والقيروان وما جرى هذا المجرى فإن لكل بلد حكم سقعه ونفسه ولا يجب على أهل بلد مما ذكرناه العمل بما رآه أهل البلد الآخر.
والوقت الذي يجب الإمساك فيه عما يفطر من طعام وشراب وجماع وغير ذلك هو من طلوع الفجر إلى أن تغرب الشمس، وذلك مباح للإنسان في الليل فإن طلع الفجر وهو على حال أكل وشرب وجب عليه قطعه والإمساك عنه وإن كان في فمه منه شئ وجب أن يلفظه ويمتنع بلع شئ يبقى في فيه منه، وإن أراد الجماع في هذه الحال وجب عليه الامتناع منه فإن طلع الفجر عليه وهو مخالط وجب عليه الإمساك عن الحركة لترك ذلك بنية التخلص منه متى لم يفعل ما ذكرنا فقد أخطأ وأفسد صوم يومه ولزمه القضاء والكفارة، وسنذكر ما يفسد الصوم وما لا يفسده وما يوجب القضاء والكفارة وما لا يوجب ذلك فيما بعد إن شاء الله تعالى، وعلامة غروب الشمس زوال الحمرة من أفق المشرق وهو وقت الإفطار الذي لا يجوز ذلك قبله، ومن رأى القرص وقد غاب عن بصره ثم رأى الشمس على رؤوس الجبال، والشفق الذي ذكرناه باقيا لم يزل فليس يجوز له الإفطار.
باب في ذكر ما ينبغي للصائم الإمساك عنه:
الذي ينبغي للصائم الإمساك عنه على ضربين: واجب ومكروه، والواجب على ضربين: أحدهما يفسده والآخر لا يفسده، والذي يفسده على ضربين: أحدهما يوجب القضاء والكفارة والآخر يوجب القضاء دون الكفارة، ونحن نذكر جميع ذلك في أبوابه بمشيئة الله تعالى.
باب ما يفسد الصوم ويوجب القضاء والكفارة:
الذي يفسد الصوم ويوجب القضاء والكفارة الأكل والشرب في نهاره متعمدا والجماع كذلك وإن لم يكن معه إنزال واستنزال الماء الدافق في كل حال، والكذب على الله تعالى ورسوله أو أحد الأئمة ع، وازدراد ما لا يؤكل ولا يشرب والبقاء على حال الجنابة متعمدا من غير ضرورة حتى يطلع الفجر والنوم على حال الجنابة إلى أن يطلع الفجر