مسكن الفؤاد - الشهيد الثاني - الصفحة ٥٣
فصل وعنه عليه السلام: (الضرب على الفخذ عند المصيبة يحبط الأجر (1)، والصبر عند الصدمة الأولى أعظم وعظم الأجر على قدر المصيبة، ومن استرجع بعد المصيبة جدد الله له أجرها كيوم أصيب بها).
وسأل رجل النبي صلى الله عليه وآله: ما يحبط الأجر في المصيبة؟ فقال:
(تصفيق الرجل بيمينه على شماله، والصبر عند الصدمة الأولى، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فعليه السخط.) وعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: (ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي، واخلف لي خيرا منه، إلا آجره الله تعالى في مصيبته، واخلف له خيرا منها).
قالت: فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله، فأخلف لي خيرا منه: رسول الله صلى الله عليه وآله (2).
وفي لفظ آخر: أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: (ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله عز وجل: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي، واخلف لي خيرا منه) قالت: فلما مات أبو سلمة رضي الله عنه، قلت: أي رجل خير من أبي سلمة؟ أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ثم إني قلتها فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وآله.
[قالت: أرسل رسول الله صلى الله عليه وآله] (3) بحاطب ابن أبي بلتعة يخطبني، فقلت له: إن لي بنتا وأنا غيور، فقال: (أما بنتها فأدعو الله أن يغنيها عنها، وأدعو الله أن يذهب بالغيرة) (4).
وفي حديث آخر: قالت: أتاني أبو سلمة يوما من عند رسول الله صلى الله عليه

(١) روى الصدوق في الفقيه ٤: ٢٩٨ / ٩٠٠ نحوه.
(٢) صحيح مسلم ٢: ٦٣٢ / 4، الترغيب والترهيب 4: 336 / 2 باختلاف يسير.
(3) أثبتناه من البحار.
(4) الترغيب والترهيب 4: 336 / 2.
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 العقل والعدل الإلهي 18
2 أفعاله تعالى غاية مصلحة العبد 19
3 مثال واقعي في دفع المكروهات 20
4 منفعة الولد الدنيوية لأبيه مظنونة 21
5 لا نسبة بين آلام الدنيا وآلام الآخرة 22
6 في الجزع فوات مرتبة الرضا 23
7 الدنيا دار كدر وعناء 24
8 الدنيا قنطرة الآخرة 25
9 الدنيا دار الفناء 26
10 حب الله يقتضي الرضا بأفعاله 27
11 من صفات المحبين لله تعالى 28
12 الباب الأول: في بيان الأعواض الحاصلة عن موت الأولاد وما يقرب من هذا المراد الأعواض عن موت الأولاد 30
13 حكايات ومنامات عن ثواب موت الأولاد 42
14 الباب الثاني: في الصبر وما يلحق به 45
15 الصوم نصف الصبر 46
16 أحاديث شريفة في الصبر 47
17 ثواب الصبر 51
18 ما يثبت الأجر على المصيبة وما يحبطه 53
19 أثر الصلاة في تهوين المصائب 56
20 الجزع محبط للأجر 57
21 محاسن البلاء 58
22 الصبر والجزع كاشفان عن بواطن الناس 59
23 فصل: في نبذ من أحوال السلف عند موت أبنائهم وأحبائهم 60
24 فصل في ذكر جماعة من النساء نقل العلماء صبرهن 68
25 الباب الثالث: في الرضا 79
26 ثواب الراضين بقسمة الله 80
27 الرضا من المقامات العالية 81
28 من معاني الرضا 82
29 من علامات الرضا 83
30 مرتبة الرضا أعلى من مرتبة الصبر 84
31 درجات الرضا 85
32 وقائع ماضية عن الرضا بالقضاء 87
33 الدعاء يدفع البلاء، وسبب تأخير الإجابة 90
34 من أسباب تأخير الإجابة 91
35 الباب الرابع: في البكاء 92
36 البكاء لا ينافي الصبر ولا الرضا بالقضاء 93
37 من الأعمال المنافية للصبر والمحبطة للأجر 99
38 ثواب الاسترجاع عند المصيبة 101
39 النواح الجائز 103
40 استحباب تعزية أهل الميت 105
41 كيفية التعزية 108
42 ذكر المصيبة بفقد الرسول من أعظم المعزيات 110
43 حكايات من لطائف التعازي 111
44 البلاء على قدر الإيمان 113
45 رسالة الإمام الصادق عليه السلام يعزي بني عمه 116