مسكن الفؤاد - الشهيد الثاني - الصفحة ١٠٥
السابقة.
وأما الخاتمة فتشمل على فوائد مهمة.
يستحب تعزية أهل الميت استحبابا مؤكدا، وهي (تفعلة) من العزاء - بالمد والقصر - وهو السلو وحسن الصبر على المصائب، يقال عزيته فتعزى، أي صبرته فتصبر.
والمراد بها: طلب التسلي عن المصائب والتصبر عن الحزن والاكتئاب، بأسناد الأمر إلى الله عز وجل، ونسبته إلى عدله وحكمته، وذكر ما وعد الله تعالى على الصبر مع الدعاء للميت، والمصاب بتسليته عن مصيبته، وقد ورد في استحبابها والحث عليها أحاديث كثيرة.
وروى عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: (أتدرون ما حق الجار؟ إن استغاثك أغثته، وإن استقرضك أقرضته، وإن افتقر عدت عليه، وإن أصابته مصيبة عزيته، وإن أصابه خير هنأته، وإن مرض عدته، وإن مات اتبعت جنازته، ولا تستطل عليه بالبناء، فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، وإذا اشتريت فاكهة فأهد له، فإن لم تفعل فأدخلها سرا، ولا تخرج بها ولدك تغيظ بها ولده، ولا تؤذه بريح قدرك إلا أن تغرق له منها) (1).
وعن بهز بن حكيم بن معاوية بن جيدة القشيري، عن أبيه، عن جده، قال:
قلت: يا رسول الله: ما حق جاري علي؟ قال: (إن مرض عدته) وذكر نحوه الأول (2).
وأما الثواب فيها: فعن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: (من عزى مصابا فله مثل أجره) (3).
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
(من عزى مصابا كان له مثل أجره، من غير أن ينقصه الله من أجره شيئا (4)، ومن كفن مسلما كساه الله من سندس وإستبرق وحرير، ومن حفر قبرا لمسلم بنى الله عز وجل له بيتا في الجنة، ومن أنظر معسرا أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله).
وعن جابر أيضا رفعه: (من عزى حزينا ألبسه الله عز وجل من لباس التقوى،

(١) الترغيب والترهيب ٣: ٣٥٧ / ٢٠.
(٢) الترغيب والترهيب ٣: ٣٥٧ / ذيل حديث ٢٠.
(٣) الجامع الكبير ١: ٨٠١.
(٤) الكافي ٣: ٢٢٧ /. عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله.
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 العقل والعدل الإلهي 18
2 أفعاله تعالى غاية مصلحة العبد 19
3 مثال واقعي في دفع المكروهات 20
4 منفعة الولد الدنيوية لأبيه مظنونة 21
5 لا نسبة بين آلام الدنيا وآلام الآخرة 22
6 في الجزع فوات مرتبة الرضا 23
7 الدنيا دار كدر وعناء 24
8 الدنيا قنطرة الآخرة 25
9 الدنيا دار الفناء 26
10 حب الله يقتضي الرضا بأفعاله 27
11 من صفات المحبين لله تعالى 28
12 الباب الأول: في بيان الأعواض الحاصلة عن موت الأولاد وما يقرب من هذا المراد الأعواض عن موت الأولاد 30
13 حكايات ومنامات عن ثواب موت الأولاد 42
14 الباب الثاني: في الصبر وما يلحق به 45
15 الصوم نصف الصبر 46
16 أحاديث شريفة في الصبر 47
17 ثواب الصبر 51
18 ما يثبت الأجر على المصيبة وما يحبطه 53
19 أثر الصلاة في تهوين المصائب 56
20 الجزع محبط للأجر 57
21 محاسن البلاء 58
22 الصبر والجزع كاشفان عن بواطن الناس 59
23 فصل: في نبذ من أحوال السلف عند موت أبنائهم وأحبائهم 60
24 فصل في ذكر جماعة من النساء نقل العلماء صبرهن 68
25 الباب الثالث: في الرضا 79
26 ثواب الراضين بقسمة الله 80
27 الرضا من المقامات العالية 81
28 من معاني الرضا 82
29 من علامات الرضا 83
30 مرتبة الرضا أعلى من مرتبة الصبر 84
31 درجات الرضا 85
32 وقائع ماضية عن الرضا بالقضاء 87
33 الدعاء يدفع البلاء، وسبب تأخير الإجابة 90
34 من أسباب تأخير الإجابة 91
35 الباب الرابع: في البكاء 92
36 البكاء لا ينافي الصبر ولا الرضا بالقضاء 93
37 من الأعمال المنافية للصبر والمحبطة للأجر 99
38 ثواب الاسترجاع عند المصيبة 101
39 النواح الجائز 103
40 استحباب تعزية أهل الميت 105
41 كيفية التعزية 108
42 ذكر المصيبة بفقد الرسول من أعظم المعزيات 110
43 حكايات من لطائف التعازي 111
44 البلاء على قدر الإيمان 113
45 رسالة الإمام الصادق عليه السلام يعزي بني عمه 116