مسكن الفؤاد - الشهيد الثاني - الصفحة ٤٠
يتصادقون من أجلي، وحفت محبي للذين يتناصرون من أجلي) (1).
ثم قال عليه وآله السلام: (ما من مؤمن ولا مؤمنة يقدم الله تعالى له ثلاثة أولاد من صلبه لم يبلغوا الحنث، إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم) (2).
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: (من دفن ثلاثة من الولد (3) حرم الله عليه النار) (4). وعن صعصعة بن معاوية قال: لقيت أبا ذر الغفاري - رضي الله عنه - بالربذة، وهو يسوق بعيرا له عليه مزادتان، وفي عنق البعير قربة، فقلت: يا أبا ذر، مالك؟ قال: عملي، قلت: حدثني، رحمك الله، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: (ما من مسلمين يموت بينهما ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث، إلا غفر الله لهما بفضل رحمته إياهم).
قال، قلت: فحدثني، قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:
(ما من عبد مسلم ينفق من كل ماله زوجين في سبيل الله، إلا استقبلته حجبة الجنة كلهم يدعوه إلى ما عنده) فقلت: كيف ذلك؟ قال: (إن كان رجالا فرجلين، وإن كان إبلا فبعيرين، وإن كان بقرا فبقرتين) حتى عد أصناف المال (5).
ذكره جماعة.
وعن أنس بن مالك قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وآله على مجلس من بني سلمة، فقال: (يا بني سلمة، ما الرقوب فيكم؟) قالوا: الذي لا يولد له، قال: (بل هو الذي لا فرط له، قال: ما المعدم فيكم؟) قالوا: الذي لا مال له، قال: (بل هو الذي يقدم وليس له عند الله خير) (6).
(وعن ابن مسعود قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) (7) على امرأة

(١) رواه أحمد في مسنده ٤: ٣٨٦، وزكي الدين في الترغيب والترهيب ٤: ١٩ / ١٦ باختلاف يسير.
(٢) رواه النسائي في سننه ٤: ٣٤ باختلاف يسير، والمتقي الهندي في منتخب الكنز ١: ٢١٠ باختلاف في ألفاظه.
(٣) في (ح): ولده.
(٤) رواه السيوطي في الجامع الصغير ٢: ٦٠٠ / 8669، والمتقي الهندي في منتخب الكنز 1: 210.
(5) رواه أحمد في مسنده 5: 159 و 151 و 153 و 164 باختلاف يسير.
(6) رواه السيوطي في الجامع الكبير 1: 959 باختلاف يسير.
(7) في نسخة (ش): ونحوه عن ابن مسعود، ودخل صلى الله عليه وآله.
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 العقل والعدل الإلهي 18
2 أفعاله تعالى غاية مصلحة العبد 19
3 مثال واقعي في دفع المكروهات 20
4 منفعة الولد الدنيوية لأبيه مظنونة 21
5 لا نسبة بين آلام الدنيا وآلام الآخرة 22
6 في الجزع فوات مرتبة الرضا 23
7 الدنيا دار كدر وعناء 24
8 الدنيا قنطرة الآخرة 25
9 الدنيا دار الفناء 26
10 حب الله يقتضي الرضا بأفعاله 27
11 من صفات المحبين لله تعالى 28
12 الباب الأول: في بيان الأعواض الحاصلة عن موت الأولاد وما يقرب من هذا المراد الأعواض عن موت الأولاد 30
13 حكايات ومنامات عن ثواب موت الأولاد 42
14 الباب الثاني: في الصبر وما يلحق به 45
15 الصوم نصف الصبر 46
16 أحاديث شريفة في الصبر 47
17 ثواب الصبر 51
18 ما يثبت الأجر على المصيبة وما يحبطه 53
19 أثر الصلاة في تهوين المصائب 56
20 الجزع محبط للأجر 57
21 محاسن البلاء 58
22 الصبر والجزع كاشفان عن بواطن الناس 59
23 فصل: في نبذ من أحوال السلف عند موت أبنائهم وأحبائهم 60
24 فصل في ذكر جماعة من النساء نقل العلماء صبرهن 68
25 الباب الثالث: في الرضا 79
26 ثواب الراضين بقسمة الله 80
27 الرضا من المقامات العالية 81
28 من معاني الرضا 82
29 من علامات الرضا 83
30 مرتبة الرضا أعلى من مرتبة الصبر 84
31 درجات الرضا 85
32 وقائع ماضية عن الرضا بالقضاء 87
33 الدعاء يدفع البلاء، وسبب تأخير الإجابة 90
34 من أسباب تأخير الإجابة 91
35 الباب الرابع: في البكاء 92
36 البكاء لا ينافي الصبر ولا الرضا بالقضاء 93
37 من الأعمال المنافية للصبر والمحبطة للأجر 99
38 ثواب الاسترجاع عند المصيبة 101
39 النواح الجائز 103
40 استحباب تعزية أهل الميت 105
41 كيفية التعزية 108
42 ذكر المصيبة بفقد الرسول من أعظم المعزيات 110
43 حكايات من لطائف التعازي 111
44 البلاء على قدر الإيمان 113
45 رسالة الإمام الصادق عليه السلام يعزي بني عمه 116