مسكن الفؤاد - الشهيد الثاني - الصفحة ٤٩
وعنه عليه السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من جرعة أحب إلى الله تعالى من جرعة غيظ كظما رجل، أو جرعة صبر على مصيبة، وما من قطرة أحب إلى الله تعالى من قطرة دمع من خشية الله، أو قطرة دم أهرقت في سبيل الله) (1).
وعنه عليه السلام: (المصائب مفاتيح الأجر).
وعن زيد العابدين عليه السلام: (إذا جمع الله الأولين والآخرين ينادي مناد:
أين الصابرون؟ ليدخلوا الجنة بغير حساب، قال: فيقوم عنق من الناس، فتتلقاهم الملائكة، فيقولون: إلى أين، يا بني آدم؟! فيقولون: إلى الجنة، فيقولون: وقبل الحساب؟ فقالوا: نعم قالوا: ومن أنتم؟ قالوا الصابرون. قالوا وما كان صبركم؟
قالوا: صبرنا على طاعة الله، وصبرنا عن معصية الله، حتى توفانا الله عز وجل، قالوا، أنتم كما قلتم، أدخلوا الجنة، فنعم أجر العاملين) (2).
وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (قال الله عز وجل:
إذا وجهت إلى عبد من عبيدي مصيبة في بدنه أو ماله أو ولده، ثم استقبل ذلك بصبر جميل، استحييت منه يوم القيامة أن أنصب له ميزانا، أو أنشر له ديوانا) (3).
وعن ابن مسعود، عنه صلى الله عليه وآله وسلم، قال: (ثلاث من رزقهن فقد رزق خير الدارين: الرضا بالقضاء، والصبر على البلاء، والدعاء في الرخاء) (4).
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: (يا غلام - أو يا غليم - ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن؟ فقلت: بلى، فقال:
إحفظ الله يحفظك، إحفظ الله تجده أمامك، تعرف (إلى الله) (5) في الرخاء يعرف في الشدة، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن في الصير على ما تكره خيرا كثيرا، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا) (6).

(١) الدر المنثور ٢: ٧٤.
(٢) كشف الغمة ٢: ١٠٣ باختلاف يسير، وروي باختلاف في ألفاظه في أمالي الطوسي ١: ١٠٠، وفقه الرضا: ٣٦٨، وتنبيه الخواطر ٢: ١٨٠.
(٣) جامع الأخبار: ١٣٦، الجامع الصغير ٢: ٢٤٢ / ٦٠٤٣، منتخب كنز العمال ١: ٢١٠.
(٤) دعوات الراوندي: ١٢١ / ٢٨٩، المستطرف ٢: ٧٠، باختلاف يسير.
(٥) في (ح): إليه.
(٦) مسند أحمد ١: ٣٠٧، الدر المنثور ١: ٦٦. وروي باختلاف يسير في مشكاة الأنوار: ٢٠.
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 العقل والعدل الإلهي 18
2 أفعاله تعالى غاية مصلحة العبد 19
3 مثال واقعي في دفع المكروهات 20
4 منفعة الولد الدنيوية لأبيه مظنونة 21
5 لا نسبة بين آلام الدنيا وآلام الآخرة 22
6 في الجزع فوات مرتبة الرضا 23
7 الدنيا دار كدر وعناء 24
8 الدنيا قنطرة الآخرة 25
9 الدنيا دار الفناء 26
10 حب الله يقتضي الرضا بأفعاله 27
11 من صفات المحبين لله تعالى 28
12 الباب الأول: في بيان الأعواض الحاصلة عن موت الأولاد وما يقرب من هذا المراد الأعواض عن موت الأولاد 30
13 حكايات ومنامات عن ثواب موت الأولاد 42
14 الباب الثاني: في الصبر وما يلحق به 45
15 الصوم نصف الصبر 46
16 أحاديث شريفة في الصبر 47
17 ثواب الصبر 51
18 ما يثبت الأجر على المصيبة وما يحبطه 53
19 أثر الصلاة في تهوين المصائب 56
20 الجزع محبط للأجر 57
21 محاسن البلاء 58
22 الصبر والجزع كاشفان عن بواطن الناس 59
23 فصل: في نبذ من أحوال السلف عند موت أبنائهم وأحبائهم 60
24 فصل في ذكر جماعة من النساء نقل العلماء صبرهن 68
25 الباب الثالث: في الرضا 79
26 ثواب الراضين بقسمة الله 80
27 الرضا من المقامات العالية 81
28 من معاني الرضا 82
29 من علامات الرضا 83
30 مرتبة الرضا أعلى من مرتبة الصبر 84
31 درجات الرضا 85
32 وقائع ماضية عن الرضا بالقضاء 87
33 الدعاء يدفع البلاء، وسبب تأخير الإجابة 90
34 من أسباب تأخير الإجابة 91
35 الباب الرابع: في البكاء 92
36 البكاء لا ينافي الصبر ولا الرضا بالقضاء 93
37 من الأعمال المنافية للصبر والمحبطة للأجر 99
38 ثواب الاسترجاع عند المصيبة 101
39 النواح الجائز 103
40 استحباب تعزية أهل الميت 105
41 كيفية التعزية 108
42 ذكر المصيبة بفقد الرسول من أعظم المعزيات 110
43 حكايات من لطائف التعازي 111
44 البلاء على قدر الإيمان 113
45 رسالة الإمام الصادق عليه السلام يعزي بني عمه 116