مسكن الفؤاد - الشهيد الثاني - الصفحة ٤٢
فصل فيما يتعلق (1) بهذا الباب عن زيد بن أسلم قال: مات لداود عليه السلام ولد، فحزن عليه حزنا كثيرا، فأوحى الله إليه: (يا داود، ما كان يعدل هذا الولد عندك؟ قال: يا رب، كان يعدل هذا عندي ملء الأرض ذهبا، قال: فلك عندي يوم القيامة ملء الأرض ثوابا) (2).
وعن داود بن أبي هند (3) قال: رأيت في المنام كأن القيامة قد قامت، وكأن الناس يدعون إلى الحساب، قال: فقربت إلى الميزان، ووضعت حسناتي في كفة وسيئاتي في كفة، فرجحت السيئات على الحسنات، فبينما أنا كذلك مغموم إذ اتيت بمنديل أبيض - أو خرقة بيضاء - فوضعت مع حسناتي فرجحت، فقيل لي: أتدري ما هذا؟ قلت: لا قيل: هذا سقط كان لك، قلت: فإنه كانت لي ابنة، فقيل: بنتك ليست كذلك) (4)، لأنك كنت تتمنى موتها.
وعن أبي شوذب: ان رجلا كان له ابن لم يبلغ الحلم، فأرسل إلى قومه فقال:
لي إليكم حاجة، قالوا: ما هي؟ قال: إني أريد أن أدعو على ابني هذا أن يقبضه الله تعالى، وتؤمنون على دعائي، قال: فسألوه عن سبب ذلك: فأخبرهم أنه رأى في نومه (5) كأن الناس قد جمعوا ليوم القيامة، وأصابهم عطش شديد، فإذا الولدان قد خرجوا من الجنة معهم الأباريق، وفيهم ابن أخ له، فالتمس منه أن يسقيه فأبى، وقال: يا عم، إنا لا نسقي إلا الآباء، فأحببت أن يجعل الله ولدي هذا فرطا لي، فدعا فأمنوا، فلم يلبث الصبي حتى مات.
أخرجه البيهقي في (الشعب).
وعن محمد بن خلف (6) قال: كان الإبراهيم الحربي ابن له إحدى عشرة سنة قد

(١) في نسخة (ش): مما يلتحق.
(٢) رواه الشيخ ورام في تنبيه الخواطر ١: ٢٨٧، والسيوطي في الدر المنثور ٥: ٣٠٦ باختلاف في ألفاظه.
(٣) في (ح): داود بن هند، والصواب ما أثبتناه من نسخة (ش) راجع مجمع الرجال ٢: ٢٧٩، الجرح والتعديل ٣: ٤١١ / ١٨٨١، تهذيب التهذيب ٣: ٢٠٤ / ٣٨٨، ميزان الاعتدال ٢: ١١ / ٢٦١٣).
(٤) في نسخة (ش): فقيل لي تيك ليست لك.
(٥) في نسخة (ش): منامه.
(٦) في (ح) محمد بن أبي خلف، والصواب ما أثبتناه من نسخة (ش)، راجع (رجال النجاشي: ٢٧٠، ومعجم رجال الحديث ١٦: ٧٤، خلاصة العلامة 1: 161 / 154).
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 العقل والعدل الإلهي 18
2 أفعاله تعالى غاية مصلحة العبد 19
3 مثال واقعي في دفع المكروهات 20
4 منفعة الولد الدنيوية لأبيه مظنونة 21
5 لا نسبة بين آلام الدنيا وآلام الآخرة 22
6 في الجزع فوات مرتبة الرضا 23
7 الدنيا دار كدر وعناء 24
8 الدنيا قنطرة الآخرة 25
9 الدنيا دار الفناء 26
10 حب الله يقتضي الرضا بأفعاله 27
11 من صفات المحبين لله تعالى 28
12 الباب الأول: في بيان الأعواض الحاصلة عن موت الأولاد وما يقرب من هذا المراد الأعواض عن موت الأولاد 30
13 حكايات ومنامات عن ثواب موت الأولاد 42
14 الباب الثاني: في الصبر وما يلحق به 45
15 الصوم نصف الصبر 46
16 أحاديث شريفة في الصبر 47
17 ثواب الصبر 51
18 ما يثبت الأجر على المصيبة وما يحبطه 53
19 أثر الصلاة في تهوين المصائب 56
20 الجزع محبط للأجر 57
21 محاسن البلاء 58
22 الصبر والجزع كاشفان عن بواطن الناس 59
23 فصل: في نبذ من أحوال السلف عند موت أبنائهم وأحبائهم 60
24 فصل في ذكر جماعة من النساء نقل العلماء صبرهن 68
25 الباب الثالث: في الرضا 79
26 ثواب الراضين بقسمة الله 80
27 الرضا من المقامات العالية 81
28 من معاني الرضا 82
29 من علامات الرضا 83
30 مرتبة الرضا أعلى من مرتبة الصبر 84
31 درجات الرضا 85
32 وقائع ماضية عن الرضا بالقضاء 87
33 الدعاء يدفع البلاء، وسبب تأخير الإجابة 90
34 من أسباب تأخير الإجابة 91
35 الباب الرابع: في البكاء 92
36 البكاء لا ينافي الصبر ولا الرضا بالقضاء 93
37 من الأعمال المنافية للصبر والمحبطة للأجر 99
38 ثواب الاسترجاع عند المصيبة 101
39 النواح الجائز 103
40 استحباب تعزية أهل الميت 105
41 كيفية التعزية 108
42 ذكر المصيبة بفقد الرسول من أعظم المعزيات 110
43 حكايات من لطائف التعازي 111
44 البلاء على قدر الإيمان 113
45 رسالة الإمام الصادق عليه السلام يعزي بني عمه 116