مسكن الفؤاد - الشهيد الثاني - الصفحة ١٠٩
السلام عليكم يا أهل بيت النبوة (١) ﴿كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة﴾ (2) الآية. ألا إن في الله عز وجل عزاء من كل مصيبة، وخلفا من كل هالك، ودركا لما فات، فبالله عز وجل فثقوا، وإياه فارجوا، فإن المصاب من حرم الثواب، هذا آخر وطئي (3) من الدنيا) (4).
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله عزتهم الملائكة، يسمعون الحسن ولا يرون الشخص، فقالوا: السلام عليكم - أهل البيت - ورحمة الله وبركاته، إن في الله - عز وجل - عزاء من كل مصيبة، وخلفا من كل فائت (5)، فبالله فثقوا، وإياه فارجوا، فإنما الحروم من حرم الثواب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته (6).
وروى البيهقي في (الدلائل) قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله، أحدق به أصحابه، فبكوا حوله، واجتمعوا، فدخل رجل أشهب اللحية جسيم صبيح، فتخطى رقابهم، فبكى، ثم التفت إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فقال:
إن في الله عزاء من كل مصيبة، وعوضا من كل فائت، وخلفا من كل هالك، فإلى الله فأنيبوا، وإليه فارغبوا، ونظره إليكم في البلاء فانظروا، فإن المصاب من لم يؤجر، وانصرف، فقال بعضهم لبعض: تعرفون الرجل؟ فقال علي عليه السلام: (نعم، هذا أخو رسول الله صلى الله عليه وآله، الخضر عليه السلام) (7).

(١) في (ش): الرحمة:
(٢) آل عمران ٣: ١٨٥.
(٣) في (ح) و (ش): وطء، وما أثبتناه من الكافي، أي نزولي إلى الأرض لإنزال الوحي.
(٤) الكافي ٣: ٢٢١ / ٥، والبحار ٨٢: ٩٦ / ٤٧.
(٥) في (ح): هالك.
(٦) الكافي ٣: ٢٢١ / 6 باختلاف في ألفاظه عن أبي عبد الله عليه السلام، والبحار 82: 96.
(7) دلائل النبوة 7: 269، ورواه الحاكم في مستدركه 3: 58، والمجلسي في البحار 82: 97.
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 العقل والعدل الإلهي 18
2 أفعاله تعالى غاية مصلحة العبد 19
3 مثال واقعي في دفع المكروهات 20
4 منفعة الولد الدنيوية لأبيه مظنونة 21
5 لا نسبة بين آلام الدنيا وآلام الآخرة 22
6 في الجزع فوات مرتبة الرضا 23
7 الدنيا دار كدر وعناء 24
8 الدنيا قنطرة الآخرة 25
9 الدنيا دار الفناء 26
10 حب الله يقتضي الرضا بأفعاله 27
11 من صفات المحبين لله تعالى 28
12 الباب الأول: في بيان الأعواض الحاصلة عن موت الأولاد وما يقرب من هذا المراد الأعواض عن موت الأولاد 30
13 حكايات ومنامات عن ثواب موت الأولاد 42
14 الباب الثاني: في الصبر وما يلحق به 45
15 الصوم نصف الصبر 46
16 أحاديث شريفة في الصبر 47
17 ثواب الصبر 51
18 ما يثبت الأجر على المصيبة وما يحبطه 53
19 أثر الصلاة في تهوين المصائب 56
20 الجزع محبط للأجر 57
21 محاسن البلاء 58
22 الصبر والجزع كاشفان عن بواطن الناس 59
23 فصل: في نبذ من أحوال السلف عند موت أبنائهم وأحبائهم 60
24 فصل في ذكر جماعة من النساء نقل العلماء صبرهن 68
25 الباب الثالث: في الرضا 79
26 ثواب الراضين بقسمة الله 80
27 الرضا من المقامات العالية 81
28 من معاني الرضا 82
29 من علامات الرضا 83
30 مرتبة الرضا أعلى من مرتبة الصبر 84
31 درجات الرضا 85
32 وقائع ماضية عن الرضا بالقضاء 87
33 الدعاء يدفع البلاء، وسبب تأخير الإجابة 90
34 من أسباب تأخير الإجابة 91
35 الباب الرابع: في البكاء 92
36 البكاء لا ينافي الصبر ولا الرضا بالقضاء 93
37 من الأعمال المنافية للصبر والمحبطة للأجر 99
38 ثواب الاسترجاع عند المصيبة 101
39 النواح الجائز 103
40 استحباب تعزية أهل الميت 105
41 كيفية التعزية 108
42 ذكر المصيبة بفقد الرسول من أعظم المعزيات 110
43 حكايات من لطائف التعازي 111
44 البلاء على قدر الإيمان 113
45 رسالة الإمام الصادق عليه السلام يعزي بني عمه 116