب فيه من الصيام:
والاعتكاف هو أن يلزم الانسان المسجد فلا يخرج منه إلا لحدث يوجب الطهارة أو عيادة مريض أو تشييع جنازة أو أمر ضروري لا بد له منه، وإذا خرج من المسجد فلا يظله سقف يجلس تحته حتى يعود إلى المسجد، ويجب عليه كف الجوارح وغض البصر والتشاغل بالخيرات، ولا اعتكاف إلا بصيام ولا اعتكاف أقل من ثلاثة أيام ولا يكون الاعتكاف إلا في المسجد الأعظم وقد روي أنه لا يكون إلا في مسجد جمع فيه نبي أو وصي نبي. ومن أفطر وهو معتكف لغير عذر أو جامع وجب عليه ما يجب على فاعل ذلك في شهر رمضان متعمدا بغير علة.
والمساجد التي جمع فيها نبي أو وصي نبي فجاز لذلك الاعتكاف فيها أربعة مساجد:
المسجد الحرام جمع فيه رسوله الله صلى الله عليه وآله، ومسجد المدينة جمع فيه رسول الله صلى الله عليه وآله أيضا وأمير المؤمنين عليه السلام، ومسجد الكوفة جمع فيه أمير المؤمنين عليه السلام، ومسجد البصرة جمع فيه أمير المؤمنين عليه السلام. والمراد بالجمع فيما ذكرناه الجمعة صلاها هاهنا بالناس جماعة دون غيرها من الصلوات.
باب وجوه الصيام وشرح جميعها على البيان:
والصوم أربعين وجها كما جاء به الأثر عن زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام، عشرة أوجه منها واجبة على اختلاف وجوه لزومها في الصيام، وعشرة أوجه منها صيامها حرام، وأربعة عشر وجها صاحبها فيها بالخيار، وثلاثة أوجه وهي صوم الأذن وله أوصاف وصوم التأديب وصوم السفر وصوم المرض وله أحكام.