مسكن الفؤاد - الشهيد الثاني - الصفحة ٣٩
وفي لفظ آخر: (من قدم شيئا من ولده صابرا محتسبا، حجبوه بإذن الله من النار) (1).
وعن أم مبشر (2) الأنصارية، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أنه دخل عليها، وهي تطبخ حبا، فقال: (من مات له ثلاثة لم يبلغوا الحنث، كانوا له حجابا من النار) فقالت: يا رسول الله، واثنان، فقال لها: (واثنان، يا أم مبشر).
وفي لفظ آخر: فقالت: أو فرطان، قال: (أو فرطان) (3).
وعن قبيصة بن برمة، قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالسا، إذ أتته امرأة، فقالت: يا رسول الله، ادع الله لي، فإنه ليس يعيش لي ولد، قال:
(وكم مات لك؟) قالت: ثلاثة، قال: (لقد احتظرت من النار بحظار شديد) (4).
الحظار بكسر الحاء المهملة والظاء المشالة: الحظيرة تعمل للإبل من شجر ليقيها البرد والريح، ومنه المحظور للمحرم، أي: الممنوع من الدخول فيه، كأن عليه حظيرة تمنع من دخوله.
وعن أبي بن كعب: ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لامرأة: (هل لك فرط؟) قالت: ثلاثة، قال صلى الله عليه وآله: (جنة حصينة).
وعنه صلى الله عليه وآله: (ما من مسلمين يقدمان ثلاثة لم يبلغوا الحنث، إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته) قالوا: يا رسول الله، وذو الاثنين؟ قال: (وذو الاثنين، إن من أمتي من يدخل الجنة بشفاعته أكثر من مضر، وإن من أمتي (من يستطعم النار) (5) حتى يكون أحد زواياها) (6).
رواه جماعة من أهل الحديث وصححوه.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: (قال الله تعالى: حقت محبتي للذين

(١) الجامع الكبير ١: ٨١٧.
(٢) في (ح): أم ميسر، والصحيح ما أثبتناه من نسخة (ش)، انظر (الإصابة ٤: ٤٩٥ / ١٤٩١، أسد الغابة:
٦١٦).
(٣) رواه السيوطي في الجامع الكبير ١: ٩٤٩ باختلاف في ألفاظه.
(٤) رواه ابن الأثير في أسد الغابة ٤: ١٩١ ورواه عن أبي هريرة باختلاف في ألفاظه احمد في مسنده ٢: ٤١٩ ومسلم في صحيحه ٤: ٢٠٣٠.
(٥) في نسخة (ش): يستعظم للنار.
(٦) رواه الحاكم النيسابوري في المستدرك ١: ٧١، وزكي الدين في الترغيب والترهيب 3: 78 / 12، ورواه أحمد في مسنده باختلاف في ألفاظه 4: 212 و 5: 312.
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 العقل والعدل الإلهي 18
2 أفعاله تعالى غاية مصلحة العبد 19
3 مثال واقعي في دفع المكروهات 20
4 منفعة الولد الدنيوية لأبيه مظنونة 21
5 لا نسبة بين آلام الدنيا وآلام الآخرة 22
6 في الجزع فوات مرتبة الرضا 23
7 الدنيا دار كدر وعناء 24
8 الدنيا قنطرة الآخرة 25
9 الدنيا دار الفناء 26
10 حب الله يقتضي الرضا بأفعاله 27
11 من صفات المحبين لله تعالى 28
12 الباب الأول: في بيان الأعواض الحاصلة عن موت الأولاد وما يقرب من هذا المراد الأعواض عن موت الأولاد 30
13 حكايات ومنامات عن ثواب موت الأولاد 42
14 الباب الثاني: في الصبر وما يلحق به 45
15 الصوم نصف الصبر 46
16 أحاديث شريفة في الصبر 47
17 ثواب الصبر 51
18 ما يثبت الأجر على المصيبة وما يحبطه 53
19 أثر الصلاة في تهوين المصائب 56
20 الجزع محبط للأجر 57
21 محاسن البلاء 58
22 الصبر والجزع كاشفان عن بواطن الناس 59
23 فصل: في نبذ من أحوال السلف عند موت أبنائهم وأحبائهم 60
24 فصل في ذكر جماعة من النساء نقل العلماء صبرهن 68
25 الباب الثالث: في الرضا 79
26 ثواب الراضين بقسمة الله 80
27 الرضا من المقامات العالية 81
28 من معاني الرضا 82
29 من علامات الرضا 83
30 مرتبة الرضا أعلى من مرتبة الصبر 84
31 درجات الرضا 85
32 وقائع ماضية عن الرضا بالقضاء 87
33 الدعاء يدفع البلاء، وسبب تأخير الإجابة 90
34 من أسباب تأخير الإجابة 91
35 الباب الرابع: في البكاء 92
36 البكاء لا ينافي الصبر ولا الرضا بالقضاء 93
37 من الأعمال المنافية للصبر والمحبطة للأجر 99
38 ثواب الاسترجاع عند المصيبة 101
39 النواح الجائز 103
40 استحباب تعزية أهل الميت 105
41 كيفية التعزية 108
42 ذكر المصيبة بفقد الرسول من أعظم المعزيات 110
43 حكايات من لطائف التعازي 111
44 البلاء على قدر الإيمان 113
45 رسالة الإمام الصادق عليه السلام يعزي بني عمه 116