مسكن الفؤاد - الشهيد الثاني - الصفحة ١٠٨
فصل وأما كيفيتها فقد تقدم خبر المصافحة فيها.
وأما ما يقال فيها فما يتفق من الكلمات، ويروى من الأخبار المؤدية إلى السلوة، ولا شئ مثل إيراد بعض ما تضمنته هذه الرسالة، فإن فيها شفاء لما في الصدور، وبلاغا وافيا في تحقيق هذه الأمور.
وعن علي عليه السلام قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا عزى قال:
آجركم الله ورحمكم، وإذا هنأ قال: بارك الله لكم، وبارك عليكم).
وروي: أنه توفي لمعاذ ولد، فاشتد وجده عليه، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله، فكتب إليه:
(بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى معاذ، سلام عليك، فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو.
أما بعد: أعظم الله لك الأجر، وألهمك الصبر، ورزقنا وإياك الشكر، فإن أنفسنا (وأهلينا وموالينا) (1) وأولادنا من مواهب الله - عز وجل الهنيئة، وعواريه المستودعة، نمتع بها إلى أجل معلوم، وتقبض لوقت معدود، ثم افترض علينا الشكر إذا أعطانا، والصبر إذا ابتلانا، وكان ابنك من مواهب الله الهنيئة، وعواريه المستودعة، متعك الله به في غبطة وسرور، وقبضه منك بأجر كثير، الصلاة والرحمة والهدى إن صبرت واحتسبت، فلا تجمعن عليك مصيبتين، فيحبط لك أجرك، وتندم على ما فاتك، فلو قدمت على ثواب مصيبتك، علمت أن المصيبة قصرت في جنب الله عن الثواب: فتنجز من الله موعوده، وليذهب أسفك على ما هو نازل بك، فكأن قد، والسلام) (2).
وعن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام، عن أبيه، عن جده، قال: (لما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله جاء جبرئيل عليه السلام، والنبي صلى الله عليه وآله مسجى، وفي البيت علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، فقال:

(١) في (ش): وأهالينا وأموالنا.
(٢) روي باختلاف في ألفاظه في التعازي: ١٢ / ١٤، ومنتخب كنز العمال ٦: ٢٧٧، والمستدرك على الصحيحين 3: 273.
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 العقل والعدل الإلهي 18
2 أفعاله تعالى غاية مصلحة العبد 19
3 مثال واقعي في دفع المكروهات 20
4 منفعة الولد الدنيوية لأبيه مظنونة 21
5 لا نسبة بين آلام الدنيا وآلام الآخرة 22
6 في الجزع فوات مرتبة الرضا 23
7 الدنيا دار كدر وعناء 24
8 الدنيا قنطرة الآخرة 25
9 الدنيا دار الفناء 26
10 حب الله يقتضي الرضا بأفعاله 27
11 من صفات المحبين لله تعالى 28
12 الباب الأول: في بيان الأعواض الحاصلة عن موت الأولاد وما يقرب من هذا المراد الأعواض عن موت الأولاد 30
13 حكايات ومنامات عن ثواب موت الأولاد 42
14 الباب الثاني: في الصبر وما يلحق به 45
15 الصوم نصف الصبر 46
16 أحاديث شريفة في الصبر 47
17 ثواب الصبر 51
18 ما يثبت الأجر على المصيبة وما يحبطه 53
19 أثر الصلاة في تهوين المصائب 56
20 الجزع محبط للأجر 57
21 محاسن البلاء 58
22 الصبر والجزع كاشفان عن بواطن الناس 59
23 فصل: في نبذ من أحوال السلف عند موت أبنائهم وأحبائهم 60
24 فصل في ذكر جماعة من النساء نقل العلماء صبرهن 68
25 الباب الثالث: في الرضا 79
26 ثواب الراضين بقسمة الله 80
27 الرضا من المقامات العالية 81
28 من معاني الرضا 82
29 من علامات الرضا 83
30 مرتبة الرضا أعلى من مرتبة الصبر 84
31 درجات الرضا 85
32 وقائع ماضية عن الرضا بالقضاء 87
33 الدعاء يدفع البلاء، وسبب تأخير الإجابة 90
34 من أسباب تأخير الإجابة 91
35 الباب الرابع: في البكاء 92
36 البكاء لا ينافي الصبر ولا الرضا بالقضاء 93
37 من الأعمال المنافية للصبر والمحبطة للأجر 99
38 ثواب الاسترجاع عند المصيبة 101
39 النواح الجائز 103
40 استحباب تعزية أهل الميت 105
41 كيفية التعزية 108
42 ذكر المصيبة بفقد الرسول من أعظم المعزيات 110
43 حكايات من لطائف التعازي 111
44 البلاء على قدر الإيمان 113
45 رسالة الإمام الصادق عليه السلام يعزي بني عمه 116