مسكن الفؤاد - الشهيد الثاني - الصفحة ٨٣
- يا محمد - من الصديقين عندي) (1).
وعنه عليه السلام قال: (في ما أوحى الله عز وجل إلى موسى عليه السلام: يا موسى بن عمران، ما خلقت خلقا أحب إلي من عبدي المؤمن، فإني إنما أبتليه لما هو خير له، وأعافيه لما هو خير له، وأزوي عنه لما هو خير له، وأنا أعلم بما يصلح عليه عبدي، فليصبر على بلائي، وليشكر نعمائي وليرض بقضائي، أكتبه في الصديقين عندي، إذا عمل برضاي، وأطاع أمري) (2).
وقيل للصادق عليه السلام: بأي شئ يعلم (3) المؤمن بأنه مؤمن؟ قال:
(بالتسليم لله، والرضا فيما ورد عليه من سرور أو سخط) (4).
وروي في الإسرائيليات: أن عابدا عبد الله تعالى دهرا طويلا فرأى في المنام:
فلانة رفيقتك في الجند، فسأل عنها، واستضافها ثالثا لينظر إلى علمها، فكان يبيت قائما، وتبيت نائمة، ويظلل صائما، وتظل مفطرة، فقال لها: أما لك عمل غير ما رأيت؟
فقالت: ما هو والله غير ما رأيت، ولا أعرف غيره، فلم يزل يقول: تذكري، حتى قالت: خصيلة واحدة، هي إن كنت في شدة لم أتمن أن أكون في رخاء، وإن كنت في مرض لم أتمن أن أكون في صحة، وإن كنت في الشمس لم أتمن أن أكون في الظل، فوضع العابد يديه على رأسه، وقال: أهذه خصيلة؟ هذه - والله - خصلة عظيمة يعجز عنها العباد.

(١) الكافي ٢: ٥٠ / ٦.
(٢) الكافي ٢: ٥١ / ٧، أمالي المفيد: ٩٣ / ٢، أمالي الطوسي: ١: ٢٤٣، المؤمن: ١٧ / ٩، التمحيص:
٥٥ / ١٠٨، مشكاة الأنوار: ٢٩٩.
(٣) في هامش (ح): يعرف.
(٤) الكافي ٢: ٥٢ / 12.
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 العقل والعدل الإلهي 18
2 أفعاله تعالى غاية مصلحة العبد 19
3 مثال واقعي في دفع المكروهات 20
4 منفعة الولد الدنيوية لأبيه مظنونة 21
5 لا نسبة بين آلام الدنيا وآلام الآخرة 22
6 في الجزع فوات مرتبة الرضا 23
7 الدنيا دار كدر وعناء 24
8 الدنيا قنطرة الآخرة 25
9 الدنيا دار الفناء 26
10 حب الله يقتضي الرضا بأفعاله 27
11 من صفات المحبين لله تعالى 28
12 الباب الأول: في بيان الأعواض الحاصلة عن موت الأولاد وما يقرب من هذا المراد الأعواض عن موت الأولاد 30
13 حكايات ومنامات عن ثواب موت الأولاد 42
14 الباب الثاني: في الصبر وما يلحق به 45
15 الصوم نصف الصبر 46
16 أحاديث شريفة في الصبر 47
17 ثواب الصبر 51
18 ما يثبت الأجر على المصيبة وما يحبطه 53
19 أثر الصلاة في تهوين المصائب 56
20 الجزع محبط للأجر 57
21 محاسن البلاء 58
22 الصبر والجزع كاشفان عن بواطن الناس 59
23 فصل: في نبذ من أحوال السلف عند موت أبنائهم وأحبائهم 60
24 فصل في ذكر جماعة من النساء نقل العلماء صبرهن 68
25 الباب الثالث: في الرضا 79
26 ثواب الراضين بقسمة الله 80
27 الرضا من المقامات العالية 81
28 من معاني الرضا 82
29 من علامات الرضا 83
30 مرتبة الرضا أعلى من مرتبة الصبر 84
31 درجات الرضا 85
32 وقائع ماضية عن الرضا بالقضاء 87
33 الدعاء يدفع البلاء، وسبب تأخير الإجابة 90
34 من أسباب تأخير الإجابة 91
35 الباب الرابع: في البكاء 92
36 البكاء لا ينافي الصبر ولا الرضا بالقضاء 93
37 من الأعمال المنافية للصبر والمحبطة للأجر 99
38 ثواب الاسترجاع عند المصيبة 101
39 النواح الجائز 103
40 استحباب تعزية أهل الميت 105
41 كيفية التعزية 108
42 ذكر المصيبة بفقد الرسول من أعظم المعزيات 110
43 حكايات من لطائف التعازي 111
44 البلاء على قدر الإيمان 113
45 رسالة الإمام الصادق عليه السلام يعزي بني عمه 116