مسكن الفؤاد - الشهيد الثاني - الصفحة ٨١
وروي: أن موسى عليه السلام قال: (يا رب، دلني على أمر فيه رضاك عني أعمله، فأوحى الله تعالى، إليه: أن رضاي في كرهك، وأنت ما تصبر على ما تكره، قال:
يا رب، دلني عليه، قال: فإن رضاي في رضاك بقضائي) (1).
وفي مناجاة موسى عليه السلام: (أي رب، أي خلقك أحب إليك؟ قال من إذا أخذت حبيبه سالمني، قال: فأي خلق أنت عليه ساخط؟ قال: من يستخيرني في الأمر، فإذا قضيت له سخط قضائي).
وروي ما هو أشد منه، وذاك أن الله تعالى قال:
(أنا الله، لا إله إلا أنا، من لم يصبر على بلائي، ولم يرض بقضائي، فليتخذ ربا سوائي) (2).
ويروي: أن الله تعالى أوحى إلى داود عليه السلام: (يا داود، تريد وأريد، وإنما يكون ما أريد، فإن سلمت لما أريد كفيتك ما تريد، وإن لم تسلم لما أريد أتعبتك فيما تريد، ولا يكون إلا ما أريد) (3).
وعن ابن عباس: (أول من يدعى إلى الجنة يوم القيامة، الذين يحمدون الله تعالى على كل حال) (4).
وعن ابن مسعود: لئن الحسن جمرة أحرقت ما أحرقت، وأبقت ما أبقت، أحب إلي من أن أقول لشئ كان: ليته لم يكن، أو لشئ لم يكن: ليته كان.
وعن أبي الدرداء: (ذروة الإيمان الصبر للحكم، والرضا بالقدر).
وقال صلى الله عليه وآله: (إن الله تعالى بحكمته وجلاله جعل الروح والفرج في الرضا واليقين، وجعل الغم والحزن في الشك والسخط) (5).
وقال علي بن الحسين عليهما السلام: (الزهد عشرة أجزاء: أعلى درجة الزهد أدنى درجة الورع، وعلى درجة الورع أدنى درجة اليقين، وأعلى درجة اليقين أدنى درجة

(١) دعوات الراوندي: ٧١، والبحار ٨٢: ١٤٣.
(٢) دعوات الراوندي: ٧٤، الجامع الصغير ٢: ٢٣٥ / ٦٠١٠ باختلاف في ألفاظه.
(٣) التوحيد: ٣٣٧ / ٤.
(٤) أخرجه المجلسي في البحار ٨٢: ١٤٣.
(٥) المحاسن: ١٧ / ٤٧، مشكاة الأنوار: ١٢ و ١٣، الجامع الصغير ١: ٣٨٢ / ٢٤٩٣، منتخب كنز العمال ١: ١٧٨ و 156 و 257.
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 العقل والعدل الإلهي 18
2 أفعاله تعالى غاية مصلحة العبد 19
3 مثال واقعي في دفع المكروهات 20
4 منفعة الولد الدنيوية لأبيه مظنونة 21
5 لا نسبة بين آلام الدنيا وآلام الآخرة 22
6 في الجزع فوات مرتبة الرضا 23
7 الدنيا دار كدر وعناء 24
8 الدنيا قنطرة الآخرة 25
9 الدنيا دار الفناء 26
10 حب الله يقتضي الرضا بأفعاله 27
11 من صفات المحبين لله تعالى 28
12 الباب الأول: في بيان الأعواض الحاصلة عن موت الأولاد وما يقرب من هذا المراد الأعواض عن موت الأولاد 30
13 حكايات ومنامات عن ثواب موت الأولاد 42
14 الباب الثاني: في الصبر وما يلحق به 45
15 الصوم نصف الصبر 46
16 أحاديث شريفة في الصبر 47
17 ثواب الصبر 51
18 ما يثبت الأجر على المصيبة وما يحبطه 53
19 أثر الصلاة في تهوين المصائب 56
20 الجزع محبط للأجر 57
21 محاسن البلاء 58
22 الصبر والجزع كاشفان عن بواطن الناس 59
23 فصل: في نبذ من أحوال السلف عند موت أبنائهم وأحبائهم 60
24 فصل في ذكر جماعة من النساء نقل العلماء صبرهن 68
25 الباب الثالث: في الرضا 79
26 ثواب الراضين بقسمة الله 80
27 الرضا من المقامات العالية 81
28 من معاني الرضا 82
29 من علامات الرضا 83
30 مرتبة الرضا أعلى من مرتبة الصبر 84
31 درجات الرضا 85
32 وقائع ماضية عن الرضا بالقضاء 87
33 الدعاء يدفع البلاء، وسبب تأخير الإجابة 90
34 من أسباب تأخير الإجابة 91
35 الباب الرابع: في البكاء 92
36 البكاء لا ينافي الصبر ولا الرضا بالقضاء 93
37 من الأعمال المنافية للصبر والمحبطة للأجر 99
38 ثواب الاسترجاع عند المصيبة 101
39 النواح الجائز 103
40 استحباب تعزية أهل الميت 105
41 كيفية التعزية 108
42 ذكر المصيبة بفقد الرسول من أعظم المعزيات 110
43 حكايات من لطائف التعازي 111
44 البلاء على قدر الإيمان 113
45 رسالة الإمام الصادق عليه السلام يعزي بني عمه 116